أصيب ثانى أكبر اقتصاد فى العالم، بحالة من الشلل، فى ظل مكافحته لتفشى فيروس “كورونا المستجد” أو “COVID-19” المميت، إذ جرى إخضاع نحو 60 مليون شخص إلى حجر صحى، ولاتزال المتاجر وخطوط الإنتاج مغلقة إلى حد كبير.
وذكرت مجلة “بارونز” اﻷمريكية، أن الآثار الجانبية لتفشى “كوفيد 19″، ستظل قائمة بالنسبة للعديد من الشركات حتى إذا تم احتواؤه.
وأوضحت “بارونز”، أن اﻷسبوعين المقبلين سيحددان ما إذا كان الفيروس قد تم احتواؤه، إذ يتوقع العديد من مديرى الصناديق انتعاشاً حاداً فى الأسواق بمجرد احتواء الفيروس وإعادة تشغيل المصانع.
وسيبحث مديرو الصناديق عن الفرص المهمة فى الأسهم عند استئناف الإنتاج، وربما تكون الشركات التى تتمتع بقوة تسعيرية قادرة على تقاسم التكاليف المتعلقة بالفيروس مع العملاء، ويمكن أن يتم ذلك من خلال عدة طرق مثل العمل لساعات إضافية أو الإسراع فى الطلبيات لتعويض الوقت الضائع، أما الشركات الأضعف، فقد تشهد تدهور هوامش الربح، وأولئك المثقلين بالديون قد يكافحون لتحقيق النجاح خلال فترة التداعيات الأولية.
القطاع الاستهلاكى
كانت الشركات التى تلبى احتياجات المستهلكين الصينيين تشكل نقطة مضيئة فى العديد من محافظ المديرين العالميين على مدى سنوات، ولكن تلك الشركات لا تمتلك أى حصانة.
ويمكن النظر إلى شركات المشروبات الكحولية، على سبيل المثال، حيث يعد العام القمرى الجديد وقتاً مناسباً لاستهلاك المشروبات الكحولية وزيادة تجار التجزئة والحانات والمطاعم لمخزوناتهم تحسباً ﻷى طلب زائد، ولكن فيروس كورونا تسبب فى إلغاء معظم التجمعات الكبيرة، مما لا يثير أى احتمالية باسترداد هذا الطلب المفقود، وبالتالى لن تحتاج تلك الشركات إلى تجديد مخزوناتها لفترة طويلة.
وقال دونى كرانسون، المدير المشارك لدى شركة “فونتوبل إنترناشيونال إيكويتى”، إن المصنعين ربما لا يحصولوا على طلبيات جديدة لفترة من الوقت حتى عندما يستأنف الناس الخروج إلى الشوارع.
وأوضح ديفيد داى، المحلل فى شركة “برنستاين” للأبحاث الاستشارية، أن ما يقرب من 20% إلى 30% فقط من المطاعم فتحت أبوابها لتقديم الطعام، كما يبدو أن أحجام توصيل الطعام انخفضت بنسبة 50% أو أكثر فى غالبية المطاعم المفتوحة.
الشركات الصناعية
فيما يخص قطاع التصنيع، قال دين دراى، المحلل فى “أر.بى.سى”، في مذكرة بحثية، إنه رغم مخاطرة الشركات الصناعية بضعف الطلب على المدى القريب، بالإضافة إلى إعاقة سلاسل التوريد، إلا أن معظم الشركات لم تقدر حجم الضربة الناتجة عن تفشى “كورونا” بشكل جيد فى توقعات عام 2020.
قطاع التكنولوجيا
يمكن أن تكون الشركات التى تعمل فى مجال تشييد شبكات الجيل الخامس فى الصين، والتى تعتمد على الإنفاق الحكومى، فى وضع ضعيف، خصوصاً أن الحكومة الصينية قد تحتاج الآن إلى التركيز على الأولويات الأخرى، بالإضافة إلى ذلك، تعتبر مدينة ووهان، التى تعرف باسم وادى الصين البصرى، موطن للكثير من سلاسل إمداد المكونات البصرية التي تعد ضرورية بالنسبة لما يتراوح بين 600 ألف و650 ألف محطة رئيسية لشبكات الجيل الخامس المنتظر تشغيلها فى الصين بحلول نهاية عام 2020، وفقاً لما قاله ماثيو سيجل، العضو المنتدب فى مجموعة “سى.إل.سى.أيه” ومقرها هونج كونج.
وفى الوقت نفسه، حذرت شركة “كوالكوم”، أكبر صانع لرقاقات الهواتف المحمولة وأجهزة المودم فى العالم، من حالة عدم اليقين الكبير التى تدور حول الطلب وسلاسل الإمداد الخاصة بمكونات الهواتف المحمولة، حيث تواجه مكونات، مثل لوحات الدارة المطبوعة والألياف البصرية والشاشات، المخاطر اﻷكبر فى الإنتاج، فى حين أن شاشات الـ LCD وكروت الذاكرة الإضافية قد تكون أكثر مرونة.