استمرار العمل بسوق المستعمل رغم سرعة انتشار الفيروس واستقرار نسبى بخدمات ما بعد البيع
امتد تأثير فيروس “كورونا” على قطاع السيارات العالمى، حيث قررت العديد من المصانع تعطيل أعمالها بعدد من الدول لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والخروج من الأزمة بأقل خسائر ممكنة، لكن سوق السيارات المصرى لم يتلمس تلك التأثيرات بشكل ملحوظ، نظراً لوجود مخزون يكفى لمدة لا تقل عن شهرين مقبلين، بالإضافة لتراجع الطلب على السيارات، ولكن مع استمرار اضطراب الأوضاع العالمية، يتوقع المتعاملون أن يمتد التأثير للسوق المحلى.
وقال كريم نجار، رئيس مجلس إدارة شركة “كيان إيجيبت”، إن فيروس “كورونا” سيؤثر سلبًا على قطاع السيارات فى مصر، بعد اتجاه العديد من الشركات العالمية لوقف أعمالها خوفًا من انتشار الوباء، خاصة فى الصين وهو ما سينعكس على الشركات التى تعتمد على مدخلات ومكونات الإنتاج من الصناعات المغذية الصينية.
أضاف أن السوق المحلى سوف يشهد قلة فى المعروض من السيارات خلال الفترة المقبلة، نظرًا لتأجيل الحصص الاستيرادية والدفعات المالية المطلوبة نتيجة التوقف المؤقت لحركة الاستيراد والتصدير حول العالم، وتوقع “نجار” زيادة أسعار السيارات نتيجة لقلة المعروض فى السوق المحلى وزيادة الطلب عليها.
وأشار إلى وجود العديد من المتغيرات المؤثرة فى أسعار السيارات بالسوق المصرى منها قيمة العملة الأجنبية مقابل الجنيه، بالإضافة إلى قرارات الحكومة المتعلقة بفرض ضرائب أو رسوم جديدة والتى يمكن أن تساهم فى زيادة أسعار السيارات.
“نجار”: أسعار السيارات تشهد ارتفاعًا خلال الفترة المقبلة بسبب قلة المعروض
وقال مدحت إسماعيل، مدير عام “فولكس فاجن” بالشركة المصرية التجارية وأوتوموتيف، إن أسعار السيارات حاليًا لن تتأثر بتغير قيمة الدولار الذى شهد ارتفاعًا طفيفًا مؤخرًا، نتيجة تداعيات فيروس “كورونا”.
أضاف أن تغير السياسة التسعيرية للسيارات لن يتم إلا بعد ارتفاع أو انخفاض قيمة الدولار بنسبة لا تقل عن 5%، ونفى إسماعيل تأثر أسعار السيارات بعد تذبذب قيمة الدولار منذ بداية العام الجارى، مشيراً إلى أن القيمة فى تراجع أو ارتفاع سعر الدولار التى من شأنها التأثير على تسعير السيارات لا يمكن أن تقل عن جنيه أو أكثر.
أوضح أن شركات السيارات تتحوط من تقلبات أسعار الصرف من خلال زيادة سعر العملة بنحو 10 قروش عن السعر المعلن، وتابع “التذبذب فى سعر العملة يتداول داخل نطاق سعرى محدود وهو ما يجعل السيارات كسلعة غير محفوفة بمخاطر تلك التقلبات”.
واستبعد منتصر زيتون، عضو مجلس إدارة رابطة تجار السيارات فى مصر، وعضو الشعبة العامة للسيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية وجود أى تأثيرات سلبية على قطاع السيارات نتيجة تفشى فيروس “كورونا”، خاصة بعد استئناف العديد من مصانع السيارات أعمالها فى بؤرة ظهور المرض “الصين”.
وقال إن حجم المعروض من السيارات حاليًا قليل، نظرًا لتراجع قيمة الدولار منذ بداية العام، الأمر الذى دفع العديد من الوكلاء لخفض حصصهم الاستيرادية خوفًا من استمرار تراجع الدولار وتكبد الشركات خسائر مالية، حيث وصلت نسبة تراجع الطلبات على السيارات 50%.
