اشتدت معركة السيطرة على سوق البترول العالمي مرة أخرى اليوم الأربعاء، حيث وعدت المملكة العربية السعودية بزيادة الطاقة الإنتاجية وتخطط الإمارات العربية المتحدة لضخ أكبر كمية ممكنة الشهر المقبل.
أعلنت السعودية أنها تعتزم رفع الطاقة الإنتاجية للبترول بشكل لم يسبق له مثيل، حيث ستصل إلى 13 مليون برميل يوميا في أبريل المقبل، كما وعدت الإمارات، حليف السعودية المقرب، برفع إنتاجها من البترول الخام بشكل كبير للغاية.
وأوضحت وكالة أنباء “بلومبرج” أن هذه الخطوات تعتبر فقرة جديدة في الحرب الشاملة التي شهدت انهيار أسعار البترول كما أنها تلقى بظلالها على التوقعات السوقية في ظل استعداد الدول لضخ أكبر قدر ممكن من البترول.
جاءت هذه التحركات بعد انهيار التحالف بين منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” وروسيا بشكل حاد الأسبوع الماضي، لتنتقم بعدها السعودية عن طريق رفع إمدادات البترول الخاصة بها.
ومع ذلك، خففت موسكو من حدة رسالتها، حيث قالت إنها لا تزال متاحة أمام استئناف التعاون بينها وبين المنظمة.
حتى الجمعة الماضي، كانت السعودية والإمارات وروسيا جزءا من تحالف عالمي يُعرف باسم “أوبك بلس”، والذي فرض خلال الثلاثة أعوام الماضية قيودا على إنتاج البترول الخام من أجل دعم الأسعار في مواجهة موجة لا هوادة فيها من البترول الصخري الأمريكي.
وفي يوليو الماضي، وصفت كل من السعودية وروسيا تحالفهما بأنه عبارة عن “زواج أبدي”، ولكن كل هذه اﻷمور قد انهارت الآن بشكل ملحوظ.
ولعب فيروس كورونا المميت دوره أيضا في هذا الانهيار، حيث أصرت السعودية على مدى أسابيع على أن المجموعة بحاجة إلى إجراء تخفيضات أعمق في الإنتاج لمعالجة انخفاض الطلب الناجم عن تفشي الفيروس بشكل سريع، ولكن روسيا قاومت هذا اﻷمر وأوضحت أنها بحاجة لمزيد من الأدلة على التأثير على الاستهلاك.
وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، للصحفيين في موسكو، إن خطة السعودية ليست الخيار الأفضل في السوق الحالية.