واصلت أسعار النفط التراجع ووصل خام برنت نحو 26.34 دولار للبرميل، رغم تخفيضات أوبك+ لأكثر من 10 ملايين برميل يوميًا، مع استمرار مخاوف الطلب على خلفية حالة الإغلاق المفروضة حول العالم بسبب تفشى فيروس كورونا ما يشير إلى انكماش اقتصادى عالمى.
شهد خام البترول الأمريكى أكبر تراجع فى يوم واحد فى التاريخ الحديث، بعد أن هوت الأسعار إلى ما دون دولار واحد للبرميل أمس بسبب تخلص المستثمرين من عقود تسليم شهر مايو التى تنتهى صلاحيتها اليوم الثلاثاء.
وسقطت الأسعار إلى ما دون دولار واحد للبرميل نحو الساعة الثامنة مساءاً بتوقيت القاهرة أمس.
وهبطت الأسعاربسرعة من مستوى 17.5 دولار على مدار يوم التداول، وهو ما أدى لتراجع أسعار الخام الأمريكى أيضا تسليم شهر يونيو من أقل بقليل من 25 دولارا إلى 22.3 دولار عند السابعة وسبع دقائق بتوقيت القاهرة أمس.
ورغم الاتفاق غير المسبوق بين مجموعة «أوبك بلس» الأسبوع الماضي، لا تزال أسواق البترول تشهد معروضا فائضا نتيجة تسبب الإغلاقات لمكافحة فيروس »كورونا» فى انخفاض الطلب بحوالي الثلث، وتمتليء المخازن حول العالم سريعا بما فى ذلك المخزن الرئيسي فى الولايات المتحدة فى أوكلاهوما.
وقال المهندس أسامة كمال وزير البترول الأسبق لـ”البورصة»، إن تراجع الأسعار حالياً أثبت عدم اقتناع السوق بتخفيضات أوبك، ويظل النفط تحت ضغط تأثيرات فيروس كورونا.
وأكد أن أسعار النفط لن تبدأ الاستقرار حتى يتم رفع القيود التى اتخذتها الدول حول العالم لمكافحة كورونا، وسيظل النفط يتجه للانخفاض، مع تقيده بنطاق تداول حول المستويات الحالية.
وأضاف كمال ان شركات بترول عالمية أصبحت تحقق خسائر فى ظل تراجع أسعار النفط عن 30 دولارا للبرميل، مما دفعها إلى تخفيض استثماراتها البترولية.
وأشار إلى أن منتجى الزيت الصخرى هم الأكثر تضررا لارتفاع تكاليف الإنتاج مما أدى لقيام العديد من الشركات بخفض انتاج النفط الصخرى من مناطق امتيازها حول العالم.
وأوضح كمال أن العديد من الدول اتجهت لتخفيض الإنتاج وتخزين كميات كبيرة من النفط والاعتماد على الاستيراد من الأسواق للاستفادة من تدنى الأسعار عالمياً.
أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك وحلفاءها، عن الاتفاق على خفض 10 ملايين برميل يومياً لمدة ستة أشهر بدءاً من الأول من مايو وحتى نهاية يونيو القادمين.
وخلال الفترة من يوليو حتى ديسمبر 2020 سيتم خفض 8 ملايين برميل يومياً، يعقبها خفض بنحو 6 ملايين برميل يومياً لمدة 16 شهراً بدءاً من يناير2021 وحتى نهاية أبريل 2022.
وأكد البيان الختامى الصادر عن اجتماع أوبك + الوزارى التاسع الاستثنائى، الالتزام بالتعاون والعمل على تحقيق استقرار سوق البترول العالمى والمصالح المتبادلة للدول المنتجة وتأمين الإمدادات للدول المستهلكة وتحقيق عائد عادل على رأس المال المستثمر.
وأشارت منظمة الأوبك أنه سيتم عقد اجتماع فى العاشر من يونيو 2020 عبر الفيديو كونفرانس لتحديد إجراءات أخرى حسب الحاجة لتحقيق التوازن فى سوق البترول العالمى.
وخفض جولدمان ساكس توقعه لسعر خام برنت فى الربع الثانى بمقدار الثُلث إلى 20 دولارا للبرميل، متوقعا تراجعا قياسيا فى الطلب العالمى بمقدار 1.1 مليون برميل يوميا هذا العام بسبب تداعيات تفشى فيروس كورونا على النمو الاقتصادى.