استفادت الشركات في جميع أنحاء العالم، من انخفاض تكاليف الاقتراض لبيع كمية قياسية من السندات في العام الماضي.. الأمر الذى أدى إلى تجدد المخاوف بين صانعي السياسة بشأن ارتفاع مستويات الديون.
كشفت بيانات شركة “ديلوجيك” ، أنه تم بيع ما يزيد قليلاً عن 2.5 تريليون دولار من سندات الشركات على مدار العام الماضي، متجاوزًا الرقم القياسي السابق المسجل في 2017 .
ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” ، أنه تم دعم هذا الإصدار من خلال التحركات الداعمة من البنوك المركزية الكبرى، والتي قلبت مسارها وخفضت أسعار الفائدة، مما ساعد على خفض تكاليف الاقتراض لجميع أنواع الشركات.
وخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكى، أسعار الفائدة بنسبة 0.75 نقطة مئوية خلال عام 2019 ، في حين قام البنك المركزي الأوروبي، أيضًا بتخفيض أسعار الفائدة وجدد التزامه بشراء السندات في محاولة للمساعدة في إنعاش الاقتصاد.
قال العضو المنتدب بنقابة الديون لدى بنك “إتش إس بى سى” في لندن ، آصف شيراني :” لعبت سياسة البنك المركزي، دورًا مهمًا فيما يحدث ،لأنه يساهم بوضوح في زيادة إصدار الشركات العام الماضى”.
أوضحت الصحيفة البريطانية أن مبيعات الديون القياسية، تسلط الضوء على التوترات بين رغبة صانعي السياسة في الإبقاء على تكلفة الاقتراض منخفضة في محاولة لتحفيز النمو الاقتصادي، ودق ناقوس الخطر حول ارتفاع مديونية الشركات.
وحذر البنك الدولي، في تقرير الأسبوع الماضي، من أن موجة إصدار الديون في أعقاب الأزمة المالية، كانت أكبر وأسرع وأوسع موجة من تراكم الديون حتى الوقت الحالى.
وقال البنك الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، إن اصدار السندات قد يكون محفوفًا بالمخاطر على اقتصادات الأسواق الناشئة، لأنه يجعلها أكثر عرضة للصدمات الخارجية”.
وخلال الأسبوع الماضي، كرر بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك ، المخاوف بشأن زيادة مبالغ الديون الصادرة عن الشركات ذات التصنيف الأدنى، والتي قد تتعرض لضغوط في حالة تدهور الأوضاع الاقتصادية.
ومع انخفاض أسعار الفائدة، وصل إجمالى الديون ذات العائد السلبي إلى ذروته بأكثر من 17 تريليون دولار في أغسطس الماضي، مما دفع المستثمرين لشراء ديون الشركات ذات المخاطر العالية من أجل دعم العائدات.
ولكن في الوقت نفسه، استفادت الشركات من انخفاض تكاليف الاقتراض وارتفاع الطلب على بيع المزيد من الديون.
وحتى الوقت الحالى لم تظهر أى علامات تفيد بتراجع الاتجاه في عام 2020 ،إذ لاحظ المحللون في بنك “أوف أمريكا” أن إصدار السندات عالي الجودة من الدرجة الاستثمارية بلغ 69 مليار دولار في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، وهو ثاني أعلى حجم أسبوعي في التاريخ.
وفي غضون ذلك، سجلت أوروبا أفضل أسبوع على الإطلاق لإصدار سندات الشركات حيث باعت أكثر من 90 مليار يورو.
وقال ماركو بالديني، رئيس السندات الأوروبية لدى بنك “باركليز”: “ما زلنا نرى العامل الجيد في الأسواق نتيجة استمرار سياسات البنوك المركزي التيسيرية، والتي تساعد على جعل تكاليف التمويل جذابة للغاية بحيث تواصل الشركات إصدار مستويات قياسية من الديون.”