قالت مؤسسة “جى.بى مورجان تشيس”، إن التداعيات الناتجة عن تفشى فيروس كورونا المميت على مستوى العالم ربما تبدأ فى التأثير على أسواق الائتمان والتمويل.
وكتب نيكولاوس بانيجيرتسوجلو، الخبير الاستراتيجى فى “جى.بى مورجان”، فى مذكرة صدرت يوم الجمعة، أن اضطرابات سلاسل الإمداد وصدمة الطلب الناتجة عن تداعيات فيروس كورونا قد تسبب بالفعل مشاكل فى التدفق النقدى للشركات، وهو اﻷمر الذى ربما يصدق بشكل أكبر بالنسبة للشركات الأصغر حجماً وتلك العاملة فى قطاعات مثل السفر والمساكن.
وأضاف: “إذا استمرت هذه التحولات فى أسواق الائتمان والتمويل خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، خاصة فى مجال الإصدار، ربما تبدأ قنوات الائتمان فى تضخيم التداعيات الاقتصادية الناجمة عن أزمة كوفيد-19”.
وأشار إلى أنه إذا لم يكن الدعم الائتمانى الذى تقدمه البنوك المركزية أو الحكومات واسعاً وسريعاً ومباشراً، فإنه من الممكن ملاحظة مواجهة أسواق الائتمان لخطر متزايد من تحول الدورة مع تخفيضات أكبر بكثير أو حتى تخلف عن السداد خلال الأشهر المقبلة.
وقالت وكالة أنباء “بلومبرج”، إن أسواق الائتمان واجهت أسوأ يوم لها منذ عقد يوم الجمعة الماضية، وسط مخاوف من إمكانية إلحاق تفشى فيروس كورونا الضرر بإيرادات الشركات ويعيق قدرة بعض الشركات على سداد ديونها.
وتضررت الشركات المرتبطة بالسفر والترفيه، فى حين تراجعت سندات وقروض شركات الطاقة بشكل أكبر، كما ارتفع مؤشر اﻷدوات المالية المشتقة الذى يقيس المخاطر المتوقعة لائتمان الشركات إلى أعلى قيمة له منذ عام 2011 على الأقل وفى أوروبا ارتفعت تكلفة التأمين على الديون المالية الكبيرة.
وقال تقرير “جى.بى مورجان”، إن مخاوف السوق بشأن تخفيض التصنيف الائتمانى وخفض تصنيفات الشركات إلى حالة غير مرغوب فيها لها ما يبررها من خلال إلقاء نظرة على أساسيات الائتمان.
وكتب بانيجيرتسوجلو: “الشركات فى الوقت الحالى أكثر عرضة لتراجع الدخول أو ارتفاع هوامش وعوائد سندات الشركات، مقارنة بالركودين السابقين، فهذا اﻷمر صحيح بشكل خاص بالنسبة للائتمان الأمريكى وللعائدات المرتفعة المقومة باليورو، نظراً لعدم وجود دعم من برنامج سندات الشركات التابع للبنك المركزى الأوروبى الذى يستفيد فقط من الدرجة العالية لليورو”.
وأوضحت مذكرة “جى.بى مورجان”، أن الائتمان أكثر عرضة للتراجع الاقتصادى، ووجد ذلك من خلال اللجوء لاستخدام تحليل يبحث فى السلوك التاريخى لمختلف فئات الأصول حول فترات الركود السابقة فى الولايات المتحدة، خاصة عند الانتقال من ذروة ما قبل الركود إلى أدنى المستويات خلال الحدث.