على مدى العشرة أعوام الماضية، نمت شركة “إيرباص” من صانع طائرات أوروبي يقتصر عمله على إنتاج محلي بحت إلى شركة تصنيع عالمية تمتلك خطوط تجميع في ثلاث قارات تمنحها المزيد من النفوذ للفوز بالطلبيات في جميع أنحاء العالم.
وتقول وكالة بلومبرج أن الشركة تشعر الآن بأن هذا الاتساع في المجال بدأ يتحول من أصل إلى عبء، مع دخول صناعة الطيران في أكبر تباطؤ لها على الإطلاق.
ونقلت الوكالة عن أشخاص مطلعين على الأمر إن الإدارة العليا اجتمعت، في مؤتمر هاتفي في 5 يونيو، لمناقشة مدى استجابة الشركة لهذه الأزمة الراهنة.
وفي هذا الصدد، حذر جيوم فوري، الرئيس التنفيذي لـ “إيرباص”، من ضرورة اتجاه الشركة إلى خفض عدد الموظفين نظرا لمعاناتها من نزيف الأموال، خاصة أن “إيرباص” لم تحصل على أي طلبيات جديدة، كما أنها قامت بتسليم 24 طائرة فقط في شهر مايو.
وأوضحت وكالة أنباء “بلومبرج” أن “إيرباص” خفضت بالفعل أهدافها الإنتاجية، حتى تستطيع التكيف مع الواقع الجديد في أعقاب فرض قيود على السفر العالمي منذ منتصف مارس الماضي.
ولكن مع تحذير شركات الطيران من أن الانتعاش لن يكون وشيكا، يواجه المصنعون سؤالا صعبا حول ما إذا كانت هناك حاجة إلى إجراء تخفيضات أعمق، وأي جزء بالتحديد يجب أن يسقط عليه الفأس أولا.
وأوضح ساش توسا، المحلل في “إيجانسي بارتنرز” في لندن، أن “إيرباص” بحاجة إلى اتخاذ قرار بشأن حجم نظام الإنتاج الذي يرغبون في توافقه مع المستوى الجديد من الطلب، مشيرا إلى أن القضية الكبرى ستدور حول ما إذا كانت الشركة قادرة على تحمل رفاهية الإنتاج في خمس دول مختلفة.
وتعتبر إمكانية حفاظ “إيرباص” على شبكتها العالمية أمرا مكلفا، حيث يتم شحن أجزاء الطائرات من مواقع في جميع أنحاء أوروبا، مثل إمكانية الحصول على أجنحة الطائرات من المملكة المتحدة وأجزاء من هيكل الطائرة من فرنسا وألمانيا، فهي آلية عالمية مضبوطة بدقة تميز “إيرباص” عن منافسها الأمريكي “بوينج”، الذي يمتلك خطوط تجميع محلية في الولايات المتحدة.