تزدحم القاهرة منذ الصباح الباكر، بالساعين إلى أعمالهم على اختلاف أنواع هذه الأعمال، سواء أطباء أو عمال أو مدرسين، بجانب الباعة الجائلين وسائقي الميكروباصات والتوكتوك.. فالكل في الشوارع منذ الصباح الباكر.
ورصدت «البورصة» فى جولة لها أن أحد الأسباب الرئيسية لعزوف المواطنين عن العمل فى المصانع هو انخفاض الأجور مقارنة ببعض الوظائف الأخرى مثل قيادة «التوكتوك» وغيرها من الوظائف الأخرى التى قد لا تتميز بالاستقرار الوظيفى ولكنها تعد عائدًا ماليًا أكبر.
قال على طاحون، سائق بشركة أوبر (45 عامًا)، إنه يسعى لاقتناص أى فرصة عمل توفر له الاستقرار المادى.
أضاف أنه بحث كثيرًا عن فرص عمل متاحة فى المصانع أو الشركات ولكن دون جدوى بسبب سنه.
تابع: «أريد عملا مستقرا حتى لو عمل شاق، وبأجر يناسب الأوضاع الاقتصادية التى نعيشها حاليا، فلدى أطفال، وغير منطقى أن يكون أجرى فى مصنع 3 آلاف جنيه فقط، ويشترطون عليّ العمل معهم فقط».
أما بركات، الشاب العشرينى، يقول إنه يعيش يوميًا فى مطاردات مع الشرطة بسبب «التوك توك» الذى يعمل عليه، حيث يبدأ عمله 7 صباحًا.
أضاف أنه يبحث عن فرصة عمل أكثر هدوءًا وراحة، ولكن الدخل المادى الذى يوفره «التوك توك» لا يُقارن بغيره.
وأوضح أنه رغم المخاطر التى يواجهها فى قيادة التوك توك، إلا أنه يوفر دخلاً يومياً لا يقل عن 300 جنيه فى أسوأ الحالات، إذ أنه مسئول عن أسرته المكونة من 4 أفراد يقطنون فى منطقة المثلث بحلوان.
وتابع: «سنى صغير، وليست لدى خبرة، وأصحاب المصانع يستغلون قلة خبرتى، وأقصى أجر يُمكن أن يعطوه لى 2500 جنيه، نظير مجهود يتطلب ضعف المبلغ وأكثر».
ويقول مينا، بائع متجول فى محطات المترو، من المنيا (18 عاماً)، إنه لم يخبر أسرته بمهنته الحقيقية خوفًا من أن يأمروه بالعودة إلى بلدته.
وأوضح أنه يشترى بضاعة من تجار جملة ويتوجه لبيعها فى المترو، ولا يقل ربحه عن 150 جنيها يوميا فى أسوأ الحالات، وأحيانًا يصل إلى 300 أو 400 جنيه.
أضاف: «هناك فرص عمل بمصانع فى مسقط رأسى بمحافظة المنيا، ولكن الأجر يتراوح بين 1800 و2500 جنيه على أقصى تقدير.. فلماذا أترك دخلا يوفر لى احتياجاتى، وأعمل بأجر لا يتناسب مع المجهود والوقت».
وقال محمد أحمد، حاصل مؤهل عالي، إنه رفض فرصة عمل فى شركة عقارات بأجر يبلغ 8000 شهريًا، لأن صاحب العمل اشترط عليه عدم العمل فى أماكن أخرى.
وأوضح أنه اشترى مؤخرا ماكينتى طباعة، وبدأ مشروعه الخاص للطباعة على «المجات» و«التى شيرتات»، متحملًا المجازفة.