تحتاج صناعة الأدوات المنزلية إلى استحداث تكنولوجيا تصنيع جديدة للقدرة على تصنيع بعض مكونات إنتاج القطاع، فضلًا عن ضرورة زيادة الإنتاج لتشجيع المستثمرين والمصانع على ضخ استثمارات جديدة تتناسب مع إنتاج السوق.
قال شريف عبدالمنعم، رئيس مجلس إدارة شركة الشريف كيتشن وير للأوانى المنزلي، إن مقابض الأوانى المنزلية المطلية والمصنعة من الجرانيت والتيفال والسيراميك، إما تستورد جاهزة من تركيا لانخفاض سعرها فى ظل وجود اتفاقية تجارة حرة وقربها الجغرافى ومن ثم التوريد خلال وقت قصير.
وأضاف أن تلك المقابض تصنعها 4 مصانع فى مصر بطاقة إنتاجية منخفضة للغاية، ولتغطية الإنتاج الخاص بها فقط، فضلًا عن أن استيراد المادة الخام يعد مغامرة فى ظل إمكانية تعرضها للتلف والرطوبة حال تأخرها أو تعطلها فى الميناء لأى سبب.
وذكر أن مقابض الأوانى المنزلية من الألومنيوم التى تمثل نحو %75 من حجم السوق، تصنع فى مصر ولكن يتم شراء المادة الخام الخاصة بها والاستانلس من هولندا وروسيا وإسبانيا.
وأشار إلى أن ثبات سعر الألومنيوم من قبل شركة مصر للألومنيوم حفز المصانع على شراء احتياجاتهم من السوق المحلى بدلًا من الاستيراد من تركيا فى ظل تقارب السعر بين الدولتين، خاصة أن الألومنيوم يشكل نحو %80 من تكلفة المنتج، إذ تتمثل النسبة المتبقية فى الاكسسوارات والتغليف والطاقة.
وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة الشريف كيتشن وير للأوانى المنزلي، أن قرارات الحكومة بخفض سعر الطاقة ساهم فى ضبط سعر الألومنيوم فى السوق المحلى خلال المرحلة المقبلة.
وقال فتحى الطحاوي، نائب رئيس شركة القلعة الأوروبية للأدوات المنزلية تحت التأسيس، إن نسبة المكون المحلى فى الأدوات المنزلية من الألومنيوم تبلغ نحو %80، وفى الزجاج %95 والبورسلين %40.
وأضاف أنه برغم وجود السليكا التى تعد المادة الخام الرئيسية لتصنيع الأدوات المنزلية من الزجاج فى مصر بوفرة كبيرة، إلا أن المصانع المحلية ما زالت تنتج منتجات تعد شعبية وليس ذات جودة مرتفعة.
وعزا ذلك إلى ارتفاع سعر الماكينات الحديثة المتخصصة فى تصنيع تلك المنتجات واحتياج التصنيع بحرفية عالية إلى نقل تكنولوجيا التصنيع «نوهاو» فى تلك المصانع.
وأكد الطحاوي، ضرورة تطوير مراكز البحوث للمساهمة فى إعداد واستحداث مواد تساهم فى تنمية كافة القطاعات الصناعية عبر تصنيع بعض خامات الإنتاج، ومن ضمنها قطاع الأدوات المنزلية.
وأشار إلى أن تعميق التصنيع المحلى فى الأدوات المنزلية يتطلب زيادة الطاقة الإنتاجية للمصانع المحلية للتشجيع على ضخ استثمارات فى مستلزمات الإنتاج، وهو ما قد يتوفر عقب بدء مدينة الأدوات المنزلية فى المنيا فى الإنتاج، بالإضافة إلى استثمارات كبيرة.
وتعد «القلعة الأوروبية» شركة مساهمة مصرية لإنتاج أدوات المائدة من البورسلين، أسسها مستثمرون بغرفة القاهرة التجارية بعد ارتفاع أسعار الأدوات المنزلية المستوردة عقب تحرير سعر الصرف نوفمبر 2016، ما دفعهم للتفكير فى إنشاء مصانع أدوات منزلية لتعزيز الإنتاج المحلى بدلاً من الاستيراد.
كانت هيئة التنمية الصناعية خصصت نحو 100 ألف متر مربع أراض لإقامة مجمع لصناعة الأدوات المنزلية بالمنطقة الصناعية بالمطاهرة، وتسلمت 5 شركات الأراضى لإقامة مشروعات إنتاج بورسلين وألومنيوم وزجاج وبلاستيك وصناعات مغذية واستانلس ستيل.
قال الطحاوى إن مادة الجليز التى تعطى الأدوات المنزلية من البورسلين اللمعان والصلابة والشفافية، تنتج فى مصر وتستورد من الخارج أيضًا، إلا أنه يوجد فارق كبير بين جودة المنتجين.
أوضح أن المادة الخام لتصنيع الجليز يستورد جزءاً منها من الخارج لعدم وجودها فى التربة فى مصر، ويوفر جزءاً آخر من السوق المحلى.
وتابع: «أى مصنع مصرى يمكنه تصنيع تلك المادة لأن التركيبة الكيمائية معروفة للجميع، إلا أنها تختلف من مصنع لآخر، لاتجاه المصانع الأجنبية إلى إجراء العديد من الأبحاث على تطوير المواد الخام لتتناسب مع المستجدات العالمية فى طبيعة المنتج وذوق المستهلك».