أضاف أن الوكلاء فى انتظار استقرار أسعار الصرف للتعاقد على حصص استيرادية مناسبة لحجم الطلب المحلى، ورجح زيتون عودة ظاهرة “الأوفر برايس” مرة أخرى خلال الفترة القادمة، نتيجة لقلة المعروض وتوقع زيادة حجم الطلب خاصة بعد اضطراب الأوضاع على الصعيد العالمى.
وقال المستشار أسامة أبوالمجد رئيس رابطة تجارة السيارات أن مبيعات السيارات فى مصر تراجعت بنسبة 30% خلال الفترة الحالية نتيجة انتشار “كورونا” محليًا، وتوقع انتعاش مبيعات السيارات خلال شهر مايو المقبل تزامناً مع مطلع فصل الصيف وانحسار تأثيرات الفيروس.
وأشار أبوالمجد إلى احتمالية زيادة أسعار السيارات خلال الفترة القادمة حال ارتفاع معدلات الطلب عليها، وذلك لأن حجم المخزون الحالى من السيارات قليل ولا يكفى الطلب المحلى إلا لمدة شهرين فقط، خاصة مع اضطراب حركة التصدير والاستيراد فى الأسواق العالمية، وتابع: “تم تأخير الموديلات الجديدة لعام 2021 إلى أجل غير مسمى”.
“أبوالمجد”: تأخير طرح موديلات 2021 لأجل غير مسمى
وعلى صعيد السيارات المستعملة، قال العميد إبراهيم سعيد مدير سوق السيارات المستعملة فى مدينة نصر، إن استقبال السوق للسيارات خلال يومى الأحد والجمعة مستمر دون تعليق للعمل به، يأتى ذلك رغم قرار مجلس الوزراء بمنع أى تجمعات تضم أعداداً كبيرة من المواطنين، وذلك للحد من تفشى فيروس «كورونا».
وأرجع سعيد، السبب فى عدم تعليق أعمال السوق إلى تزايد مخزون السيارات المستعملة لدى التجار لاسيما بعد فترة الركود الكبيرة التى شهدتها مبيعات السيارات، بالإضافة إلى احتياج المستهلكين خلال الفترة الحالية لشراء سيارات بسبب تزايد المخاوف من انتشار فيروس «كورونا» بهدف تقليل التواجد داخل المواصلات العامة، وهو الأمر الذى ينشط حركة البيع نسبياً.
ولفت سعيد إلى تراجع أسعار السيارات المستعملة بنحو كبير، نتيجة إحجام المستهلكين عن الشراء بسبب التغيرات المستمرة فى أسعار السيارات الجديدة والتى تنعكس بدورها على أسعار المستعملة.
وقال محمد بلال تاجر سيارات مستعملة إن انتعاش المبيعات غائب عن السوق منذ فترة كبيرة وظهر بوضوح منذ بداية العام الجارى تزامنًا مع تراجع أسعار السيارات الجديدة التى استقطبت شريحة واسعة من عملاء المستعمل، خاصة مع وجود تسهيلات تقسيط وتراجع أسعار الفائدة وزيادة محفظة قروض السيارات داخل البنوك وشركات التمويل وهو ما يفتقر إليه سوق السيارات المستعملة.
وأضاف بلال، أن انتشار فيروس كورونا فى مصر سيزيد من سوء الأوضاع داخل سوق المستعمل، نظرًا للمخاوف الشديدة الناتجة عن انتشار العدوى بشكل سريع وملحوظ من خلال ملامسة الأسطح، الأمر الذى سيؤدى إلى عزوف العديد من المستهلكين عن شراء سيارة مستعملة والحاجة إلى تعقيمها وتنظيفها بشكل جيد لتجنب العدوى والتوجه لشراء السيارات الجديدة.
وطالب بلال بضرورة تمديد فترات سوق “العاشر” بدلاً من إقامته مرتين فقط أسبوعيًا، تجنبًا لحدوث أى تكدس أو ازدحام داخل السوق للحد من انتشار المرض، لافتًا إلى انخفاض أسعار المستعمل بنحو 50%.
وحول تأثيرات “كورونا” على سوق زيوت وقطع غيار السيارات، نفى أحمد نوارة الرئيس التنفيذى لمجموعة المنار المتخصصة فى تصنيع وتوزيع سوائل وقطع غيار السيارات وجود تأثيرات سلبية على مبيعات الزيوت وقطع الغيار.
