هوت أسواق المال العالمية بعد انهيار أسعار النفط، أمس، والتى تراجعت 22% لمستوي 32 دولاراً، لتدفع أسواق آسيا وأوروبا والولايات المتحدة والشرق الأوسط لخسائر تجاوزت 5% مع تعليق التداولات فى وول ستريت والخليج ومصر بعد الخسائر الكبيرة، وإيقاف التداولات حتى نهاية الجلسة فى الكويت لتجاوز الخسائر 10%.
وسجلت البورصة المصرية، أمس، أكبر خسارة لها فى يوم واحد منذ نوفمبر 2012 بتراجع 7.31%، والأكبر من حيث عدد النقاط منذ مارس 2011.
وانخفض مؤشر قطر 9.7% متكبداً أكبر خسارة فى يوم واحد فى 20 عاماً، كما هبط مؤشر دبى 8.3%، وتراجعت بورصة أبوظبى 8.1%، وأغلق المؤشر السعودى منخفضاً 7.8%.
وهبطت الأسواق الأوروبية بنسب تجاوزت 6% فيما هبطت الأسواق الآسيوية بنسب فى حدود 5.5%.
كما سجلت سندات الخزانة المصرية أسوأ أداء لها منذ بداية العام، نتيجة انخفاض معدلات التغطية إلى 50% و90% للآجال 5 و10 سنوات على الترتيب.
ووصلت الفائدة على العروض المطروحة إلى 15.25%، لكلا الأجلين، لكن وزارة المالية حددت 14.58% للسندات أجل 5 سنوات و14.2% للسندات أجل 10 سنوات كحد أقصى للفائدة المقبولة.
وطرح البنك المركزى نيابة عن وزارة المالية، عطاء سندات خزانة أجل 5 سنوات بقيمة 4 مليارات جنيه وتلقت عليها طلبات بقيمة 3.95 مليار جنيه، لكنها وافقت على 2.2 مليار جنيه.
وارتفع متوسط الفائدة على ذلك الأجل 0.533% لتصل إلى 14.458%، وسجل أدنى عائد 13.86%.
واقترضت وزارة المالية 77 مليون جنيه، رغم فتحها عبر «المركزى» الاكتتاب فى السندات أجل 10 سنوات بقيمة 3.5 مليار جنيه، لكنها تلقت طلبات بقيمة 1.56 مليار جنيه.
وارتفع متوسط الفائدة للسندات 4 نقاط أساس رغم ضعف القيمة المطلوب لتصل إلى 14.03% مقابل 13.99%.
وقال محمود نجلة، المدير التنفيذى لأسواق النقد والدخل الثابت بشركة الأهلى لإدارة صناديق الاستثمار، إنَّ ارتفاع الفائدة فى السوق الأولى للسندات، انعكاس لمبيعات قوية للأذون والسندات فى السوق الثانوى، وبأسعار فائدة وصلت إلى 14.99%.
أوضح أن ما يحدث هو تقليص الأجانب لمحافظهم فى الأسواق الناشئة وبينها مصر وليس تخارجاً كاملا.
وتوقع عادل كامل، العضو المنتدب لشركة الأهلى للاستثمارات المالية، أن يتسبب تطور أزمات الاقتصاد العالمى الذى انتقل إلى أسعار النفط فى تراجع كبير للبورصة المصرية الوقت الحالى.
وأضاف أن التخوف لم يعد فقط من انتشار الفيروس الصينى، بل أصبح من انتقال الأزمات إلى قطاعات اقتصادية مختلفة تسبب أزمة أكبر فى أسواق المال.
وتوقعت «كابيتال إيكونوميكس»، وهى شركة أبحاث بريطانية، استمرار انخفاض أسواق الأسهم العالمية، خلال الأسابيع المقبلة، رغم انخفاضها بشكل حاد بالفعل أمس.
ورجحت فى تقرير لها تعافى الأسواق نهاية العام الجارى، بشرط انخفاض أعداد حالات كورونا.
أوضحت أن الشرط الثانى هو استقرار أسعار البترول، ورغم أن الانخفاض واسع النطاق فى انخفاض الأسهم أمس، يبدو أنه بسبب انتشار فيروس كورونا، فإنَّ انخفاض أسعار البترول لعب دوراً كبيراً فى تراجع الأسهم.
وقال إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة نعيم لتداول الأوراق المالية، إنَّ السوق المصرى ليس بمعزل عن الأسواق العالمية التى تشهد تراجعات كبيرة؛ بسبب فيروس «كورونا» والذى أودى بحياة أكثر من 3800 شخص حتى الآن، فضلاً عن 110 آلاف مصاب.
وطالب جميع المستثمرين بالتريث، وانتظار تحسن أوضاع السوق، بانتهاء هذا الظرف الاستثنائى.
وقال أحمد أبوطالب، رئيس قطاع السمسرة بشركة فاروس لتداول الأوراق المالية، إنَّ الوضع غير المستقر بأسواق الأسهم وزيادة عدد حالات الوفاة من فيروس كورونا ينذران بإمكانية أن يدخل الاقتصاد العالمى مرحلة انكماش سيتأثر بها السوق المصرى بالتأكيد.
وذكر شوكت المراغى، العضو المنتدب لقطاع السمسرة بشركة برايم القابضة للاستثمارات، أن ردة فعل المتعاملين بالبورصة مبالغ فيها، وأن الوقت الحالى أصبح يمثل فرصة للمستثمر طويل الأجل بالشراء والتجميع فى الأسهم صاحبة الكفاءة المالية والتى انخفضت أسعارها؛ بسبب الضغط البيعى غير المبرر.
وحذر محمد عسران، العضو المنتدب لشركة أرزان لتداول الأوراق المالية، من التعامل بالشراء الهامشى «المارجن» فى الوقت الحالى.
ووجه المتعاملين بالحفاظ على أكبر جزء من السيولة لحين استقرار الأوضاع، وبدء تحسن الأسواق العالمية.
انخفض مؤشر EGX70 EWI للأسهم الصغيرة والمتوسطة بنسبة 5.04% ليغلق عند مستوى 1083.4 نقطة، وتراجع مؤشر EGX50 متساوى الأوزان بنسبة 5.95% مستقراً عند مستوى 1535.7 نقطة، وتراجع مؤشر «EGX30 capped» بنسبة 7.3% ليغلق عند مستوى 12615.1 نقطة، كما انخفض مؤشر EGX100 الأوسع نطاقاً 5.71% مستقراً عند مستوى 1167.2 نقطة، وسجل السوق قيم تداولات 822.74 مليون جنيه.