على الرغم من بدء تطبيق آلية الاقتراض بغرض البيع “الشورت سيلينج” منذ أكثر من 4 أشهر، وفى ظل التراجعات العنيفة التى شهدتها البورصة المصرية منذ مطلع الشهر الماضي إلى وقتنا الحالي ومع توقعات استمرار هذه التراجعات بسبب التطورات المتسارعة بتداعيات “كورونا”، إلا أن التعامل بالآلية يظل “محلك سر”.
وتعتمد آلية الشورت سيلينج في عملها على اقتراض أسهم وبيعها بأسعار مرتفعة حال توقعات تراجع السوق للقيام بعد ذلك بإعادة شراء هذه الأسهم بأسعار أقل وإعادتها مرة أخري للمقرض وتحقيق مكاسب من الفرق بين العمليتين.
وكشف طارق عبدالباري، العضو المنتدب لشركة مصر للمقاصة والإيداع والحفظ المركزي أن حجم تنفيذات الشورت سيلينج ضئيلة جداً وقد تكون منعدمة، مرجعاً عدم وجود تفعيل واضح للعمل بآلية الشورت سيلينج إلى كونها مستحدثة على السوق المصري وبالتبعية لا يوجد لاعبين محترفين من شركات السمسرة والمستثمرين للتعامل بشراهة على تلك الآلية.
ويرى، أن السوق يشهد حاليًا موجة من التذبذب ما بين صعود ونزول، مما يجعل آلية الشورت سيلينج فى الوقت الحالى صعبة التطبيق.
عبدالبارى: لا يوجد لاعبون محترفون من الشركات والمستثمرين للتعامل بالآلية
وأضاف، أنه على الرغم من أهميتها واعتبارها الآلية الوحيدة التى تحقق للمستثمر مكاسب طائلة عند تراجع السوق، حيث تميل دوماً طبيعة المستثمر إلى عدم المخاطرة باستخدام مثل هذه الآلية إلا بعد استيعابها جيداً في السوق ووجود تجارب تحقق منها مكاسب مرتفعة تدفع باقي المستثمرين لخوض تلك التجربة والتعامل بها.
فضلاً أن عدداً كبيرًا من شركات السمسرة لم تتح بعد التعامل بتلك الآلية لعملائها، حيث إن معظم الأنظمة التكنولوجية لدي الشركات ما زالت قيد التطوير لتهيئتها بالعمل بآلية الشورت سيلينج، كما أن شركات السمسرة القليلة التى تتيح العمل بهذه الآلية لا يوجد لديها عملاء راغبين في اقراض أسهمهم، مما يجعل إقبال المستثمرين على التعامل بها عقبة أمام تنشيط تعاملات الشورت سيلينج.
قال حسن شكرى العضو المنتدب لشركة اتش سى لتداول الأوراق المالية، إن “اتش سى” تعمل حاليًا على عملية شورت سلينج بحجم كبير، مؤكدًا جاهزية نظام التشغيل والبنية التحتية للعمل على “الشورت سيلينج”.
ولفت شكرى، إلى أن رؤية السوق تتناسب مع عمليات شورت سيلينج فى الوضع الحالى تعود إلى رؤية البائع والمشترى للسوق، لافتًا إلى أن الآلية جديدة على السوق المصرى وتتطلب وقتاً لنراها بصورة أكبر.
وأوضح، أن هناك العديد من الشركات غير جاهزة على مستوى أمناء الحفظ أو العقود أو البنية التحتية التكنولوجية لاستقبال نظام الشورت سيلينج.
وقال محمد ماهر العضو المنتدب لشركة برايم القابضة، إن الوقت الحالى غير مناسب للشورت سيلينج خاصة فى ظل وصول السوق للمستويات الحالية التى تؤكد احتمالية الصعود أكبر من التراجع.
ويرى ماهر، أن الوقت المناسب كان قبل التراجعات العنيفة للسوق، ولكن الآلية تتطلب جاهزية الشركات والبنية التحتية التكنولوجية الخاصة بها.
وكشفت إدارة البورصة المصرية فى مطلع ديسمبر الماضى عن بدء تفعيل آلية اقتراض الأوراق المالية بغرض البيع .
وأكدت إدارة البورصة على أن الأوراق المالية المسموح عليها مزاولة عمليات إقراض الأوراق المالية بغرض البيع هي الأوراق المستوفاة للمعايير المنصوص عليها في قرار رئيس البورصة رقم 757 لسنة 2019 بتاريخ 15 مايو 2019.
وأضافت، أن الأوراق المالية المعتد بها كضمانات لعمليات إقتراض الأوراق المالية بغرض البيع هي الأوراق المالية المسموح بمزاولة الأنشطة المتخصصة عليها والواردة بالقائمتين (أ) و(ب) والمستوفاة للمعايير المنصوص عليها في قرار رئيس البورصة المصرية رقم (1337) لسنة 2018 الصادر بتاريخ 01/11/2018 بشأن ضوابط العمل بقوائم الأنشطة المتخصصة. (مرفق بيان بالقائمة (أ) وبيان بالقائمة (ب) .
على أن تقبل الأوراق المالية المدرجة بالقائمة (أ) كضمان حتى نسبة 100% من قيمتها السوقية، وتقبل الأوراق المالية المدرجة بالقائمة (ب) حتى نسبة 80% من قيمتها السوقية.