شهدت أسواق الحديد، خلال الساعات القليلة الماضية، 3 ظواهر لم تجتمع معاً من قبل، ساهمت فى تراجع الأسعار المحلية بقيمة تقترب من 1000 جنيه للطن، بدعم من انخفاض الأسعار العالمية فى بورصة لندن للمعادن، على خلفية تراجع طلبات المصنعين فى الصين بفعل فيروس كورونا.
قال محمود سلامة، رئيس شركة أروميكس جروب لتجارة مواد البناء، إنَّ ردود أفعال مصانع الحديد تباينت حول انخفاض الأسعار العالمية للخامات، إذ أعلن البعض خفض الأسعار مع تقديم حوافز، والبعض الآخر خفض الأسعار وأعلن التأمين عليها، والبعض خفض الأسعار فقط.
أوضح “سلامة”، أن «حديد عز» خفض الأسعار الرسمية إلى 9900 جنيه للطن من الأطوال مقابل 10.57 ألف جنيه للطن، وإلى 9630 جنيهاً للطن، مقابل 10.37 ألف جنيه، وذلك قبل إضافة 235 جنيهاً حوافز.
الحوافز بدأت مع «حديد عز»، بقيمة 235 جنيهاً للطن، بعد الأسعار الرسمية يستفيد منها التجار، وتنعكس على السوق من التجار إلى المستهلكين، لتنحفض أسعار البيع الفعلية إلى 9665 جنيهاً للطن من الأطوال، و9395 جنيهاً للطن من اللفائف.
وأعلنت مصانع السويس خفض أسعارها بقيمة 300 جنيه للطن، لتكون الأسعار الأقل بين المصانع جميعها عند 9450 جنيهاً للطن من الأطوال، و9350 جنيهاً للطن من اللفائف، وأعلنت حوافز تجارية كل 3 أشهر، لكن لم تُحدد لها قيمة بعينها.
أضاف خالد الدجوى، العضو المنتدب لشركة الماسية لتجارة حديد التسليح، أن مصانع الجارحى للصلب خفضت أسعار البيع لديها بقيمة 150 جنيهاً للطن، لتهبط إلى 9500 جنيه للطن، وأعلنت التأمين على الأسعار ضد الانخفاض حتى 28 من شهر فبراير الحالى.
التأمين على الأسعار يعنى، التزام الشركة برد الفارق بين السعر الجديد والقديم فى حدود 7 أيام مشتروات، وذلك حال انخفاض الأسعار فقط.
أوضح “الدجوى”، أن “المراكبى للصلب” خفضت أسعارها بقيمة 250 جنيهاً للطن، لتهبط إلى 9450 جنيهاً كأقل سعر مع «السويس للصلب»، وأمنت على أسعار البيع حتى نهاية فبراير الحالى.
أيضاً، خفضت مصانع بشاى للصلب أسعارها إلى 9600 جنيه للطن، مع التأمين على الأسعار حتى 20 فبراير الحالى.
أرجعت مصادر لـ«البورصة»، انخفاض الأسعار إلى تراجع الأسعار العالمية لخامات التصنيع من الخردة والأيرون أور، تزامناً مع الهبوط المستمر لأسعار العملة الصعبة الشهور الماضية.
وانخفضت الأسعار العالمية لـ«الخردة» إلى 274 دولاراً للطن، مقابل 310 دولارات مع نهاية العام الماضى، و«أيرون أور» إلى 74 دولاراً للطن، مقابل 93 دولاراً نهاية 2019.
وفقاً للمصادر، من الصعب توقع الأسعار المستقبلية للخامات فى البورصات العالمية، إذ تراجعت إثر انخفاض الطلب عليها من جانب المصنعين فى الصين على خلفية أزمة فيروس كورونا.
اعتبرت المصادر، أن انخفاض الأسعار سيشجع على كسر حالة الركود التى يعانى منها السوق حالياً، ما أثر على أداء الشركات.
أبرزت تقارير دولية، قول محللين من شركة وود ماكينزى، إحدى أكبر شركات إنتاج الخام عالمياً، حول أسعار خام الحديد التى تأثرت بفيروس كورونا، إذ تراجعت مؤشرات بورصة سنغافورة بشكل حاد على مدار الأسبوع.
أثر الفيروس على مخاوف الطلب فى الصين، خاصة مع ما ذُكر حول تخفيض بعض المصنعين الصينيين معدلات الإنتاج بما يزيد على 20% خلال فبراير الحالى فقط لصعوبات النقل والتصنيع.
كان العام 2019 ممتازاً لخام الحديد، إذ وصلت الأسعار إلى أعلى مستوى فى 5 سنوات عند 125 دولاراً للطن، أيرون أور، فى يوليو على خلفية كوارث انفجارات سدود التعدين فى أكثر من منطقة لاستخراج الخام، ما خفض الإنتاج مقابل زيادة الطلب.