سلطت أزمة جائحة كورونا، الضوء على أهمية قطاع المستلزمات الطبية فى مصر، خصوصاً فى ظل استعداد الحكومة مبكراً لمواجهة الفيروس من خلال تجهيز مستشفيات العزل والحجر الصحى وتوفير احتياجات السوق.
قال أمجد خلف، رئيس مجلس إدارة شركة انتبلانت المتخصصة فى صناعة المستلزمات الطبية، إن الأزمة سلطت الضوء على أهمية القطاع، وفتحت له فرصاً استثمارية عديدة. ولكن تشابك القوانين، سيجعل المستفيد الأبرز من هذه الفرص هو السوق السوداء.
أضاف لـ«البورصة»، أن قانون هيئة الدواء الجديد، يحتاج لإعادة نظر فيما يخص قطاع المستلزمات الطبية، نظراً إلى عدم تماشيه مع التعريفات الدولية، والخلط بين قطاع المستلزمات الطبية وقطاع التصنيع الدوائى رغم الاختلافات الجوهرية بينهما.
وتابع: «يجب تدخل الحكومة لحل تلك الأزمة، وتعديل القانون بما يتوافق مع النظم العالمية. فمصر قادرة على أن تكون مركزاً لهذه الصناعات، وأمامها فرصة تصديرية لأوروبا وأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط.. فقط بعض التيسيرات قادرة على دفع القطاع كله للأمام».
وقال عماد لويس، رئيس مجلس إدارة شركة ميراكل لصناعة المستلزمات الطبية، إنَّ القطاع يمتلك فرصاً تصديرية مهمة وهائلة، نظرا لارتفاع الطلب العالمي. كما أن مصر من الدول التى لديها مؤهلات قوية فى مجال المستلزمات الطبية، سواء مصانع أو عمالة.
وأوضح لـ«البورصة»، أن زيادة الصادرات ستتطلب ضخ استثمارات توسعية للمصانع القائمة بالفعل، وتنويع أنشطة الشركات، وهو أمر سهل بالنسبة للسوق المصرى الذى يمتلك بنية قوية وعمالة كثيفة.
وطالب موظفى الجهات الحكومة، بالمرونة فى التعامل مع الصناعة، حتى لا يتم استخدام القرارات الحكومية بطريقة خاطئة تضر الصناعة. وتابع: «عدم الفهم الصحيح للقرارات هو العقبة الأكبر أمام المصنعين والمنتجات».
وطالب عصام هلال، رئيس مجلس ادارة شركة «اورثوميد اى للمستلزمات الطبية» بفرض رقابة مشددة على القطاع لحمايته من المصانع العاملة خارج المنظومة الرسمية، والتى تضر الصناعة المصرية بشكل عام والصناعات الطبية بشكل خاص.
أضاف أن السوق غير الرسمى بقطاع المستلزمات الطبية يؤثر سلباً على الشركات ويعيق عملية تطور القطاع، موضحاً أن التسهيلات التى أقرتها الحكومة خلال الفترة الاخيرة، أمر إيجابى، ولها آثار جيدة على الصناعة والاستثمار، خصوصاً أن المصانع المحلية تغطى احتياجات السوق المصرى من المستلزمات الطبية.
وتلك التسهيلات من شأنها أن تدعم التصنيع المحلى للمستلزمات الطبية خلال الفترة المقبلة.
ولفت هلال إلى أن مصر سيكون لها شأن كبير بعد انتهاء أزمة كورونا، وسينظر العالم الى الدولة المصرية نظرة مختلفة، مؤكداً الدور المهم الذى تلعبه مصر عالمياً من خلال تصدير بعض المستلزمات الطبية إلى دول أخرى خلال الأزمة.
وأشار إلى أن أزمة فيروس كورونا أظهرت إدارة الحكومة المصرية للأزمة بشكل جيد، وتوفيرها الاحتياجات اللازمة من المستلزمات لمواجهة الفيروس.
وطالب هلال، بمبادرة من الحكومة لدعم تصنيع الاجهزة الطبية مثل أجهزة التنفس الصناعى بدلاً من الاعتماد على استيرادها، وتوفير جميع التسهيلات لتحقيق الاكتفاء الذاتى من تلك الأجهزة الحديثة.
وتستعد «اورثوميد إى»، حالياً، بتوفير جميع المواد الخام اللازمة من مختلف الدول لإنتاج مستلزمات جراحات العظام للاستعداد لمرحلة ما بعد أزمة كورونا والتعايش عالمياً مع الفيروس.
وقال عبداللطيف محمد، المدير التنفيذى لشركة غليونجى للأجهزة وللمستلزمات الطبية، إن أزمة كورونا ألقت الضوء على قطاع المستلزمات الطبية، بسبب دوره المؤثر فى مواجهة الفيروس.
ورغم رفع الصين، أسعار بعض الاجهزة والمستلزمات الطبية نتيجة زيادة الطلب عليها بسبب كورونا، فإنَّ بعض المنتجات التى تحقق مصر فيها الاكتفاء الذاتى.
ومن المتوقع أن يكون قطاع الأجهزة والمستلزمات الطبية جاذباً للاستثمار خلال الفترة المقبلة بعد انتهاء فيروس كورونا، فى ظل رغبة بعض الشركات الأجنبية التى تقوم بالتصنيع فى الصين، للبحث عن اسواق جديدة للتصنيع، وتعد مصر قبلة جيدة للمستثمرين.
أشار الى أن مصر تتمتع بموقع جغرافى مميز يجعلها بوابة للقارة الأفريقية، بجانب توافر العمالة الجيدة والقوانين الاقتصادية العامة التى تدعم الاستثمار.
وتابع أن مصر تعتمد فى بعض المستلزمات الطبية على الاستيراد ويجب دعم الصناعة المصرية لتحقيق الاكتفاء الذاتى.
وطالب «عبداللطيف» بتحديد شعبة معينة مختصة بصناعة الأجهزة والمستلزمات الطبية، وضرورة الاعتماد والتعاون مع الجامعات المصرية لتطوير المنتجات وإيجاد مواصفات مصرية مناسبة للسوق.
ولفت إلى أن صناعة المستلزمات الطبية فى حاجة الى توافر أراض صناعية مجهزة ومتخصصة فى تلك الصناعة، بجانب توفير الدعم الفنى اللازم للمصانع مما يدعم الصناعات المغذية لتوفير مدخلات الإنتاج محلياً.