تسعى جامعة القاهرة لزيادة موازنتها خلال العام المالى المقبل إلى 7.3 مليار جنيه مقابل 5.6 مليار جنيه خلال العام المالى الجارى.
قال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس الجامعة فى مقابلة مع «البورصة»، إن الموارد الذاتية للجامعة خلال العام المالى الجارى تبلغ 2 مليارجنيه.
وذكر الخشت، أن الجامعة رفعت مواردها الذاتية العام المالى الماضى لتعادل %30 من إجمالى الميزانية وزاد معدل الإنفاق على مشروعات التطوير للتحول إلى جامعات الجيل الثالث على المستوى التعليمى أو البحثى أو الإنشائى من خلال تغيير طرق الامتحانات، وإضافة سؤال حل المشكلات وتطبيق مقررى التفكير النقدى وريادة الأعمال.
الجامعة تطلق مشروعات لتطوير العقل وزيادة النشر العلمى وتحقق تقدم في التصنيفات
أشار إلى إطلاق الجامعة عدة مشروعات منها تطوير العقل المصرى، وزيادة النشر العلمى دولياً، والشمول المالى والدفع الإلكترونى، وتطوير الحرم الجامعى، وحتى التوسعات والإنشاءات الجديدة فى المستشفيات الجامعية ومعهد الأورام وأبوالريش للأطفال من توسعات وأجهزة جديدة، وأعدت الجامعة 181 برنامجاً لشهادات الليسانس والبكالوريوس والدبلوم والماجستير والدكتوراة، بنظام الساعات المعتمدة، لزيادة مواردها الذاتية، وهذه البرامج تشمل مضمونها محتواها التعليمى طبقاً للمعايير الدولية والعالمية، كما طورت 31 معملاً.
وأضاف أن تطوير منظومة التعليم فى مصر يجب أن يركز على الثقافة والتنوير وتطوير العقل، ليس على المستوى النظرى، بل على مستوى الاستدلال، والعقل الدينى الذى يتحكم فى العقل المصرى، و«يجب أن تكون طريقتنا فى التفكير الدينى ليست آلهية مقدسة».
وقال الخشت: «لابد أن نصنع تراثاً جديداً لأنفسنا بجانب التراث القديم والاستفادة منه، لأن كل جيل له طريقته فى التفكير ولابد أن تستفيد الأجيال من بعضها البعض، وهنا لابد من تنمية قدرات الطلاب على التفكير النقدى والإبداع والابتكار».
وقال الخشت، إن الجامعة حققت التقدم فى 14 تخصصاً علمياً وتقدمت فى تصنيف «كيو اس» فى عدد من التخصصات بنسبة %110 واحتلت المركز 300 عالمى فى التوظيف وفى 21 تخصصاً جديداً على مستوى العالم بنسبة زيادة بلغت %25، ودخلت العلوم الاجتماعية والإنسانية للتصنيف الدولى لأول مرة.
وأشار إلى أن الجامعة تولى اهتماماً كبيراً للارتقاء بالعملية التعليمية والبحثية على مستوى العالم لتكون فى مصاف الجامعات العالمية.
وأضاف الدكتور الخشت، أن جامعة القاهرة تنافس وبقوة فى جميع التصنيفات الدولية وفى جميع المجالات على مستوى العالم، وتسير بخطى ثابتة نحو العالمية من حيث التقدم العلمى والبرامج الجديدة التى تماثل نظرائها فى جامعات الصف الأول، خاصة فى مجال الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيات البارعة.
وقال الخشت، إنه تم تصنيف جامعة القاهرة من أفضل الجامعات لعام 2020 حسب تصنيف التايمز البريطانى، حيث حققت تقدماً ملحوظاً وقفزت بنسبة %25 عن العام الماضى، حيث سجلت المركز 178 عالمياً بين الجامعات الاقتصادية.
قال رئيس جامعة القاهرة، إنه تم البدء فى تدريس مقررى التفكير النقدى وريادة الأعمال، بهدف تغيير طرق تفكير الطلاب وتزويدهم بالمهارات اللازمة لإنجاحهم كرواد أعمال.
وشدد الخشت على ضرورة إكسابهم أساسيات بدء المشروعات، ووضع خططها، والبحث عن مصادر تمويلها، وتسويق منتجاتها أو خدماتها مما ينعكس على الاقتصاد القومى، حيث نهدف فى الجامعة إلى تنمية قدرات الطلاب العلمية والبحثية، وإكسابهم القدرة على إدراك أهمية دور ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة فى التنمية وعوائدها على الفرد والمجتمع.
وأشار «الخشت» إلى طلبات على البرامج المتخصصة مثل برامج الترجمة المتخصصة فى كلية الأداب وغيرها من البرامج المتخصصة فى باقى الكليات، ولذلك استحدثت الجامعة كليات جديدة وبرامج تؤهل خريجيها لوظائف المستقبل، منها أول كلية دراسات عليا لعلوم النانو تكنولوجى، وأول بكالوريوس للذكاء الاصطناعى.
وأضاف أن الجامعة حققت تقدماً كبيراً فى التصنيفات الدولية، وجاءت فى صدارة الجامعات المصرية وضمن أفضل الجامعات العالمية المرموقة فى 8 تصنيفات دولية.
ولفت الخشت إلى أن الجامعة لا يقتصر دورها على التعليم والتأهيل فقط، ولكن تسعى إلى الربط بين الخريجين وسوق العمل فى مختلف المجالات، فى ظل ما توليه الدولة من اهتمام كبير بتشغيل الشباب وخلق فرص عمل حقيقية لهم، تلبى طموحاتهم وتطلعاتهم.
