من يعرف «سويقة المناصرة» بالعتبة، يعرفها كونها بمثابة معرض ضخم لورش الأثاث الشعبى الموجه للطبقة المتوسطة والفقيرة.. لذلك كانت السويقة رمزاً للازدحام سابقاً.. لكن زائرها حالياً، لن يجد سوى منتجات مكدسة وتجاراً وأصحاب تلك المعارض يتسابقون على أى غريب يظنونه «زبون».
وكانت خيبة الأمل تخيم على وجوه من التقتهم «البورصة»، حينما علموا أن الوافد ليس مستهلكاً.
عمرو عبدالمجيد، متخصص فى صناعة غرف السفرة والطاولات، قال إنَّ حركة البيع تكاد تكون متوقفة، وغالبية المستهلكين يلجأون للشراء بالتقسيط؛ لعدم توافر السيولة معهم، حتى وإن كانوا سيشترون منتجاً جاهزاً وليس تفصيلاً.
وأضاف: «نظراً إلى الركود الذى نعيشه، نضطر للبيع بنظام التقسيط.. نريد تخفيض أسعارنا لإنعاش حركة البيع، ولكن أزمتنا تبدأ من تجار الخامات؛ فتجار الخامات رفعوا الأسعار عقب التعويم.. ولم يخفضوها رغم تراجع سعر الدولار، وتراجع أسعار الخامات عالمياً».
وحول الأسعار، قال إنَّ سعر غرفة السفرة المكونة من (طاولة و6 كراسى وبوفيه ونيش) يبدأ من 15 ألف جنيه وحتى 20 ألف جنيه.
وقال مازن النص، تاجر فى معرض متخصص فى الأنتريه والصالون والرُكنات، إنَّ الركود الذى تعيشه المناصرة حالياً، هو حالة اعتيادية فى الشتاء، لكنه أقوى خلال موسم الحالى من السابق.
وأضاف أن المعروض أصبح كثيراً وفى عدة أماكن، وهو ما سحب البساط من تحت عرش المناصرة، خصوصاً بعدما ذاع صيت مدينة طنان فى القليوبية، وهى المنافس للمناصرة فى القاهرة الكبرى.
وتابع: «الزبون حالياً حريص على كل قرش سيخرج من جيبه، لدرجة أن إحدى عميلات المعرض عندما طلبت تصميم أنتريه، أصرت على شراء الخامات بنفسها مع الصنايعى، ودفعت أجرة التنفيذ فقط».
ويبدأ سعر الصالون المكون من (كنبة 3 وكنبة 2 وكرسيين)، من 6500 جنيه، ويصل إلى 16 ألف جنيه حسب جودته وطبيعة الموديل.
أما بالنسبة للرُكنة، فيختلف سعرها حسب مساحتها وجودتها، وما إذا كانت كنبة وسريراً فى وقت واحد أم لا؟ لذلك يبدأ سعرها من 4500 جنيه، وتصل إلى 14 ألف جنيه.
وتابع: «فى المعارض الخارجية، يتم عرض منتجات مماثلة بأسعار ضعف المعروضة هنا، رغم أن أغلبها يقوم بتصنيع المعروضات فى ورش المناصرة.. لذلك نحن على يقين أن زبون المناصرة لن يتركها».
أما بالنسبة لغرف النوم، فاتجهت الورش لإلغاء قطعة «الشيفونيرة»؛ حتى تستطع طرحها بسعر مقبول بالنسبة للمستهلك.
وقال ماجد جمعة، صاحب معرض لغرف النوم، إنها أكثر غرف المنزل التى تستهلك أخشاباً، عكس الصالون والأنتريه، لذلك فإنها الأغلى.
وأضاف أن المستهلك يُفاصل فى السعر فى مبالغ كبيرة تصل إلى 3 أو 4 آلاف جنيه، مشيراً إلى أنه يعرض غرفاً تناسب الذوق السودانى أيضاً، ويبدأ سعرها من 20 ألف جنيه، أما الغرفة الكلاسيك فتبدأ من 18 ألف جنيه، والمودرن من 15 ألفاً وحتى 20 ألف جنيه.
وعلى صعيد الأثاث المكتبى، فإن الركود ممتد بالأسابيع.
وأوضح على الصعيدى، صاحب ورشة لتصنيع المكاتب، أن غرفة المكتب الكاملة المكونة من مكتب ومكتبة وكراسى المكتب وطاولة صغيرة، وطاولة اجتماعات تستوعب 12 كرسياً، يبلغ متوسط سعرها 40 ألف جنيه.