أظهرت المؤشرات المبكرة لصادرات السعودية من البترول الخام لشهر مايو، أن التخفيضات التاريخية فى الإنتاج لم تؤد إلا إلى تقليص قليل من تدفقات البترول السعودى إلى الصين، التى بدأت فى التعافى مؤخراً من تفشى جائحة فيروس “كورونا” المميت.
ووصلت التدفقات السعودية إلى الدولة الآسيوية ما يقرب من 2.1 مليون برميل يومياً حتى 28 مايو الجارى، وهو رقم ربما يرتفع فى الأيام المقبلة، وفقاً لما أظهرته بيانات تتبع الناقلات، وهو ما يقارن بـ2.3 مليون برميل المسجلة فى أبريل، وهو أعلى مستوى منذ بداية عام 2017، عندما بدأت وكالة أنباء “بلومبرج” فى تتبع الشحنات.
وأشارت “بلومبرج” إلى أن هذه المرة هى المرة الثالثة فقط خلال تلك الفترة، التى يتجاوز فيها متوسط الصادرات اليومية إلى الصين حاجز الـ2 مليون برميل.
وعلى النقيض من ذلك، انخفض إجمالى شحنات البترول الخام السعودى إلى نحو 6.6 مليون برميل يومياً هذا الشهر بعد أن وصلت إلى 9.3 مليون برميل فى أبريل الماضى، وهى أيضا أعلى حجم مسجل فى 3 أعوام على الأقل، ولكن أحجام الشهر الماضى تعتبر حالة شاذة نتيجة حرب الأسعار، كما أن صادرات مايو أقرب بكثير للمتوسط فى السنوات الأخيرة.
وتقود السعودية مجهودا دوليا غير مسبوق لخفض الإنتاج العالمى بأكثر من 10% للمساعدة فى التخلص من تخمة المعروض الناتجة عن تأثير الوباء على الطلب على البترول، ولكن قبل الموافقة على هذه القيود، خفضت السعودية أسعار البيع إلى أدنى مستوى لها منذ عقود.
وأشارت “بلومبرج” أيضاً إلى تراجع الشحنات السعودية المتجهة إلى الولايات المتحدة والهند فى مايو، فبعد أن أرسلت السعودية ما يقرب من 1.3 مليون برميل يومياً إلى الولايات المتحدة فى الشهر الماضى، انخفضت التدفقات هذا الشهر إلى نحو 570 ألف برميل يومياً، على الرغم من إمكانية ارتفاع هذا الرقم فى ظل عدم إيضاح العديد من السفن وجهاتها النهائية.
وتراجعت صادرات الخام السعودى إلى الهند، أقرب سوق رئيسى لها، بنسبة 50% تقريبا لتصل إلى 560 ألف برميل يومياً فى مايو الحالى، مقارنة بالشهر الماضى، حيث ارتفعت الشحنات السعودية مع تفوق البلاد على المصدرين الآخرين فى التوجه إلى الدولة الواقعة فى جنوب آسيا.