يتزايد قلق مشتري البترول في آسيا، من أن الاضطرابات المتزايدة فى العراق وسط النزاع المتفاقم بين الولايات المتحدة وإيران، يمكن أن يعطل الشحنات من أحد مورديها الرئيسيين في الشرق الأوسط.
وقال ما لا يقل عن 5 مشترين من الصين إلى الهند، إن فقدان البراميل العراقية سيكون تحديًا كبيرًا بسبب الإمدادات الضيقة بالفعل لنوعية البترول الذى تنتجه العراق ثاني أكبر منتج في منظمة “أوبك”.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج”، أنه رغم عدم وجود تهديد مادي لإنتاج البترول العراقي، إلا انه يبقى تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بفرض عقوبات شديدة على بغداد إذا نفذت تصويت البرلمان على طرد القوات الأجنبية من أراضيها.
يأتى ذلك فى الوقت الذى أدت فيه الإجراءات التجارية ضد إيران، إلى تقليص الشحنات من طهران لمستوى ضئيل.
وعزز العراق إنتاجه بحوالي 50٪ على مدى السنوات الخمس الماضية، وكان من بين أكثر موردي الشرق الأوسط موثوقية لآسيا. لكنه استدرج إلى النزاع المتصاعد بعد مقتل أكبر قائد إيراني على أرضه بالقرب من مطار بغداد الدولي يوم الجمعة الماضى.
ومن جانبه، ندد البرلمان العراقي بغارة الطائرات دون طيار الأمريكية، باعتبارها انتهاكا لسيادته.
وأوضحت الوكالة الأمريكية أن خام البصرة الرائد في العراق، تسعى إليه المصافي الآسيوية بشكل خاص، فى ظل نقص المعروض نسبيًا بسبب العقوبات الأمريكية على إيران وتراجع الإنتاج المكسيكي.
وأضافت أن خام البصرة الثقيل، يعتبر واحدا من أنواع البترول الأقل جودة ، ويتم طلبه بسبب القيود المفروضة على منتج فنزويلا البديل.
وقال لي لي، المحلل المقيم في شنغهاي، باحث السلع الأول لدى شركة “سى إس سى آى” الصينية :”تعتمد الصين على الإمدادات العراقية بشكل كبير .و كانت البلاد من بين أكبر ثلاثة موردين على مدار الأشهر القليلة الماضية”.
وكشفت بيانات الوكالة الامريكية ان العراق صدر 3.82 مليون برميل يوميًا من الخام الشهر الماضي.. وكانت الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان من بين عملائه الرئيسيين.
وقال المشترون الآسيويون الذين شملهم استطلاع أجرته “بلومبرج”، إنهم لا يستطيعوا الابتعاد تمامًا عن الخام العراقي، لأنه يشكل جزءًا من وارداتهم الأساسية.
وكانت أسعار البترول ، قفزت بأكثر من 5% بعد مقتل سليمانى، وسط مخاوف من أن الصراع الأوسع يمكن أن يعطل المعروض من أهم منطقة منتجة في العالم.
وفى الوقت الذى تبادلت فيه واشنطن وطهران الخطابات المعادية بشكل متزايد، حذرت وزارة الخارجية الأمريكية، من “الخطر المتزايد” لهجمات الصواريخ بالقرب من القواعد العسكرية ومنشآت الطاقة في المملكة العربية السعودية.
وسحبت شركة “شيفرون”، الأسبوع الحالي، موظفيها والمقاولين الأجانب من إقليم كردستان العراق، كإجراء احترازي.
وقال راما شاندران، مدير المصافي في شركة “بهارات بتروليوم كوربوريشن” الهندية : “الخام من العراق والمملكة العربية السعودية أمر بالغ الأهمية بالنسبة لمصافي التكرير الهندية”.
وأوضحت البيانات أن الهند استوردت ما يقرب من ربع نفطها عبر العراق في الفترة من يناير إلى نوفمبر 2019 ، واشترت المزيد من المملكة العربية السعودية.
وفي نوفمبر الماضى استوردت الصين 5.8 مليون طن من الخام من العراق، ثالث أكبر مورد لها بعد المملكة العربية السعودية وروسيا.
واشترت بكين ، نحو 547،758 طن من الخام من إيران فى النصف الأول من عام 2019 ولم تشتري أي خام من فنزويلا.