تحمل قطاع صناعة الورق بمختلف أنواعه، زيادات متكررة فى أسعار الطاقة والمياه، تسببت فى ارتفاع تكلفة إنتاجه عن المتوسطات العالمية، حتى استحوذ المنتج الأجنبى على السوق، وتوقفت بعض المصانع المحلية عن الإنتاج.
وبحسب غرفة الصناعات الكيماوية، فإن %40 من مصانع إنتاج الورق بأنواع والكرتون، توقفت جزئيا عن الإنتاج، ونحو %10 من المصانع توقفت كليا.
قال أنور محمود، عضو مجلس إدارة شركة حورس المتخصصة فى صناعة الورق، إن مصانع الورق تحملت ارتفاعات متكررة، بعد مضاعفة أسعار الطاقة والمياه المقدمة لها، حتى ارتفعت تكلفة التصنيع المحلى إلى معدلات تفوق مثيلتها فى عالميا.
وأوضح لـ «البورصة»، أن تكلفة تصنيع الورق للطن الواحد تبلغ نحو 5 آلاف جنيه دون احتساب سعر الخامات، فى حين تبلغ التكلفة الصناعية العالمية أقل من 3 آلاف جنيه للطن.
وأضاف محمود، أن المصانع تتحمل العديد من الرسوم من عدة جهات مختلفة أبرزها وزارة البيئة، ووزارة الكهرباء، ووزارة الرى والموارد المائية، فضلا عن رسوم «الكارتة» على الطرق، بما يحمل الطن نحو 1000 جنيه رسوما حكومية فقط.
وتابع: «إلى جانب فاتورة الكهرباء التى ندفعها شهريا، تفرض شركة الكهرباء علينا رسوم انتظام خدمة شهريا. كما تفرض شركة المياه، رسوم استهلاك شبكة صرف صناعى، بقيمة تعادل نفس سعر المياه على المتر مكعب بالفاتورة، إذ يبلغ سعر المتر مكعب من المياه نحو 4.55 جنيه، وبعد إضافة الرسوم، يصل السعر إلى 9 جنيهات».
وشدد على ضرورة تخفيض سعر الكهرباء لقطاع صناعة الورق، إلى نحو جنيه واحد للكيلو وات بدلا من 1.25 جنيه السعر الحالى، ليتمكن المنتجون من تخفيض تكلفتهم ومجاراة الأسعار العالمية.
أما عن أسعار الغاز، فقال أنور إن السعر العالمى للغاز يبلغ نحو 2.8 دولار للمليون وحدة حرارية بريطانية.. ومطلبنا ألا يقل السعر عن 3 دولارات، حتى نتمكن من منافسة المنتج المستورد محليا، ومن ثم المنافسة العالمية.
وأوضح أن حصة المنتج المستورد فى سوق الطباعة المصرى وصلت إلى %90 بعدما كانت %50، ونحن نعانى من الركود منذ مارس 2019، لذلك قلصنا عدد ساعات العمل فى المصنع بنسبة %25، كما اضطر نحو 37 مصنعًا إلى التوقف عن الإنتاج بسبب تراكم المخزون.
وتابع: «نحن نمتلك مخزونا يكفى طلبيات عامين مقبلين، ولكن لا توجد طلبيات من الأساس».
وقال سامى نصر الله، رئيس مصنع مصر الحضارة لتصنيع الكرتون، إنه اضطر لتشغيل مصنعه فى منطقة العاشر من رمضان بالسولار، وهو ما يكلفه نحو 2 مليون جنيه شهريا.
وأضاف: «نحن نواجه تعسفا غير مبرر من قبل شركة سيناء للغاز، إذ إنها تماطل فى توصيل الغاز للمصنع، رغم تسديد تكلفة توصيل الغاز وتكلفة التأمين».
وقال جمال محمود، رئيس مجلس إدارة شركة «جمالكو» لتصنيع الكرتون، (متوقفة لحين نقل المصنع من منطقة سكنية إلى مدينة السادات الصناعية)، إن أبرز مشكلة تواجه صناعة الكرتون هى عدم وجود ضوابط على صادرات دشت الورق، والمادة الأساسية التى يعاد تدويرها لصناعة الكرتون.
وأضاف أن المبيعات فى سوق الورق تتم بنظام الآجل والذى يصل إلى 6 أشهر، وهى مشكلة أخرى تعطل المصانع عن الإنتاج بسبب نقص السيولة، وعدم القدرة على تدبير المواد الخام، خصوصا أن المواد الخام المستوردة يتم تسديد قيمتها دفعة واحدة بمجرد التعاقد.
وبحسب غرفة الصناعات الكيماوية، فإن عدد مصانع ورق الكتابة والطباعة يبلغ 4 مصانع للدورة المتكاملة، و هى التى تبدأ فى تصنيع الورق من مصاص القصب حتى يصبح منتج نهائى، وهى مصانع «راكتا»، و«الأهلية»، و«إدفو»، و«قنا»، بمتوسط تكلفة مليار جنيه للمصنع الواحد، توفر نحو %60 من احتياجات السوق المحلى إذا تم تشغيلها بكامل طاقتها الإنتاجية.