يبدو أن غزو الروبوتات قد تباطأ قليلاً، العام الماضى، فقد خفضت الشركات اﻷمريكية أعداد الروبوتات المصنعة فى عام 2019، مقارنة بما كان عليه الوضع فى عام 2018، وهو أول انخفاض منذ عام 2015.
وأدى تراجع التصنيع، المدعوم بالحروب التجارية وتراجع الطلب، إلى إضعاف الشهية تجاه الماكينات، وأوضحت بيانات حديثة صادرة عن جمعية “أدفانسينج أوتوميشن”، ومقرها ميتشيغان، انخفاض شحنات الروبوتات بنسبة تزيد على 16%، لتصل إلى 23.758 وحدة.
وأفادت تلك البيانات، التى أطلعت عليها وكالة أنباء “رويترز”، بأن شحنات الروبوتات انخفضت فى المكسيك أيضاً بنسبة 25% العام الماضى، لتصل إلى 3.269 وحدة، فى حين ظلت الشحنات فى كندا، كما هى تقريباً عند 3000 وحدة.
وكان أحد الأهداف الأساسية للرئيس اﻷمريكى دونالد ترامب، يتمثل فى دفع المصنعين لإعادة العمل إلى الولايات المتحدة، بافتراض أنهم مدعومين بنظم الأتمتة والروبوتات الجديدة، التى قد تسمح للمصانع المحلية بالتنافس مع العمالة الرخيصة فى الصين وغيرها من الدول ذات التكلفة المنخفضة، ولكن يبدو أن هذا الاتجاه قد غمره تباطؤ أكبر فى التصنيع.
وقال نائب رئيس جمعية “أدفانسينج أوتوميشن”، ألكساندر شيكانى، إن التباطؤ فى سوق الروبوتات قد يكون قصير الأجل، مشيراً إلى ارتفاع طلبيات الروبوتات الجديدة فى أمريكا الشمالية، وهو مقياس منفصل يعطى إحساساً بعدد الأجهزة التى سيتم تثبيتها فى الأشهر المقبلة، بنسبة 1.6% ليصل إلى 29.988 وحدة فى العام الماضى.
كان أكبر محرك لهذا النمو هو زيادة بنسبة 50% فى طلبيات شركات صناعة السيارات، والتى قال شيكانى، إنها تجعل الروبوتات جزءاً من استثماراتهم فى الموجة التالية من تكنولوجيا السيارات، وسلطت “رويترز” الضوء على صانع السيارات اﻷول فى الولايات المتحدة “جنرال موتورز” الذى أعلن أنه يستثمر ما قيمته 2.2 مليار دولار، لبناء شاحنات كهربائية وسيارات كهربائية مستقلة فى مصنعه بمنطقة ديترويت فى ولاية ميتشيغان اﻷمريكية.
وفى الوقت نفسه، لم تقم شركة “هيترول كونفيور”، بخفض عمليات تصنيع الروبوت فى 2019، وهى شركة خاصة تنتج سيور ناقلة فى مدينة جونزبورو فى ولاية أركنساس اﻷمريكية وبلغت مبيعاتها أكثر من 200 مليون دولار العام الماضى، فى ظل زيادة الطلب من أعمال التجارة الإلكترونية وأعمال المخازن.
وأشارت “رويترز” إلى أن الشركة اﻷمريكية أنفقت ما يصل إلى 1.9 مليون دولار فى 2019، للمساعدة فى أتمتة خط التجميع التابع لها، وأوضح ديفيد بيكوك، رئيس شركة “هيترول كونفيور”، أن شركته أدركت قبل 3 أعوام أنها ستواجه مشكلة فى مواكبة نمو الطلب دون المزيد من الروبوتات.
يذكر أن استثمارات الشركة فى الروبوتات لم تتسبب فى خفض الوظائف، بل أن عدد الموظفين فى مصنع الشركة زاد بنسبة 18% خلال السنوات الثلاث الماضية، ليصل إلى 1300 عامل، كما ارتفعت الإيرادات بمقدار الربع تقريباً.