خيمت تبعات جائحة« كورونا» على أسواق الأعلاف منذ بدايتها، وتفاقمت حدتها فى الآونة الأخيرة، ما أضر بالمتعاملين، وغير كثيرًا من آليات العمل على مستوى الشركات والتجار.
وتسبب إغلاق المطاعم والفنادق والمدن الجامعية والأندية وإلغاء موائد الرحمن الرمضانية، فى انهيار الطلب على الدواجن، ما تسبب بدوره فى خفض طلب مزارع الدواجن على الأعلاف، وهى بمثابة «كبار المستهلكين» فى القطاع.
قال ياسر النجار، تاجر أعلاف، إن المبيعات تمر بأزمة الفترة الحالية، لأن تراجع استهلاك الدواجن فى ظل تدابير مكافحة فيروس كورونا، كان له تبعات سيئة على السوق، خصوصاً مع توقف المطاعم والقطاع السياحى بالكامل.
وأوضح أن أغلب المصانع علقت العمل بنظام الآجل، وتطالب العملاء بالسداد الفورى للحمولات الجديدة، مع الالتزام بسداد الأقساط المتأخرة من الشحنات السابقة. وبعض التجار ارتفعت مديونياتهم لدى المصانع بصورة كبيرة، والبعض الآخر توقف عن العمل.
أضاف النجار أن بعض المصانع، لجات إلى إنشاء إدارات استعلام عن العملاء الجدد، لتوضيح الرؤية أمام قسم المبيعات حول ما إذا كانت ستتعامل الشركة مع العميل أم لا، بحسب القدرة المالية والسمعة فى السوق.
وتابع: «المصانع تسأل التجار القدامى فى السوق عن التجار الجدد.. والسؤال الأول يكون عن مدى الالتزام فى التعامل مع المصانع الأخرى، وأيضاً عن المستهلكين من المزارع».
أضاف أن مندوبى البيع لدى الشركات يتحدون الفترة الحالية، للعمل مع العملاء الملتزمين فى السداد، حتى وإن تواجدت فرص البيع بالآجل وبقيم كبيرة قد ترفع من التشغيل.. لكن الأهم حالياً هو تصريف الإنتاج وفقاً للمتاح من السيولة.
وكشف النجار، أن المصانع لم تتراجع عن البيع بالآجل بسبب كورونا فقط، وإنما أيضاً بسبب ممارسات بعض التجار الفترة الأخيرة والتى أضرت بالشركات، مثل حرق الأسعار الذى يضرب السوق بالكامل، بخلاف خسائر المصانع.
وأوضح أن منتجات عدة يتم تسويقها بأسعار أقل من أرض المصنع بنحو 1000 جنيه فى الطن، وفى بعض المناطق قد تزيد، ما اضر بمصالح الشركات، وراكم مديونيات كبيرة لها عند التجار دون تحصيل. والربح حاليا فى السوق ضعيف، إذ إن المعروض يفوق القوى الشرائية، ما ينشر سياسة حرق الأسعار لتسييل البضائع.
قال النجار، إن نسبة من مربى الدواجن تخارجت من السوق بصورة مؤقتة فى موسم الشتاء الماضى وهو ما يحدث كل عام، تخوفاً من ارتفاع حالات النفوق وتكبد خسائر مالية كبيرة، خصوصاً فى المزارع التى تعمل بالنظام المفتوح، أو غير المؤهلة جيدًا لحماية القطعان من برودة الموسم.
واعتبر محمد مصطفى، صاحب مصنع أعلاف، السوق فى مرحلة ثبات حالياً، على مستوى أسعار المنتج النهائى، مضيفاً أن تجار الخامات يتحكمون فى السوق بصورة كبيرة.
وأوضح أن تجار الخامات يسحبون الأسعار نحو الزيادة على مراحل عدة، وبقيم صغيرة. وحال قبولها من جانب العملاء تتم زيادتها بشكل متوال، إذ تطرأ زيادات قياسية فى بعض الأحيان تربك جميع حسابات التكلفة، وإن لم يقبلها السوق يتراجع تجار الخامات عنها تلقائياً.
أكد مصطفى أن أسعار الأعلاف حالياً ليست مرتفعة مقارنة بالعام الماضي.. لكنها مرتفعة كثيراً بالنسبة لوضع السوق نفسه. كما أن تأثيرات فيروس كورونا على عملية التصنيع محدودة، خصوصاً مع استمرار حركة الشحن فى الموانئ العالمية بصورة شبه طبيعية على مستوى البضائع الرئيسية.
أضاف أن التأثيرات السلبية من تبعات فيروس كورونا على الصناعة لم تظهر بعد، وعمليات الإنتاج تسير بصورة طبيعية حالياً، لكن الأزمة الأكبر جاءت على مستوى المبيعات. فقد حدث توقف جزئى بسوق الدواجن، وبالتالى سوق الأعلاف، إذ إنه مع انتشار فيروس كورونا واتخاذ تدابير المكافحة، توقفت قطاعات السياحة والترفيه والمطاعم والوجبات السريعة والمؤتمرات والحفلات الخاصة.
أيضاً توقفت المدارس والجامعات والمدن الجامعية عن سحب الكميات المتعاقد عليها مع الشركات، وكذلك موائد الرحمن فى موسم رمضان، وبالتالى حدثت قفزة فى المعروض أمام الطلب.
أوضح مصطفى، أن تعطل تلك الشريحة وخروجها من دائرة الاستهلاك أثر على سوق الدواجن سلباً، إذ تخارجت مزارع عدة من السوق، وبالتالى ضعفت المبيعات مما أثر على قرارات التجار والوسطاء بشأن استمرار العمل لحين انضباط الأوضاع مرة أخرى.
ولفت إلى أن كثيراً من المصانع لها مستحقات مالية فى السوق لن تستطيع الحصول عليها الفترة الحالية،