يبحث القطاع الصناعى عن كل السبل المتاحة لترشيد قيمة الاستهلاك الكهربائى، بعدما ارتفعت من نحو 30 قرشاً للكيلووات إلى نحو 120 قرشًا فى 5 أعوام، وهى مُرشحة للزيادة مُجددًا خلال أشهر إن لم تعدل الحكومة خطتها بشأن رفع الدعم عن الكهرباء.
قال زكريا على، رئيس مجلس إدارة شركة إليجانت بلاست، التى يقع مصنعها فى مجمع البلاستيك بمرغم، إن اعتماده على ماكينات حديثة موفرة للطاقة “إنفرتر”، ساعده فى تخفيض فاتورة الكهرباء الخاصة بمصنعه بنسب تتراوح بين 30 و40%، مما هبط بسقف فاتورة الكهرباء الخاصة به إلى أقل من 5000 جنيه.
أضاف أن ترشيد استهلاك الطاقة أصبح ضرورة واتجاهاً عالمياً لا يصح أن نتخلف عنه، إذا كنا نسعى للمنافسة العالمية، ومهما ارتفع ثمن الماكينات الموفرة للطاقة، فإن جداوه الاقتصادية مرتفعة.
وطالب على، بتيسير الأمور أمام صغار المستثمرين، حتى يتمكنوا من الاستمرارية، وإذا عزمت الدولة على استخدام العدادات مسبقة الدفع معهم، فعليها تطبيق آليات دفع مرنة ومتاحة طيلة الوقت لتجنب خطر توقف مصنع أثناء العمل، خصوصًا أن منطقة مرغم بعيدة عن العمران، مما قد يُعطل عمليات الشحن.
وقال كمال الدسوقى، عضو مجلس إدارة غرفة مواد البناء، إنه لجأ فى مصنعه إلى الحلول التى من شأنها ترشيد استهلاك الكهرباء، سواء من خلال الاستعانة بالخلايا الشمسية، والتى وفرت له نحو 30% من استهلاكه، أو إنشاء محطة تحسين قدرة. ومع ذلك لا تقل فاتورة مصنعه عن 200 ألف جنيه.
أضاف أن دفع الفاتورة مُسبقًا أمر لا يتناسب مع القطاع الصناعى، الذى يدفع مبالغ ضخمة نظير استهلاكه للكهرباء، لذلك على الدولة التأنى قبل تنفيذ ذلك، والاستماع إلى آراء الصناع، وشدد على ضرورة إتاحة فترة سماح للمصانع تتراوح بين شهر وشهرين، لمراعاة الظروف الصعبة التى يمر بها السوق المصري حاليًا.
وأشار نادر عبدالهادى، رئيس جمعية تحديث الصناعات الصغيرة، إلى ضرورة استخدام المصانع للوحة المُكثفات لتقليل الفاقد، وهذا الأمر سيسهم في توفير نسبة تتراوح بين 10 و15% من قيمة الاستهلاك.
واقترح عبدالهادى، ألا تقصر الدولة مصدر الطاقة للمصانع فى المجمعات المختلفة على الكهرباء التقليدية، بل عليها تزويد كل مجمع صناعى بمحطة طاقة شمسية حتى يتسنى للمصنع الواحد تنويع مصادر الطاقة لديه ومن ثم ترشيد مصروفاته.
وقال بركات صفا، صاحب مصنع ألعاب أطفال، إنه لجأ للماكينات الموفرة “الإنفرتر” لترشيد قيمة الاستهلاك الكهربائى الخاص بمصنعه، فى ظل الارتفاع المتكرر لأسعار الطاقة بما رفع السعر النهائى للمنتج بعد تكبده أعباء جديدة، أضعفت من منافسته فى الأسواق أمام المنتجات الصينية المستوردة.
وذكر صفا، أن قيمة استهلاكه من الكهرباء متغيرة حسب المواسم، وكانت تتراوح بين 3000 و5000 جنيه، ولكن منذ تغيير عداد مصنعه إلى مسبق الدفع أصبح واجبًا عليه تكليف أحد الموظفين بمتابعة العداد فقط، لتجنب خطر توقف المصنع أثناء التشغيل.