قال خبراء الصحة العامة، إنه على الرغم من أن اللقاحات والعلاجات الخاصة بفيروس كورونا الجديد ستستغرق عدة أشهر، إلا أن التشخيص السريع وفهم قيود الاختبارات المتوفرة حاليًا هى المفتاح لإبطاء وتيرة تفشى الفيروس فى المستقبل القريب.
وقال بول هنتر، أستاذ الطب بجامعة “إيست أنجليا”، إن الاختبار أمر بالغ الأهمية حيث إنه كل ما لدينا في الوقت الحالى، مضيفًا أننا بحاجة إلى تحديد الحالات المحتملة ومعرفة ما إذا كان قد أصابهم الفيروس أم لا، وإذا كانوا قد أصيبوا، فيجب الاعتناء بهم بطريقة لن تصيب أشخاصًا آخرين ويجب تتبع جهات الاتصال الخاصة بهم.
ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، أن الاختبار اليوم يعتمد على تحليل “بى سى آر” على الفيروس عن طريق تضخيم أي من جيناته الموجودة في عينة مريض مثل مسحة الحلق وقد تم نشر البيانات الوراثية المطلوبة من قبل العلماء الصينيين فى منتصف يناير.
وعلى الرغم من استخدام “بى سى آر” لعقود من الزمن لتشخيص الأمراض، إلا أنه بطيئ نسبيًا، حيث يستغرق عدة ساعات لإعداد واختبار العينات ويتطلب معدات متخصصة وموظفين مدربين.
وأوضحت الصحيفة البريطانية ان العديد من الشركات، بما في ذلك “نوفايكتى” و”اوياجين”، بالإضافة إلى “روتشى” تقوم بتطوير اختبارات محمولة بشكل أسرع وأكثر مصممة خصيصًا لتحديد فيروس “كورونا” الجديد، لكن هذه الاختبارات ستستغرق وقتًا للانتشار.
وتواجه السلطات الصينية في ووهان، التي تقع في قلب هذا الوباء مهمة شاقة في التمييز بين حالات الفيروس الجديد وبين عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يعانون من أمراض تنفسية قد تثبت إصابتهم بالإنفلونزا أو غيرها من الإصابات بأعراض مماثلة.
وقال أدريان مودى، قائد التطوير العالمى للأمراض المعدية فى شركة “اوياجين”، إن هناك بالتأكيد تحدى فى زيادة الاختبار فى مثل هذا الوقت القصير ومحاولة إدخال منهجية جديدة فى المختبر، مع إعادة تدريب القوى العاملة ومواجهة القيود على البضائع القادمة من خارج الصين.
وفى البلدان الصناعية، حيث كانت هناك حالات قليلة نسبيًا لحالات الإصابة بالفيروس الجديد لا تُغمر مختبرات البيولوجيا الجزيئية بالعينات، ولكنها لاتزال حكيمة فيما يتعلق بعمل الاختبار الذى يقومون به.
وقال مسئولو الصحة، إن إجراء اختبار فى مثل هذه الظروف ينطوي على خطر إعطاء نتيجة سلبية كاذبة، حيث لم يظهر شخص في الحقيقة أعراض مصابة، لكنه لم يحمل فيروسًا كافيًا ليؤدى إلى اكتشاف إيجابى وبالتالى إعطاء طمأنة مضللة.
وأضاف المسئولون، إنه خلال وباء فيروس “إيبولا” في غرب أفريقيا الذى ظهر بين عامى 2014 و2015 أُعطيت بعض المصابين في سيراليون نتائج سلبية بعد اختبارات “بى سى آر” وبعد هذا الاطمئنان الخاطئ خرجوا ونشروا الفيروس عن غير قصد فى مجتمعهم.