«زووم» و«مايكروسوفت تايم» أبرز برامج العمل من المنزل
أسعار برامج التعليم عن بُعد تصل إلى 250 ألف جنيه
دفعت أزمة انتشار فيروس كورونا عدداً كبيراً من الشركات إلى السماح لموظفيها بالعمل من المنزل، وذلك عقب القرارات التى اتخذها مجلس الوزراء، بتخفيض عدد العاملين فى الشركات المختلفة، بالإضافة إلى توجه الدولة إلى نظام التعليم عن بُعد، عقب قرار تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات، الأمر الذى انعكس إيجابياً على الشركات التى تعمل فى مجال البرمجة خاصة تلك التى تعمل فى برامج ربط أجهزة الكمبيوتر فى العمل، وأنظمة إدارة التعليم فى المدارس.
قال وليد عيد، عضو بشعبة الاقتصاد الرقمى بالغرفة التجارية بالإسكندرية، إن شركات البرمجة شهدت نمواً فى حجم أعمالها خلال الوقت الراهن، مدفوعاً بدعوات الحكومة والهيئات للعمل من المنزل خوفاً من انتشار فيروس كورونا المستجد، لافتاً إلى أن من أبرز الشركات التى استفادت من الوضع الحالى التى تقدم منصات تعليمية أو فيديو كونفرانس أو تطبيقات للعمل عن بُعد.
وأضاف، أن أسعار تلك البرامج تتراوح ما بين 5 دولارات و100 دولار وفقاً للاستخدام وطبيعة عملها، وتختلف قيمة الاشتراك من مؤسسة لأخرى على حسب طبيعة عمل كل مؤسسة وإجمالى عدد العاملين بها، لتتراوح قيمة اشتراك الفرد الواحد فى المؤسسة ما بين 10 دولار و15 دولاراً، كما أن قيمة الاشتراك فى المؤسسات القطاع الخاص تختلف عن قطاع الحكومي.
وتوقع أن تشهد شركات البرمجة إقبالاً خلال شهر سبتمبر المُقبل مع بداية السنة الدراسية الجديدة فى ظل وجود دعوات أن تصبح «أونلاين»، خوفاً من انتشار فيروس كورونا المستجد، وعدم توفر علاج له حتى الآن.
وذكر، أن وظائف تلك البرامج تختلف من نوع لآخر وفقاً لطبيعة كل مؤسسة عن الأخرى، ويعد قطاع التعليم من أكبر القطاعات التى بحاجة إلى برامج التعلم عن بعد، فى ظل وجود أكثر من 22 مليون طالب فى جمهورية مصر العربية، موضحاً أن من أبرز البرامج التى يعتمد عليها القطاع التعليمى تتمثل فى «زووم» «بلاك بورد» «موديل».
وأوضح، أن مصر بحاجة إلى بنية إلكترونية وتكنولوجية قوية فى الوقت الحالى فى ظل توجه جميع الهيئات والمؤسسات للعمل عن بعد، خاصة بعد انتشار فيروس كورونا.
وتابع، أن الشركات البرمجة تتجه لتدشين أنظمة جديدة تناسب النظام التعليم فى مصر، نظراً إلى أنه يعد من أكبر القطاعات فى الدولة ويضم حوالى 22 مليون طالب، ومن أبرزها منصة «إدمودو»، لافتاً إلى أنه على الرغم من ترحيب الكثير من القطاعات العمل عن بعد فى الوقت الراهن، فإنه من الصعب تطبيقه والاعتماد عليه فى بعض القطاعات وأبرزها الإنشاءات والمصانع والنقل.
«الحفناوى»: المدارس الخاصة والجامعات الدولية أكثر الهيئات إقبالاً على تلك البرامج
قال المهندس محمود الحفناوى، المدير التنفيذى لشركة «كيتو سوفت» للبرمجة، إن برامج التعليم عن بُعد شهدت إقبالاً بصورة كبيرة فى الوقت الراهن، فى ظل تفضيل الكثير من المؤسسات والهيئات العمل من المنزل، خوفاً من انتشار فيروس كورونا، لافتاً إلى أن المدارس والجامعات الدولية والخاصة فى مصر من أكثر الهيئات إقبالاً على تلك البرامج.
وأضاف، أن من أكثر البرامج والتطبيقات طلباً فى السوق المصري، التى من شأنها تتيح التواصل بين الطالب والمدرس وولى الأمر، بالإضافة إلى البرامج التى تتيح للمدرس رفع الملفات والعروض التقديمية إلى الطالب، وتُمكن المدرس من استلام التكليفات المطلوبة من الطلاب فى الوقت المحدد له.
وتبلغ قيمة الاشتراك سنوياً حوالى 100 جنيه للطالب الواحد، لافتاً إلى أن من أهم مميزات التعليم عن بُعد أنها تتيح الطالب تسجيل المحاضرة وحفظها ومشاهدتها فى آى وقت، إلا أنه يصعب على المدرس التحكم فى الطلاب خاصة فى أوقات الامتحانات.
وأشار إلى أن الكثير من المدارس الخاصة والدولية فى الوقت الراهن تفضل شراء البرامج و التطبيقات التى تمكنها من إدارة الموارد المالية عن بُعد، وتتراوح قيمة اشتراك هذه البرامج سنوياً ما بين 40 ألف جنيه و50 ألف جنيه، لافتاً إلى أن العميل يأخذ تخفيضاً على الإصدار الجديد للتطبيق حوالى 20%.
