تستعد الصين لضخ أموال إضافية في النظام المالي للبلاد، كجزء من حزمة من تدابير الطوارئ لحماية الاقتصاد من آثار تفشي فيروس “كورونا” المميت.
وقال البنك المركزي الصيني، إنه سيوفر 1.2 تريليون يوان وهو ما يعادل 173 مليار دولار كسيولة إضافية لأسواق المال.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” أن ضخ السيولة ستكون أكبر عملية في السوق المفتوحة في الصين في يوم واحد منذ عام 2004 .
ويخطط بنك الشعب الصيني، أيضًا لخفض معدلات الإقراض لدعم الشركات، في حين أن المنظمين الماليين قد أرجأوا إدخال قواعد جديدة لتجنب المزيد من تشديد سيولة السوق.
جاء ذلك بعد ان أصيب أكثر من 14 ألف شخص بفيروس كورونا في الصين وتوفي أكثر من 300 شخص آخرون وبذلك يكون عدد الإصابات أكبر بالفعل من عدد الإصابات أثناء اندلاع وباء “سارس” في الفترة 2002-2003 والذى تسببت في عدة أشهر من اضطراب السوق في الصين.
وسجلت الفلبين أول حالة وفاة خارج الصين يوم الأحد الماضى حيث فرضت عدد من الدول قيودًا أو حظرًا مباشرًا على المسافرين من الصين.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” ان الأزمة أدت إلى الحجر الصحي لحوالي 40 مليون شخص في مقاطعة هوبى الصينية، حيث ظهر المرض لأول مرة في ديسمبر الماضى وأجبر بعض أكبر مدن البلاد ومراكز التصنيع على تمديد عطلة رأس السنة القمرية الجديدة.
وتنبأ بعض الاقتصاديين في الصين بأن اندلاع الفيروس يمكن أن يقلص النمو الاقتصادي بأكثر من نقطة مئوية في الربع الأول ، مما يدفع نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى أقل من 5%.
وقال سيمون ماك آدم، الخبير الاقتصادي العالمي في “كابيتال إيكونوميكس” في مذكرة للمستثمرين “على عكس عام 2003 مع سارس، نحن الآن في عقد من الزمان في سوق صاعدة وتم تقييم بعض الأصول المالية مؤكدًا أن الفيروس الجديد هو محفز معقول لتصحيح السوق”.
ويتعاون بنك الشعب الصينى، مع العديد من المنظمين الماليين الصينيين الآخرين، مثل هيئات مراقبة النقد الأجنبي والمصارف، لإدارة تأثير الفيروس على الاقتصاد الذي كان ينمو بالفعل بأبطأ وتيرة له منذ 29 عامًا.
وأعلنت هيئة البنوك والتأمين الصينية، أنها ستمدد المهلة الزمنية لتتجاوز نهاية عام 2020 للشركات للوفاء بقواعد إدارة الأصول الجديدة.
وقال البنك المركزى إن بعض شركات التأمين سيسمح لها بتجاوز الحد الأقصى البالغ 30% للاستثمارات في أسواق الأسهم في خطوة تهدف إلى دعم أسعار الأسهم.
وفى الوقت الذى أعلن فيه مسؤولون صينيون أن إصابات فيروس كورونا قد تبلغ ذروتها في غضون أسبوع، قال خبراء آخرون خارج الصين إن هذه المرحلة قد تأتي في أواخر أبريل أو مايو المقبلين.
وقال براشانت بهاني، كبير مسؤولي الاستثمار في بنك “بي إن بي باريبا” لإدارة الثروة في آسيا، “الأسواق ولا سيما أسواق الأسهم في هونج كونج والصين، يمكن أن تكون متقلبة للغاية على المدى القريب حيث تتوقع الأسواق اندلاعا أوسع للتقلبات في الأشهر المقبلة”.
وأضاف “من المحتمل جدًا أن تزيد بكين من تخفيف السياسة المالية عندما تكون هناك دلائل تشير إلى أن اندلاع المرض أصبح عقبة أمام النمو الاقتصادي”.