ساهمت تخفيضات الإنتاج التي أعلنتها منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاؤها، الذين يعرفون باسم تحالف “أوبك بلس”، في استقرار سوق البترول العالمي، ولكن تلك التخفيضات لا يمكنها الاستمرار إلى اﻷبد، خاصة أن هناك حالة عدم يقين مستمرة بشأن مستقبل الاتفاقية بعد مارس المقبل.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، في مقابلة أجراها مع قناة روسيا 24 الإخبارية: “تخفيضات الإنتاج لا يمكن أن تكون أبدية، بل إننا سنحتاج بالتدريج إلى اتخاذ قرار يتعلق بالخروج من الاتفاقية”.
وأوضحت وكالة أنباء بلومبرج أن وجهة نظر روسيا تعتبر عاملا أساسيا باعتبارها واحدة من الدول المشاركة في وضع اتفاق “أوبك بلس”، رغم أن الشركات الروسية المنتجة للبترول طالبت منذ فترة طويلة بتخفيف قيود الإنتاج.
وأوضح نوفاك أن بلاده بحاجة إلى الدفاع عن حصتها السوقية والسماح لمنتجي البترول لديها بتطوير مشروعات جديدة.
ولم يعلن نوفاك موعداً محدداً يمكن لروسيا أن تتخذ خلاله قرارا بشأن الانسحاب من الاتفاقية، ولكنه يتوقع مناقشة اﻷمر مع نظرائه في الدول اﻷعضاء في تحالف “أوبك بلس” العام المقبل.
وأشار إلى أن الطلب العالمي على البترول ربما يرتفع بحلول فصل الصيف المقبل.
كانت روسيا، التي دعمت الصفقة الأصلية بين أوبك وحلفائها في عام 2016، تعاني من نقص المعروض هذا العام، فقد فشلت البلاد باستمرار في الالتزام بحصتها، متجاوزة الهدف المحدد لها لثمانية أشهر حتى الآن في عام 2019.
وأظهرت البيانات الرسمية، التي تتبعتها “بلومبرج” استمرار هذا الاتجاه في ديسمبر الجاري، حيث ضخت روسيا 11.252 مليون برميل يوميا حتى الآن على مدار الشهر الجاري، أي ما يزيد بمقدار 62 ألف برميل يوميا عن الهدف المقرر لها.
وفي الوقت نفسه، انتقد أكبر منتج للبترول في البلاد “روسنفت” صفقة خفض الإنتاج، قائلة إنها تخدم مصالح السعودية، الزعيم الفعلي لأوبك وأكبر مصدر للبترول، والولايات المتحدة.
واتفقت روسيا وشركائها في تحالف “أوبك بلس”، أثناء مراجعة صفقة خفض الإنتاج في بداية ديسمبر الجاري، على الإبقاء على قيود الإنتاج حتى نهاية مارس وتعميق خفض المعروض ليصل إلى 1.7 مليون برميل يوميا، ومن المقرر أن ترفع روسيا من مستوى تخفيضاتها للإنتاج بمقدار 70 ألف برميل يوميا.