مشروع تطوير قصر العينى
قال رئيس جامعة القاهرة، إن مشروع تطوير قصر العينى يجرى تنفيذه بتكلفة 2 مليار جنيه، يمثل خطوة بالغة الأهمية فى التحول نحو جامعة من الجيل الثالث، وفريق التطوير يعمل على تغيير نمط المستشفيات العامة إلى نمط المستشفيات المتخصصة.
وتهدف المرحلة الأولى من المشروع، إلى تحويل المبنى الرئيسى لمستشفى المنيل الجامعى، إلى مجموعة مستشفيات متخصصة تتمتع بنظام حوكمة مؤسسية تدار بكفاءة، بما يضمن الاستدامة المالية عن طريق رفع مستوى البنية التحتية وتطوير النظام المؤسسى والإدارى.
وقال الخشت، إن الجامعة تستهدف تطوير قسم الطوارئ فى قصر العينى، بتكلفه إجمالية 280 مليون جنيه، وجرت زيادة المساحة الكلية لمستشفى الطوارئ من 700 متر مربع إلى 7000 متر، ودعمها بالأجهزة، وميكنة حركة المرضى، مما سيعود بالإيجاب على المترددين على طوارئ قصر العينى.
وتضم مستشفيات قصر العينى حوالى 5500 سرير، وتعالج أكثر من 2 مليون مريض سنوياً، وتقدم خدماتها بالمجان لقطاع عريض من المرضى، نسبة كبيرة منهم من محدودى الدخل الذين يعتبرون قصر العينى الملاذ الأخير لهم.
إنشاء الجامعة الدولية
قال الخشت، إن المرحلة الأولى من إنشاء الجامعة الدولية بمدينة السادس من اكتوبر بلغت تكلفتها 10 مليارات جنيه، وشارفت على الانتهاء، وتم تخصيص جانب من التكلفة من موازنة الدولة والجزء الآخر من تمويل ذاتى من الجامعة.
وأوضح أن الفرع الدولى للجامعة يهدف إلى تحقيق التميز العلمى والبحثى من خلال إنشاء محفظة للبرامج الدولية القائمة على الشراكات والدرجات العلمية المزدوجة بين جامعة القاهرة وأكبر الجامعات الأجنبية المرموقة بنظام البرامج، كما يهدف إلى تقديم نظام تعليمى متكامل ومتميز قائم على التعاون مع المؤسسات والمراكز التعليمية والبحثية والخدمية والصناعية وجهات التوظيف المحلية والإقليمية والعالمية.
وأشار الدكتور محمد الخشت إلى أن الفرع الدولى يُقام على مساحة 575 فدانًا تضم المبنى الرئيسى الذى يشمل قبة الجامعة وبها إدارة البرامج والجامعة، كما يضم مبانى الأنشطة التعليمية والمدرجات ومنطقة مراكز الأبحاث والعلوم على أعلى مستوى، وأول مبنى فى مصر لدراسات بحوث الحيوان، ومنطقة الملاعب الرياضية على مساحة تقترب من 1800 متر مربع.
بالإضافة للاستاد الرياضى الذى يسع 20 ألف متفرج لإقامة منافسات دوري الجامعات، ومدينة رياضية ومنطقة ترفيهية بمساحة 100 فدان، بالإضافة إلى مبنى لتسكين الطلاب والطالبات على مساحة تصل 2600 متر مربع، كما يضم مجمعًا للمعامل على أحدث المواصفات العالمية، ومجمعاً للحضانات العلمية وريادة الأعمال والشركات الناشئة.
وقال الخشت، إن تعداد طلاب جامعة القاهرة بلغ اكبر عدد على مستوى جامعات العالم، حيث يبلغ عدد الطلاب 260 ألف طالب و18 الف عضو هيئة تدريس و40 ألف عامل، وأوضح رئيس الجامعة، أن مشروع تطوير العقل المصرى بالغ الأهمية في تطوير طرق التفكير القديمة والتى تحتوى على ثغرات يمكن استغلالها من قبل الأعداء، لتصبح طريقة علمية نقدية تكون جداراً منيعاً لتشكيل الهوية المصرية الوطنية.
وأوضح أنه لا يوجد تقدم إلا بالعلم، والعلم النافع الذى يتمثل في العلوم الطبيعية والأساسية، وكذلك العلوم الإنسانية والاجتماعية التى تهتم بكل مشاكل الناس، والهدف من ذلك المساهمة الفعالة فى خلق وتوفير فرصة عمل للخريجين، وتوجيه الطلاب لسوق العمل، ودعم مهارات الطلاب ورفع قدرات الخريجين والمساعدة فى تشغيلهم واكتسابهم مهارات جديدة تؤهلهم للالتحاق بسوق العمل.
وأضاف أن الجامعة تستهدف إعداد خريجين بمواصفات دولية لديهم القدرة على الاستجابة لمتطلبات سوق العمل، وذلك فى إطار سعي الجامعة نحو التحول إلى نموذج جامعات الجيل الثالث، وما يفرضه هذا التحول من ضرورة تنمية قدرات الطلاب وتهيئتهم لسوق العمل العصرية.
وأشار رئيس جامعة القاهرة، إلى أن عدد الكليات التى حصل على شهادات الأيزو العالمية 2015-9001 خمس كليات، وهى العلاج الطبيعى والهندسة والعلوم والصيدلة ومعهد البحوث والدراسات الأفريقية، وأشار الخشت إلى ان أعمال البناء بالفرع الدولى لجامعة القاهرة بمدينة الشيخ زايد تجرى على قدم وساق، حتى تنتهى الأعمال الإنشائية للمرحلة الأولى منتصف 2021.