وتابع، أن الإقبال على شراء تلك التطبيقات شهد ارتفاعاً خلال الوقت الراهن بنسبة تجاوزت 50%، متوقعاً أن يشهد الإقبال تزايداً فى الأيام المقبلة، فى ظل اتجاه الكثير من الجامعات الدولية إلى التعليم أون لاين، خاصة بعد نجاحه فى الوقت الراهن.
وأوضح أن عدم الاعتراف الحكومى بالشهادات «الأون لاين» التى تمنحها المؤسسات للطلاب، يعد من أبرز المشكلات التى تواجه التعليم «الأونلاين» حالياً، بالإضافة إلى أنه على الرغم من أن قطاع الاتصالات شهد تطور وتحسناً فى الأوقات الأخيرة، فإنَّ البنية التكنولوجية فى مصر تعد ضعيفة فى ظل زيادة تفاعل الأفراد على تطبيقات التواصل عن بُعد، مشدداً على ضرورة تحسينها بنسبة 30%.
«رضا»: 45% ارتفاعاً فى خدمات التعليم أون لاين
وقال محمد رضا، أخصائى تكنولوجيا التعليم والمدير التنفيذى لإحدى شركات التعليم الإبداعي، إن أزمة كورونا دفعت الشركات العالمية ومنها جوجل ومايكروسوفت لتوفير منصات اجتماعية لهم مجانًأ، بينما تعاقدت وزارة التعليم المصرية مع منصة إلكترونية تربط بين الطالب والمدرسة إلكترونياً، وهناك شركات برمجة مصرية أقامت عروضاً مجانية للمهتمين بالتعليم عن بعد مثل فيديوهات إلكترونية لتعليم أولياء الأمور كيفية متابعة المناهج إلكترونياً مع الطلاب، بالإضافة إلى توفير كتب إلكترونية ليحلها الطلاب، ونظام للمدارس للربط بينها وبين الطلاب وأولياء الأمور.
وأضاف أن هناك مواقع إلكترونية أصبحت تقدم كورسات أون لاين مثل «كورسيرا» و«يوديمى» وأهمها منصة «مهارة تك»، وهى أول منصة عربية متخصصة فى تقديم محتوى عربى فى مجال تكنولوجيا المعلومات مجاناً، ويضم الموقع نحو 500 ألف طالب، فضلاً عن موقع «أعمل بيزنس» والذى يهدف لتعليم العلوم الإدارية للطلبة والخريجين.
وأوضح أن إقبال الأشخاص على التعليم الأون لاين ارتفع بنسبة 45% عقب أزمة فيروس كورونا، لافتاً إلى أن خدمات شركات البرمجة فيما يتعلق بالتعليم الأون لاين انقسمت إلى ثلاثة أنواع، النوع الأول كان لديه منتج تعليمى ولكن لم يستطع تسويقه لانخفاض الطلب عليه فأظهر للسوق مرة أخرى لبيعه لقطاع التعليم، والنوع الثانى يتمثل فى الشركات التى كان لديها موقع تعليمى أو لعبة أو فيديوهات تعليمية، وعملت عروضاً عليها لتشجيع العملاء على شرائها، وذلك بخلاف الشركات الصغيرة التى نزلت بمنتج مثل الألعاب التعليمية، وحجز الدروس أون لاين.
وتابع أن هناك شركات برمجة تبيع أنظمة لإدارة التعليم، والتى تبدأ أسعارها من 50 ألف جنيه وتصل إلى 250 ألف جنيه، وتتراوح أسعار الخدمات التى تُقدمها مواقع الدورات التدريبية أون لاين من 500 جنيه وحتى 3 آلاف جنيه، وارتفع حجم المبيعات للمنصات والشركات التى تقدم أنظمة للتعليم عن بعد بنسبة تتراوح من 20% إلى 30%.
وأشار إلى أنه خلال الفترة القادمة على كل المؤسسات التى لها علاقة بالتعليم والتدريب أن تستثمر فى التعليم الإلكتروني، وتسعى لزيادة إنشاء المنصات التعليمية، ونشر ثقافة التعليم عن بعد، لأنه يوفر وقتاً وجهداً وتكلفة، ويساعد على التشاركية والانفتاح، بالإضافة إلى الاهتمام بالبنية التحتية للمدارس والجامعات، واستخدام أدوات تكنولوجية ومنصات حديثة للتعليم.
وقال الدكتور محمد الحلوجى، المدير العام لشركة «أوراتك» لتكنولوجيا البرمجيات، إن عدداً من الشركات لجأت إلى استخدام برامج للتحكم فى اجهزة الكمبيوتر عن بُعد، وذلك لتُتيح لموظفيها إمكانية العمل من المنزل، ومن أبرز تلك البرامج «team viewer» و«Anydesk»، وتسمح للمتصل التحكم فى أجهزة الطرف الآخر شرط أن يعمل على كلا الجهازين فى أى مكان فى العالم، على أن يعطى الطرف الآخر الـID الذى حدده له البرنامج أثناء الإعداد على الجهاز الخاص به، وأيضاً كلمة السر التى تتغير عند فتح البرنامج كل مرة.