تحول ألمانيا إلى السيارات الكهربائية يعرض 400 ألف وظيفة للخطر في العقد المقبل
قد تفقد ألمانيا أكثر من 400 ألف وظيفة على مدار العقد المقبل مع تحول صناعة السيارات فيها نحو السيارات الكهربائية الأمر الذي يؤكد على التغيير المفاجئ الذي يواجه أكبر اقتصاد في أوروبا.
وكشف تقرير حكومى أنه في أسوأ السيناريوهات، يمكن أن تتقلص قوة العمل الألمانية بنسبة 1% بحلول عام 2030 إذا اضطرت شركات صناعة السيارات مثل “فولكس فاجن” و “ديملر” إلى الاعتماد على الواردات لتحقيق أهداف مبيعات السيارات الكهربائية.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يتم فيه تصنيع الغالبية العظمى من بطاريات السيارات – المكون الأكثر قيمة للسيارات الكهربائية – في آسيا.
ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن التحول السريع بعيدًا عن محرك الاحتراق الناجم عن قوانين الانبعاثات الصارمة المتزايدة للاتحاد الأوروبي، سوف يكون مصحوبًا بتغيير عميق فيما يتعلق بخلق القيمة.
وقال يورج هوفمان، رئيس مجموعة “آى جى ميتال” العاملة فى ألمانيا “إذا أردنا الحفاظ على خلق القيمة الصناعية والوظائف في صناعة السيارات المحلية فسوف نحتاج إلى سلسلة القيمة بأكملها لتكون هنا”.
وجاء هذا التقرير في وقت تشوبه الكآبة العميقة في صناعة السيارات الألمانية، حيث تواجه إحدى الركائز الأساسية للاقتصاد الذي يقوده التصدير، التكلفة الهائلة للابتعاد عن محركات الاحتراق.
وفي العام الماضي، أعلنت شركات صناعة السيارات والموردين الألمان عن فقدان أكثر من 50 ألف فرصة عمل بسبب التحول إلى السيارات التي تعمل بالبطاريات.
وجاء التحذير قبل أيام فقط من مقابلة قادة الصناعة المستشارة الألمانية أجيلا ميركل، في برلين لأجل بداية عام حاسم بالنسبة لشركات صناعة السيارات في البلاد.
وترغب الحكومة من شركات صناعة السيارات في البلاد إنتاج ما يصل إلى 10 ملايين سيارة تعمل بالبطاريات بحلول نهاية العقد.
ومع ذلك، لا تزال السيارات الكهربائية النقية تمثل أقل بقليل من 2% من جميع التسجيلات الجديدة في ألمانيا.
وفي العام الماضي، ساهم تخفيض تكاليف شركات صناعة السيارات الألمانية في تقلص القوة العاملة في صناعة السيارات بنسبة 1.3% وفقًا لمعهد “إيفو” الاقتصادي الذي قال إن التحول إلى السيارات الكهربائية يؤثر بالفعل على أكبر اقتصاد في أوروبا.
وتوظف شركات صناعة السيارات في البلاد أكثر من 800 ألف شخص بشكل مباشر وتدعم 3 ملايين وظيفة في الاقتصاد الوطني الأوسع.