ارتفعت مستويات الاستدانة لأكبر الشركات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ للعام الثاني على التوالي بعد فترة من تخفيف المديونية، ولكن المشاركين في السوق لا يرون سببًا يدعو للقلق.
وبلغ متوسط إجمالى الدين إلى إجمالي حقوق الملكية للشركات غير المالية في مؤشر “إم إس سى آى” للأسهم الآسيوية بحوالي 44% في الأشهر التسعة الأولى من عام 2019 وهذا أعلى قليلاً من 41% في عام 2007 قبل الأزمة المالية العالمية.
ومع ذلك، يعتقد الكثير من المحللين أن بيئة أسعار الفائدة المنخفضة والأرصدة النقدية الجيدة والتوقعات الاقتصادية العالمية المواتية توفر الطمأنينة.
وقال جيم مكافيرتي، رئيس أبحاث الأسهم في آسيا والمحيط الهادئ في بنك “نومورا” “لدينا توقعات حميدة لأسعار الفائدة والأمر المهم في عام 2020 هو أن الحكومات في آسيا ستبدأ في استخدام موازناتها الوطنية لبدء تحفيز الاقتصاد”.
ذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” أن انخفاض أسعار الفائدة على مستوى العالم يعني الوصول إلى تمويل رخيص للشركات التي ترغب في التوسع من خلال الاستثمارات وعمليات الاستحواذ أو إعادة شراء حصص الأسهم.
وقال جوستين تانغ، رئيس البحوث الآسيوية في شركة “يونايتد فيرست” الاستشارية إن الشركات الآسيوية زادت من قروضها في الأشهر الأخيرة من أجل الاستثمار في مشاريع جديدة مع تراجع حدة التوترات التجارية.
وأعرب المحللون عن ثقتهم فى أن المستويات النقدية لدى الشركات في المنطقة قد تحسنت على مدار الـ 12 عامًا الماضية.
وفي الأرباع الثلاثة الأولى من العام الحالى ارتفع إجمالي الدين بأكثر من الضعف ليصل إلى حوالي 6 تريليونات دولار.
وقال بعض المراقبين إن الحد من استخدام الديون لكبح نسب الفائدة قد يثبت أنه سيؤدي إلى نتائج عكسية بالنسبة للشركات ذات الميزانيات العمومية السليمة.
وأوضح فيليكس لام، الذي يدير الأسهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى بنك “بى إن بى باريبا” في هونغ كونغ: “ليست فكرة جيدة أن تتخلى عن مشاريع جذابة وأن تخسرها أمام المنافسين فقط من أجل السيطرة على نسبة المديونية الخاصة بك”.
وعلى الرغم من ارتفاع مستوى التخلف عن السداد للشركات الآسيوية بشكل عام، إلا أنها لا تزال بعيدة عن مثيلاتها في نظيراتها الأمريكية.
وقالت “بلومبرج” إن مستويات التخلف عن السداد الحالية غير مريحة لأن ارتفاع الدين يرتبط عادةً بالضعف في مواجهة الانكماش الاقتصادي وزيادة المخاطر للمستثمرين.
ولكن فى الوقت الحالى، تدعم الشركات الآسيوية اقتصادات تتمتع بميزانيات أقوى مما كانت عليه خلال الأزمة المالية العالمية بالاضافة إلى تراجع مخاوف الركود في الأشهر الأخيرة بسبب البيانات الإيجابية.