خلال أقل من شهر انتشر وبكثافة وباء جديد من نوعه، أصاب العالم بحالة من الذعر، ليبدأ اهتمام العام بأسره بكيفية التصدى لذلك الفيروس والقضاء وبدأت الأبحاث والتجارب العلمية فى الإسراع لاكتشاف سبب المرض ومع البحث توصل العلماء لبعض للأسباب وراء الظهور، حيث أكد الجميع، أنه ناتج عن تناول الخفافيش وهى صاحبة هذا المرض والذى ينتشر بالتبعية بين بنى البشر من خلال طرق معايشته اليومية.
ومع التركيز فى الحدث بشكل عام وتداول بعض التصريحات المختلفة، والتى فتحت أبواب التساؤلات المختلفه ومع التحليل البسيط تبدأ الحيرة وحالات التعجب لما قيل وما يحدث على أرض الواقع.
البداية كانت قبل الحدث وأثناء كلمة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والتى أكد خلالها أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية لديها العديد من البدائل المتاحة للمنتجات الصينية، وهو ما جاء عقب الخلاف الاقتصادى الذى دار بينه وبين الصين.
وأشارت الصين إلى أنها قوة اقتصادية لا يمكن إزاحتها وبعد أقل من 24 ساعة فقط تم الإعلان عن المرض وانتشرت الأخبار والتوقعات بشكل سريع جداً فى حين لم يتجاوز أعداد الحالات المصابة أصابع اليدين لتعلن منظمة الصحة العالمية، أن هذا المرض يعد وباءً عالمياً، ومن الصعب مواجهته بسهولة، ليتبع ذلك الإعلان عن توفير المنتجات البديلة وحظر السفر للصين من مختلف بقاع العالم.
لتبدا التساؤلات بشكل مباشر، كيف استطاعت أمريكا وبعض الدول التعرف مستقبلاً عن هذا الحدث؟ وكيف استطاعت توفير البديل بكميات هائلة لتسد احتياجات العالم؟، ومع مرور الوقت يظهر ترامب مرة أخرى ويصرح بأن هذا المرض سيتلاشى بحلول شهر أبريل المقبل، لتأتى فى الأذهان مقولة: “اللى حضر العفريت يصرفه”.
وعلى الجانب الآخر، نرى أن هناك دولاً استفادت بالفعل من هذه الواقعة سواء استفادة مادية أو معنوية أبرزها مصر، التى وقفت بقوة بجانب الصين بإرسال مساعدات طبية بكميات كبيرة، على الجانب الآخر، هل تأثر اقتصاد السيارات؟
التقارير تؤكد، أن التأثير كبير أما الحقيقة التى أراها أن التأثير لم يحدث بعد بسبب أن الفتره الحالية هى إجازة مقدسة فى الصين وجميع العاملين فى فترة صمت واستجمام، لاسيما أن تلك العطلة يسبقها إنتاج كمى كبير يكفى لسد المتطلبات الإنتاجية لمدة شهرين على الأقل، شهر عطلة والشهر الذى يليه حتى ألا يكون هناك أى تأثير على حجم التوريد للشركات العالمية.
وعلى ما أتوقع أن هذه الأزمة ستنتهى خلال أيام قليلة وسيتم الإعلان عن انتهاء خطورة المرض، خاصة مع تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، ويبقي السؤال، هل ستستمر الشركات العملاقة فى إنتاج كمى فى الصين؟ أم سيحدث ما يريده العالم الغربى فى تقليص حجم الإنتاج الكمى من الصين؟
أتوقع أن تشهد الفترة القادمة إعادة هيكلة التصنيع وتحويل الاعتمادية لعدة دول مختلفة ربما ستكون مصر مؤهلة لهذا الحدث إذا تابعت بدقة ما يدور على أرض الواقع وبدات بالفعل فى تقديم امتيازات وحوافز إضافية للشركات العالمية لتحويل جزء من نشاطها لمصر، فعلى سبيل المثال، خاصة السيارات.
أعلنت مؤخراً كوريا الجنوبية توقف إنتاجها من السيارات بسبب توقف مصنع الصين للضفائر فى الوقت الذى تمتلك مصر عدة مصانع متميزة فى إنتاجها وتصديرها لعدة أسواق عالمية، إذا يتطلب الأمر بعض الجهود الحكومية وبالتعاون مع الشركات الخاصة للفوز بحصة تصديرية أعلى ولو كبداية، خاصة أننا لدينا العديد من المنتجات فى مختلف الأنواع التى تؤهلنا للمنافسة وبقوة للحصول على حصة من الإنتاج الصينى.