كان صندوق الاستثمار الذى سجل أفضل عمليات البيع في بريطانيا خلال شهر يناير الماضى موجهًا للشركات منخفضة الكربون، مما يسلط الضوء على الشعبية الهائلة للاستثمار الذي يراعي الجوانب البيئية والمجتمعية والحوكمية.
وجذب صندوق “بلاك روك وورلدلو ايكوتى ترايكر” الذي تبلغ قيمته 1.6 مليار جنيه استرليني تدفقات بقيمة 702 مليون جنيه استرليني في الأسابيع القليلة الأولى من العام الحالى على الرغم من إطلاقه منذ 18 شهرًا فقط.
وعلى النقيض من ذلك، شهد صندوق “جلوبال ايكوتى ترايكر” الذي تبلغ قيمته 7.1 مليار جنيه استرليني والذي لا يتمتع بخصائص بيئية محددة أحد أسوأ عمليات البيع في يناير الماضى حيث بلغت التدفقات الخارجية 264 مليون جنيه استرليني.
وقال بهافيك باريخ، المحلل المشارك في شركة “مورنينج ستار” للخدمات المالية، إن شعبية الصنددوق منخفض الكربون تدل على زيادة اهتمام المستثمرين بالحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.
وزادت الاستثمارات المركزة على الجوانب البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في السنوات الأخيرة، حيث تم تخصيص ما يصل إلى 32 تريليون دولار لصناديق القطاع، وكانت أحد مجالات الجذب الرئيسية للمجموعات الاستثمارية التي تكافح لجذب العملاء الشباب.
وفي العام الماضي، قام المستثمرون الأوروبيون بضخ أكثر من ضعف النقدية في صناديق مستدامة مقارنةً بعام 2018 استجابةً للمخاوف بشأن التهديدات التي يشكلها تغير المناخ على الاقتصاد العالمي.
وكشفت بيانات شركة “مورنينج ستار” للخدمات المالية أنه تم ضخ 120 مليار يورو في هذه المنتجات أي أكثر من ضعف صافي التدفقات الداخلة في عام 2018 والتي بلغت 48.8 مليار يورو.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن أنظمة التقاعد في المملكة المتحدة أصبحت سوقًا مثمرًا بشكل خاص لمديري الاستثمار الذين يبيعون منتجات مستدامة.
وبموجب القواعد التي دخلت حيز التنفيذ في العام الماضي، يتعين على صناديق المعاشات التقاعدية دمج القضايا البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات في نهجهم الاستثماري.
وخلال الشهر الجارى أعلنت حكومة المملكة المتحدة عن خطط لتكثيف المتطلبات وتطلب الكشف عن ما يفعلونه لإدارة مخاطر المناخ للمدخرين.
وأطلقت شركة “بلاك روك” العالمية الصندوق منخفض الكربون وصناديق الحوكمة البيئية والاجتماعية مع وضع خطط التقاعد الكبيرة في الاعتبار.
وقال باريخ، إن التدفقات المستدامة تمضى نحو مستويات قياسية في كل من أوروبا والولايات المتحدة.