ليس سهلا أن تقنع رجلا عاديا في الشارع بأن كرة القدم هي استثمار، وأنها مصدر للدخل للقومي، ويمكن مضاعفة عوائدها إذا تم التخطيط لذلك بشكل أفضل مع محاكاة التجارب الناجحة عالميا.
فالصورة الذهنية المحفورة في عقول عدد لا بأس به من الناس في مصر، أن لاعبي الكرة يحصلون على ملايين الجنيهات، ومن الأولى أن يذهب ذلك لمن يخدمون البشرية في مختلف المجالات – من وجهة نظرهم-، لكن ذلك غير صحيح، فاتحاد الكرة المصري الوحيد الذي لا يحصل على دعم من الدولة، وكذلك الحال بالنسبة للأندية الكبرى.
يسهم في ترسيخ هذا الرأي صعوبة الحصول على المعلومات الخاصة بالتعاملات المالية للأندية والاتحاد، والتي يرى المسؤولون أن مجرد السؤال عنها، سببه سوء نية مبيت من الصحفي، يضعه دائمًا في خانة المغضوب عليهم لدى مسؤولى الأندية .
ما مصادر دخل الأندية الكبرى في العالم؟
شركة “ديلويت” المتخصصة في حسابات إيرادات الأندية الكروية الكبرى، أعدت قائمة لأغنى الأندية في العالم في 2020، تصدرها نادي برشلونة الإسباني بإيرادات بلغت 840 مليون يورو، ثم ريال مدريد 757 مليون يورو، ومانشستر يونايتد 711.5 مليون يورو، وبايرن ميونيخ 660 مليون يورو، وباريس سان جيرمان 636 مليون يورو.
العوائد تنقسم ما بين حقوق النقل التليفزيوني، وتذاكر المباريات، والجوائز النقدية للمشاركة والفوز بالبطولات، وبيع اللاعبين، وبيع الحقوق التجارية، وتسويق المنتجات التجارية.
كيف تحصل الأندية في مصر على عوائدها؟
في مصر تبدو الأمور مختلفة بعض الشيء، من حيث الحرص الشديد على سرية الإيرادات والمصروفات، لكن في النهاية لابد للجميع من كشف أوراقه أمام الجمعية العمومية من خلال الموازنة المالية في كل عام، ومن خلالها يمكن التعرف على العوائد التي تدخل للأندية عن طريق كرة القدم.
فعلى سبيل المثال بلغت إيرادات النادي الأهلي 378.2 مليون جنيه عن العام المالي 2018/2019 ، و305.5 مليون جنيه بالنسبة للزمالك، و288.6 مليون جنيه إيرادات اتحاد الكرة عن نفس المدة، وحتى وإن قلت نسبة الايرادات عن المصروفات، لكن رسوم الاشتراكات والعضوية جعلت الأهلي والزمالك يحققان فائض في الميزانية.
مصادر الإيرادات كانت الحقوق التليفزيونية والتجارية وبيع اللاعبين وعوائد البطولات والاكاديميات وبيع تذاكر مباريات البطولة الأفريقية.
هل تستفيد الدولة من كرة القدم؟
لا يمكن تحديد قيمة ما تسهم به كرة القدم في مصر في الدخل القومي، مثل البرازيل التي تسهم كرة القدم فيها بقيمة 5% من الدخل القومي، لكن الدولة تستفيد بنسبة 22.5% ضرائب من عقود اللاعبين، وبحسب القانون الذي تم طرحه على مجلس النواب هناك نسبة قد تصل إلى 10% من قيمة العقود رسم تنمية ستستفيد بها خزينة الدولة، بخلاف الاستفادات غير المباشرة من توفير لفرص العمل للمهن المرتبطة بالقطاع، وتشغيل للبنية التحتية المختلفة، فما انفقه الأهلي على كرة القدم بحسب آخر ميزانية له 473.25 مليون جنيه، بينما بلغت في الزمالك 348 مليون جنيه، من مرتبات وأجور ومكافآت وحوافز للاعبين والإداريين، وكذلك ملابس وأدوات إقامة وسفر وتغذية ومصروفات طبية، وكل ذلك له الاستثمارات الخاصة به.