نظرت منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاؤها فى كيفية الرد على الانخفاض فى أسعار البترول، مع إشارة روسيا لأول مرة إلى أنها منفتحة للضغط السعودى بعقد اجتماع طارئ.
وذكر أحد المندوبين لدى المنظمة لوكالة أنباء “بلومبرج”، أن المواعيد المحتملة التى ستتم مناقشتها هى يومى 8 و9 فبراير و14 و15 فبراير المقبل على الرغم من أن الاجتماع العادى التالى في الفترة من 5 إلى 6 مارس لايزال قائماً فى موعده.
وأوضحت “بلومبرج”، أنه منذ أيام، ضغطت المملكة العربية السعودية من أجل عقد اجتماع طارئ للتحالف، لأن تهديد الطلب بسبب فيروس “كورونا” الآسيوى دفع الأسعار إلى أدنى مستوى فى 6 أشهر.
وكانت روسيا ترفض طلبات عقد اجتماعات طارئة حتى يوم الجمعة الماضى، حيث أعلنت أن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت لتقييم الوضع، ولكنها ذكرت مؤخرًا أنها مستعدة للاجتماع والتحرك إذا لزم الأمر، وسوف تعقد “أوبك” اجتماعًا للممثلين الفنيين – اللجنة الفنية المشتركة – يومى الثلاثاء والأربعاء المقبلين لتقييم تأثير الفيروس الصينى على الأسواق.
ونقلت الوكالة الأمريكية عن وزير الطاقة الروسى الكسندر نوفاك، قوله: “من حيث المبدأ نحن مستعدون للرد على مثل هذه الأشياء، ولكننا بحاجة إلى تقييم الموقف بشكل أكثر دقة، ومراقبة كيف سيتطور الوضع فى الأيام المقبلة”.
وتم تداول البترول الخام بالقرب من 51 دولاراً للبرميل فى نيويورك يوم الجمعة الماضى بعد انخفاض بنحو 16% فى يناير ليترك الأسعار أقل بكثير من المستويات التى يحتاجها معظم أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” لتغطية الإنفاق الحكومى.
وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن الصين تعد المصدر الرئيسى لنمو الطلب فى سوق البترول، ويمكن للتدابير المتخذة لإبطاء انتشار الفيروس بما في ذلك إغلاق إحدى المدن الرئيسية فى البلاد والتمديد غير المسبوق لعطلة رأس السنة القمرية الجديدة أن يمحو جزءاً كبيراً من هذا الاستهلاك الإضافى، وكشفت “بلومبرج” أن خام غرب تكساس الوسيط يسير على المسار الصحيح لتسجيل أكبر انخفاض شهرى منذ شهر مايو بسبب مخاوف الطلب.
وقالت إن “أوبك” تدرس اقتراحاً بتعميق قيود الإنتاج الحالية بنحو 500 ألف برميل يوميًا، على الرغم من عدم وجود إجماع على الفكرة بعد.
وكشفت المنظمة عن مجموعة جديدة من القيود المفروضة على الإمدادات منذ ما يزيد قليلاً على شهر واحد، والتى لم تتجمع إلا بعد مشاحنات دبلوماسية كبيرة ومن أجل تنفيذ ذلك، خفضت المملكة العربية السعودية بالفعل الإنتاج إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2014.
واستغرقت روسيا، التى أصبحت أهم منتج في التحالف إلى جانب المملكة، بعض الوقت لإقناعها بالموافقة على تخفيضات إضافية ولديها سجل غير مكتمل لتنفيذ تعهداتها.
وتحتاج حكومة موسكو إلى أسعار بترول أقل من السعوديين ومعظم دول “أوبك” لتغطية خطط الإنفاق، ومع ذلك، فإن التحالف مع المنظمة قد خدم المصالح السياسية والاقتصادية للكرملين، حيث كانت روسيا باستمرار واحدة من أكبر المستفيدين الماليين من صفقة خفض الإنتاج.
وذكرت “بلومبرج”، أنه إذا كانت منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها قد اتفقوا على عقد اجتماع مبكر، فإن التاريخ يشير إلى أنه قد يؤدى إلى مزيد من الإجراءات للدفاع عن الأسعار.
وقال بوب ماكنالي، رئيس مجموعة “رابيدان” للطاقة فى ولاية ماريلاند ومسؤول النفط السابق فى البيت الأبيض فى عهد الرئيس السابق جورج بوش، لا شىء يشغل عقل المنتجين أكثر من احتمال حدوث انخفاض فى أسعار البترول الخام”، وأوضح ماكنالى، أن هناك بالفعل دلائل تشير إلى أن أسواق البترول الفعلية تتعرض للضغوط.