طالب عدد من مصنعى أدوات الدهان، بفرض رسوم حمائية على الفرش المستوردة لتعزيز تنافسية المنتج المصرى، وإدراج القطاع ضمن برنامج المساندة التصديرية، وخفض الجمارك على الخامات المستوردة لتنشيط عملية البيع.
قال عزت شوقى رئيس شركة شوقى لصناعة فرش الدهانات والرولات، إن أسعار مستلزمات الانتاج ارتفعت خلال 4 سنوات مضت بسبب التغيرات الاقتصادية التى نتجت عن تطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادى عام 2016، ما دفع عدد من الصناع لإغلاق مصانعهم والتحول إلى الاستيراد.
وأضاف عزت لـ “البورصة”، أن 40% من منتجات الفرش والرولات فى السوق المصرى مستوردة، وبعضها منتجات رديئة غير مطابقة للمواصفات، تباع بأسعار متدنية، مما يصّعب قدرة الشركات المحلية على منافستها، وأشار إلى أن الشركات المحلية غير قادرة على زيادة أسعارها رغم الزيادات التى طرأت على مستلزمات الإنتاج، للحفاظ على عملائها، وتنافسيتها للمنتجات المستوردة.
وأوضح أن هناك عدداً كبيراً من الدول تواجه المنتجات المستوردة التى لها نظير محلى بفرض رسوم حماية على تلك الواردات، وهذا الأمر نجح فى عدد من القطاعات منها الحديد والصلب، والصناعات المعدنية.
وذكر عزت، أن الشركة وضعت خطة تطويرية قبل 5 سنوات تستهدف من خلالها رفع كفاءة خطوط الإنتاج الحالية لزيادة الطاقة الإنتاجية لها إلى 12 ألف فرشة يوميًا، إلا أن تراجع المبيعات بسبب هذه الأحداث تسبب فى إرجاء الخطة لحين وضوح الرؤية.
وأوضح أن القطاع يستورد نحو 80% من مستلزمات الإنتاج اللازمة للتصنيع لعدم تصنيعها محليًا، وحال توفير هذه الخامات سيعزز من القيمة المضافة للمنتج، وسيدفع الشركة إلى فتح أسواق تصديرية بدافع من انخفاض التكلفة.
وقال حسن نور، رئيس شركة نور لتصنيع أدوات الدهان، إن أى زيادة فى أسعار مدخلات الانتاج تنعكس على السعر النهائى للمنتج فى الفترة الحالية وقد تؤدى إلى الخروج من السوقين المحلى والخارجى لصعوبة المنافسة.
وأوضح أن الشركة فقدت عدد من الأسواق التصديرية بسبب زيادة مستلزمات الإنتاج مثل الكهرباء والغاز والمواد البترولية، بجانب المغالاة فى الرسوم التى تفرض من قبل عدد من الجهات على المشروعات الاستثمارية مثل هيئة الاستثمار على الشركات.
وأضاف نور لـ”البورصة”، أن الشركة فقدت 20% من مبيعاتها لارتفاع السعر النهائى للمنتج، ما أدى إلى خروجها من بعض الأسواق الأوروبية واستبدالها بمنتجات من دولة فيتنام لانخفاض أسعار منتجاتها بنسبة 30% عن نظيرتها المصرية.
وذكر نور، أن الشركة تمتلك مصنعًا بالمنطقة الصناعية الحرة وتخصص فى إنتاج أدوات الدهان، مثل الفرش والرولات وتوجه نحو 80% من انتاجها لصالح عدد كبير من الأسواق التصديرية منها دول أوروبية وعربية.
وأشار إلى أن الشركة تقدمت أكثر من مرة لعدد من الجهات الحكومية منها هيئة تنمية الصادرات لإدراج قطاع تصنيع الفرش ضمن برنامج المساندة التصديرية التابع لوزارة الصناعة والتجارة، إلا أنها ردت بأن القطاع يتبع الصناعات الحرفية وهو غير مدرج ضمن البرنامج.
واعترض نور على تصنيف القطاعات الصناعية وفقاً لاستحقاق المساندة التصديرية أو الدعم من عدمه، معتبراً أن جميع القطاعات مهمة وعلى نفس الدرجة وفى حالة توقف قطاع معين عن التصنيع يتسبب فى عدد من المشكلات منها تسريح العمالة، وزيادة الفاتورة الاستيرادية.
وطالب وزارة التجارة والصناعة بإعادة النظر فى هذا القطاع من خلال مساواته بباقى القطاعات الأخرى، ومنحه مزيد من الحوافز والمميزات التى تسهم فى دفع النمو، وقال رشاد الدالى، رئيس شركة هداية لتصنيع الفرش، إن أغلب الشركات التى تستثمر فى هذا القطاع لا تستمر طويلاً بسبب عشوائية السوق المصرى وهو السماح إلى دخول المنتجات المستوردة بدون بكميات كبيرة وبأرخص من المنتجات المحلية.
وأضاف الدالى، أن الشركة تعمل فى السوق المصرى منذ 2015، وتمتلك مصنعًا بالمنطقة الصناعية بأسيوط، وتدرس حاليًا تغير نشاطها فور الانتهاء من تصريف المخزون لديها.
وأشار إلى صناعة أدوات الدهان مرتبطة بمدى نمو القطاع العقاري داخل مصر، موضحاً أن القطاع العقارى يشهد طفرة غير مسبوقة فى الفترة الحالية، ورغم ذلك فالصناعة المحلية تنكمش وتتزايد المنتجات المستوردة بشكل كبير.