%30 ارتفاعا فى قيمة «أمازون» و«نتفلكس» منذ بداية 2020
ساهم عمالقة التكنولوجيا فى دعم انتعاش سوق الأوراق المالية الشرس، من عمليات البيع الناتجة عن تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، متحدية التوقعات التي تفيد أن الانكماش الاقتصادي سيضع حدا لحب المستثمرين للأسهم سريعة النمو ذات الأسعار باهظة الثمن.
وأصبح ما يعرف باسم أسهم «Fang»، المكونة فى الأصل من «فيسبوك» و»أمازون» و»نتفليكس» و»جوجل»، مع وجود «مايكروسوفت» و»آبل» أيضا ضمن هذا المزيج، رمزا لموجة الصعود المدفوعة بالتكنولوجيا الأمريكية بعد الأزمة المالية العالمية لعام 2008.
أوضحت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أن عمالقة التكنولوجيا ساعدوا فى دفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» للارتفاع بنحو %400، من أدنى مستوى له فى عام 2009، بداية عام 2020، تاركين العديد من أسواق الأسهم الأخرى فى أوروبا وآسيا فى مكانة أقل.
كما صعد مؤشر «ناسداك 100» الأكثر توجها نحو التكنولوجيا بأكثر من %700 خلال الفترة ذاتها، وارتفع المقياس الرئيسي، وهو النسبة بين أسعار أسهم الشركات المدرجة فى «ناسداك 100» والأرباح المتوقعة، إلى أكثر من 25 نقطة بداية العام الحالي، مقارنة بمتوسط 10 أعوام الذي يبلغ 19، وفقًا لأرقام منصة «أس أند بي كابيتال آي كيو».
كان العديد من المحللين يتوقعون تراجع الأسهم إلى أدنى مستوياتها عندما يحين موعد الانكماش القادم.
وبدلا من ذلك، أكد القطاع التكنولوجي هيمنته فى عصر فيروس كورونا، إذ ارتفع مؤشر «ناسداك 100» بنسبة %15 فى أبريل الماضي، لينتهي به المطاف فى المنطقة الإيجابية لهذا العام، كما امتدت نسبة أسعار الأسهم إلى الأرباح الآن إلى 28، حيث تراجعت الأرباح ولكن الأسهم سجلت انتعاشا.
وقال كبير الاستراتيجيين في»بيكتت أسيت مانيجمنت»، لوكا باوليني، وهو واحد من المحللين الذين اعتقدوا أن عصر تفوق أسهم التكنولوجيا سينتهي، إن السوق الصاعدة الضيقة مدفوعة بشكل رئيسي بقطاع واحد، وعادة ما يكون هذا هو القطاع الذي يشهد عمليات بيع بشكل أصعب عندما ينتهي هذا العصر، ولكن المثير للاهتمام هو كيف كان هذا الركود صديقا للتكنولوجيا.
وفى ظل مكوث الملايين فى المنزل، أصبحت شركات، مثل عملاق البيع بالتجزئة عبر الإنترنت «أمازون» وخدمة البث عبر الإنترنت «نتفليكس»، رابحة. فكلتا الشركتين ارتفعت قيمتهما بنسبة %30 حتى الآن هذا العام.
وتعتبر شركة تطبيق مؤتمرات الفيديو «زوم» واحدة من الشركات الفائزة أيضا، إذ تضاعفت قيمتها فى عام 2020، كما ارتفع عملاق التكنولوجيا «مايكروسوفت»، الذي استفاد أيضا من ازدهار مكالمات الفيديو، بأكثر من %10.
لكن «جوجل» و»آبل» و»فيسبوك» أصبحت ثابتة تقريبا هذا العام، بعد انخفاض كل منها بأكثر من %30 من أعلى مستوياتها فى فبراير الماضي.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هذا الأمر جزء من اتجاه أوسع نطاقا لشركات أقوى وأقل مديونية تعمل بشكل جيد، حيث يخشى المستثمرون من تأثير الإغلاق الاقتصادي.
وتلاشى الحديث عن إدخال لوائح أكثر صرامة حول الخصوصية والمخاوف بشأن الاحتكارات الرقمية من الأجندة السياسية التي تهيمن عليها أزمة فيروس كورونا، مما أضيف إلى الرياح المعاكسة لقطاع التكنولوجيا.
ونتيجة لذلك، أصبحت أكبر خمس مكونات لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، وهي «مايكروسوفت» و»آبل» و»أمازون» و»ألفابت» المسئولة عن «جوجل» و»فيسبوك»، تمثل الآن خمس القيمة السوقية الإجمالية للمؤشر، وهو رقم قياسي حديث من حيث التركيز- وفقا لمؤسسة «جولدمان ساكس» المصرفية- ويأتي مع مخاطر محتملة للمستثمرين.
وعادة ما تنتهي مثل هذه الارتفاعات المحدودة إما عندما يتجمع المستثمرون فى قادة السوق، ولكنهم يفشلون فى تبرير تقييماتهم المتضخمة، أو عندما يساعد تحسن التوقعات الاقتصادية فى تمكين المتخلفين من اللحاق بالركب.
وساعد انتعاش شهر أبريل أيضا على عودة كبيرة فى أسهم شركات الطاقة الضخمة، إذ راهن المستثمرون على أن بعض الشعور بالتشاؤم المحيط بالصناعة يعتبر أمرا مبالغا فيه.
ورغم انخفاض أسعار البترول الأمريكية لفترة وجيزة إلى المنطقة السلبية الشهر الماضي، إلا أن قطاع الطاقة هو القطاع الأفضل أداء فى سوق الأسهم الأمريكية فى شهر مايو الحالي، بزيادة تقترب من %30.
وانتعشت الأسهم الأوروبية مرة أخرى منذ أسوأ موجة بيع، لكن مؤشر «ستوكس 600» ارتفع بنسبة %6 فقط فى أبريل الماضي، ولكنه لا يزال منخفضا بنسبة %18 خلال العام.
وكان نقص أسهم التكنولوجيا الضخم فى المنطقة يشكل عبئا. لكن الشركات ذات الوزن الثقيل فى المؤشر، مثل «لوريال» و»نستله»، أصبحت الآن ثابتة تقريبا لهذا العام، بعد أن تجاوزت الجزء الأول من الأزمة، كما استطاعت شركة «هوفمان-لا روش» السويسرية للرعاية الصحية جني %8 بفضل خبرتها فى الاختبار.
وتقول الصحيفة إن بعض الفائزين فى سوق الأوراق المالية فى عصر «كوفيد – 19» ربما يستمر انتعاشهم عند انحسار الأزمة، حيث يسرع تفشي الوباء الاتجاهات الحالية، مثل الوسائط المتدفقة والتسوق عبر شبكات الإنترنت.
ولكن فى بعض الحالات، يقول المحللون إن التقييمات المرتفعة ستشكل خطرا إذا فشل النمو فى تبرير ثقة المستثمرين.
ومع ذلك، يظل السؤال الأهم يدور حول ما إذا كان انتعاش سوق الأسهم العالمية مستداما أو أنه مجرد انتعاش مؤقت- إن كان قويا- نتج عن حزم التحفيز الحكومية، المقدمة من البنك المركزي والحكومة، التي ستتلاشى مع نشوب دمار اقتصادى ناتج عن الفيروس.