“السعيد”: الفترة الحالية فرصة لتوطين الصناعات المصرية فى ظل انخفاض الواردات
برنامج الإصلاح الاقتصادى أعطى مساحة من الوفر فى الموارد نستطيع استغلالها
توقعت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، تحقيق مصر معدل نمو سنوى يتجاوز 4 %، معتبرة أنه من أعلى المعدلات على مستوى العالم فى ظل جائحة فيروس “كورونا”.
أضافت، خلال مؤتمر صحفى، أن الاقتصاد المصرى متنوع، والفترة الحالية فرصة لتوطين الصناعات المصرية بدلًا من الاعتماد على الواردات التى انخفضت حالياً.
وأوضحت السعيد أن هناك قطاعات أصبح لها ميزة تنافسية حاليًا فى ظل أزمة كورونا وهى القطاعات التى تقوم الدولة بمساندتها مثل الصناعات الدوائية، والمستحضرات، والأغذية وقطاع الزراعة والاتصالات.
وقالت وزيرة التخطيط إن إجراءات الإصلاح الاقتصادى التى أجرتها مصر منذ عام 2016 انعكست على تزايد معدلات النمو المستدامة لأكثر من ثلاث سنوات حتى الآن فضلًا عن انخفاض معدلات البطالة وتوفير فرص تشغيل عالية.
أضافت أن المؤشرات فى النصف الأول من العام كانت فى أعلى مستوياتها، وكل الإجراءات المتخذة حالياً لم تكن ليتم تنفيذها لولا برنامج الإصلاح الاقتصادى مما أعطى مساحة من الوفر فى الموارد التى نستطيع التحرك فيها.
وأشارت إلى تحقيق 5.6% معدل نمو فى الربع الأول والثانى من العام المالى الجارى، مشيرة إلى توقف حركة السياحة والطيران منذ 8 مارس، ليتعرض على إثرها الربع الثالث لضغوط تؤدى إلى انخفاض بنسبة 25% لنصل إلى معدل نمو متوقع 4.5% فى الربع الثالث، والربع الأخير من العام يتوقف على عمق الأزمة واستمرارها.
أضافت أنه نتيجة لتداعيات قطاع السياحة فمن المتوقع أن يسجل معدل النمو 2% فى الربع الأخير فى حال تحسنت الأمور، وفى أسوأ الظروف قد يصل معدل النمو إلى 1% فى حال إن استمرت العملية بشكل أكثر حدة.
وأوضحت السعيد أن مشكلة تلك الأزمة ترجع لارتباطها بالعالم الخارجى من حيث حركة التجارة والواردات والصادرات للخارج، وتابعت: “على المستوى السنوى قد نحقق معدل نمو أكثر من 4% وهو من أعلى المعدلات على مستوى العالم فى ظل تلك الأزمة”.
وأشارت إلى أن السياسات المالية والنقدية المحفزة لديها القدرة على خفض تكلفة الأزمة، ولكن فى كل الأحوال يشهد الاقتصاد العالمى والمصرى فترة من الركود.
وقالت “أزمة كورونا غير مسبوقة عالميًا، فالعالم مر بالعديد من الأزمات كالأزمة المالية العالمية فى 2008 وقبلها أزمة الكساد الكبير فى 1929، ولكن كورونا أكثر شدة منهما لما لها من تداعيات كبيرة جدًا؛ فهى لا تؤثر على قطاع بمفرده، بل تؤثر بشكل كبير على كل القطاعات الإنتاجية، حيث أثرت على قطاع الصحة لتتسبب فى إيقاف عجلة الإنتاج على مستوى الدول لتبدأ فى الصين والتى تمثل 20% من الاقتصاد العالمى وحجم التجارة العالمية لتنتشر منها إلى دول العالم كافة”.
وأضافت السعيد أن الأزمة انتشرت فى ظل تباطؤ الاقتصاد العالمى، وتسببت فى وقف حركة الإنتاج على مستوى العالم.
وأوضحت أن عمق الأزمة شديد جدًا، حيث إن الوضع حاليًا يتسم بعدم اليقين، والمؤسسات الدولية تراجع توقعاتها لمعدلات النمو ليكون بالسالب فضلًا عن الخسارة فى عدد من الوظائف تقدر بـ50 مليون على مستوى العالم، إلى جانب وجود أزمة فى السيولة العالمية وهو ما يؤثر على تدفقات الاستثمار المباشر فى العالم وتراجع البورصات وأسعار النفط.