وقل إن الشركة بدأت أن تتخذ حزمة من الإجراءات الاحترازية داخليًا لمواجهة انتشار العدوى من خلال إلغاء بصمة اليد واستبدالها ببصمة العين، ووضع المنظفات والمطهرات وانتشارها فى كل مكان داخل الشركة، بالإضافة إلى تحجيم عدد الأفراد داخل قاعات الاجتماعات بألا يزيد عدد المجتمعين على 5 أفراد.
كما اتخذت الشركة عدة إجراءات خارجية تتمثل فى إرسال رسائل نصية لجميع العملاء بأماكن تواجد الزيوت ومدى توافرها داخل منافذ البيع، بالإضافة إلى توافر خط للتواصل مع العملاء لإبلاغهم بالمستجدات الطارئة على أعمال الشركة لأهمية زيوت السيارات لدى العملاء، وتبذل الشركة قصارى جهدها لتوفير الزيوت والمنتجات فى منافذ البيع بقدر مناسب لحجم الطلب عليها.
واستبعد نوارة وجود أى مشكلات خاصة بالزيوت حاليًا نظرًا لتصنيع منتجات المنار محليًا، مشيرًا إلى أنه بالرغم من تصنيع الزيوت محليًا، إلا أنها قد تواجه العديد من المشكلات حال عدم استقرار الأوضاع عالميًا بسبب استخدام خامات مستوردة من الأسواق الخارجية لإنتاجها.
وقال إن الشركة تستورد خامات احتياطية تكفى العمليات الإنتاجية لمدة 3 شهور، نافيًا وجود أى عوائق تواجه تصدير المنتجات للأسواق الخارجية أو مشكلات تتعلق بتراجع الطلب عليها، وأضاف أن أسعار الزيوت ترتبط ارتباطًا وثيقًا بقيمة الدولار أمام الجنيه، وفى حالة ارتفاع الدولار بنسب كبيرة ترتفع أسعار الزيوت، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الخامات على الصعيد العالمى الذى يؤدى الى زيادة أسعار زيوت السيارات بالتبعية.
أوضح نوارة أن معدل الطلب على قطع غيار السيارات لا يوجد به أى تغييرات، مؤكدًا أن زيادة أسعار قطع الغيار هى الدافع الرئيسى لزيادة الإقبال على شرائها.
واستبعد ظهور أى مشكلات تتعلق بتوافر قطع الغيار داخل السوق المحلى نتيجة لوجود تعاقدات مع عدة شركات، فضلًا عن وجود مخزون داخل المنافذ الجمركية.
وقال خالد شلبى مدير قطاع خدمات ما بعد البيع للعلامة الكورية “كيا” بالشركة المصرية العالمية للسيارات، إن معدل الطلب على قطع غيار السيارات ارتفع خلال الفترة الماضية نتيجة سوء الأحوال الجوية التى اجتاحت البلاد وأدت إلى تلف العديد من أجزاء السيارات، بالإضافة إلى زيادة الإقبال على مراكز الخدمة للتخلص من مياه الأمطار التى احترقت داخل السيارات.
ونفى وجود أى تأثيرات متعلقة بحجم الطلب على قطع الغيار نتيجة تفشى الفيروس، متوقعًا أن تشهد المبيعات رواجًا بسيطًا الفترة المقبلة، لحاجة المستهلك إلى تجهيز السيارة للانتقال بها دون الاحتياج للمواصلات العامة خوفاً من العدوى.
وأكد شلبى حرص الشركة على توافر المنتجات وتأمين الموظفين من خلال تأهيل ورش العمل ومراكز الخدمة عبر تنظيفها باستمرار ووضع المطهرات والمنظفات فى جميع أجزاء المركز، لطمأنه العميل عند زيارة مركز الخدمة.
واستبعد وجود مشكلات فى الحصص الاستيرادية لقطع الغيار خاصة أن الطلبيات على قطع الغيار تكون كافية لمدة 3 أشهر فى الأوضاع العادية، فضلاً عن ضرورة توافر مخزون من قطع الغيار تحسباً لأى تغيرات قد تطرأ على السوق.
كتبت- يارا الجناينى وزمزم مصطفى