رصد متعاملون فى سوق العقارات بمدينة الإسكندرية انخفاضاً فى مبيعات الوحدات السكنية خلال الفترة الحالية بسبب فيروس “كورونا”، وسط مخاوف من استمرار الأزمة حتى مطلع فصل الصيف الذى تزداد فيه مبيعات الوحدات ويعتبر الموسم الرئيسى للمطورين فى المنطقة.
وقال شريف حليو، رئيس مجلس إدارة شركة مرسيليا للاستثمار العقارى، إن “كورونا” لن يقضى على حركة البيع فى السوق العقارى بسبب الحاجة إلى السكن أو الاستثمار ولكن سيؤدى إلى تباطؤ المبيعات، نظرًا لحالة الترقب لدى العملاء.
وتوقع، تراجع المبيعات بنسبة تصل 35%حال استمرار الأزمة، نظرًا لأن المصريين بالخارج والعرب يشكلون نسبة كبيرة من عملاء الوحدات المصيفية بالساحل الشمالى، وفى ظل تعليق حركة الطيران يصعب على العميل المتواجد بالخارج شراء وحدات مصيفية.
أضاف حليو، أن عدداً كبيراً من المستهلكين يفضلون قضاء مدة الحجر المنزلى فى الوحدات المصيفية بالساحل الشمالى بعيدًا عن التكدس فى المدن، خاصة بعد فرض حظر التجوال.
أوضح أن تباطؤ المبيعات بدأ فى شهر مارس، نظرًا لانتشار الفيروس فى مصر، وننتظر الموسم الصيفى من شهر يونيو وحتى منتصف شهر نوفمبر لاستعادة حركة البيع.
“حليو”: التراجع بسبب ترقب العملاء وتعليق الطيران يؤثر على التسويق الخارجى
وقال نبيل شوقى، رئيس مجلس إدارة شركة الديوان للاستثمار العقارى، إن العملاء يترقبون الوضع خلال الوقت الحالى خاصة مع تأثير فيروس “كورونا” على مبيعات الشركات فى الساحل الشمالى.
ويأمل شوقى، أن يكون منتصف شهر إبريل بداية لكسر حالة الركود التى يشهدها القطاع العقارى من خلال شراء الوحدات المصيفية فى الساحل، على أن تكون فترة الذروة وبداية الموسم الصيفى بعد انتهاء شهر رمضان.
وأضاف أن القطاع العقارى يعد من أكثر القطاعات التى شهدت تضررًا من “كورونا”، وزاد تباطؤ المبيعات فى ظل انتشار الفيروس.
وقال كريم مسعود، رئيس شركة كيان بيلد للاستثمار العقارى، إن سوق العقارات سيتأثر بشكل مؤقت نتيجة تراجع المبيعات متوقعاً نشاط البيع مجدداً فى ظل التسهيلات التى أقرها البنك المركزى ما يشجع على الاستثمار فى العقارات، لكونها تمثل البديل الآمن لحفظ الأموال لدى عدد كبير من العملاء.
وأضاف أن الشركات مطالبة بتغيير خططها التسويقية والتركيز على استخدام وسائل التواصل الاجتماعى كبديل للتعريف بالعروض والتأكيد على استمرار نشاط السوق العقارى وإقناع العملاء بالشراء.
وقال محمد عبدالمنعم، مدير المشروعات بشركة إطلالة للاستثمار العقارى، إن القطاع العقارى فى الإسكندرية شهد تراجعا فى الطلب على الوحدات بنسبة 90%، بعد انتشار فيروس “كورونا”، ولا توجد تعاقدات جديدة خلال تلك الفترة.
أضاف أن أسعار البيع فى الإسكندرية لن تنخفض بسبب ارتفاع تكلفة التنفيذ وزيادة قيمة الأراضى التى تحصل على ترخيص مرتفع الطوابق وتوقف البناء المخالف، ولكن من الممكن أن تمنح الشركات تسهيلات فى السداد لجذب العملاء.
وتابع عبدالمنعم أن الطلب لن يتغير على شراء الوحدات السكنية أو المصيفية ولكنه سيصبح قرارا مؤجلا للعملاء، والحلول السريعة بعد انتهاء الأزمة تساهم فى عودة النشاط للسوق العقارى بشكل كبير”.
وتوقع أن يشهد سوق العقارات انفراجة بحلول شهر يونيو المقبل، بعد انحسار الفيروس وانتهاء عيد الفطر، كما أن التسهيلات التى قدمتها الدولة وخاصة خفض سعر الفائدة يمكن أن يعيد إقبال العملاء على العقارات باعتبارها استثمار آمن لمدخراتهم.
وقال محمد عابدين، المدير التنفيذى لشركة “The Advisors للاستشارات العقارية”، إن أزمة فيروس “كورونا” ستؤثر سلبيًا على السوق العقارى بالإسكندرية، خاصة أن عددا من الشركات بدأت التوسع فى منطقة وسط البلد، كما ارتفع الطلب على العقارات فى مناطق برج العرب، وأبو تلات، وكينج مريوط.
وأضاف أن الطلب سيتركز على العملاء الراغبين فى الشراء للسكن فقط وسط تراجع فى عدد المستثمرين.
وأوضح عابدين أن المستثمرين الجادين، سيستمرون فى العمل بالقطاع العقارى، خاصة مع القرارات الأخيرة التى أصدرها البنك المركزى وأبرزها خفض سعر الفائدة بنسبة 3%، والذى سيؤهل رؤوس الأموال الكبرى أن تتوسع فى السوق.
أشار إلى أن مبيعات الساحل الشمالى ستنتعش خلال الفترة القادمة، مثلما حدث خلال ثورة يناير 2011، حيث اتجه عدد من العملاء لشراء وحدات مصيفية.