عبد الجواد: فدان البنجر يحتاج 4 كيلو جرامات من البذور
يعد انضمام مصر للاتفاقية اﻟدوﻟﻴﺔ ﻟﺤﻤاﻴﺔ اﻷﺼﻨﺎف اﻟﻨﺒﺎﺘﻴﺔ اﻟﺠدﻴدة ضمن اتحاد”يوبوف”، داعمًا لعملية إنتاج بذور محصول البنجر فى مصر خلال السنوات المقبلة، مع ظهور نتائج الأبحاث القديمة تخوفًا من سرقتها كما حدث قبل ذلك مع مصر فى حالات عدة، ومنها القطن والملوخية.
قالت وزارة الزراعة الأمريكية، إن مصر لا تُنتج بذور البنجر، إذ تتطلب زراعتها شروطا بيئية ومناخية خاصة لا تستطيع توفيرها.
فالبذور تحتاج للتخزين فى عبوات لمدة 3 أشهر عند درجة حرارة 8 مئوية فى ضوء النهار لمدد تتراوح بين 16-18 ساعة يوميًا.
ونتيجة لذلك تعتمد مصر على توفير البذور عبر الاستيراد من 5 دول هى ألمانيا، والدنمارك، وهولندا، وفرنسا والسويد.
وتوزع وزارة الزراعة كل موسم أصنافًا متنوعة من البذور تتراوح أعدادها بين 20-30 نوعا.
وكشفت الدراسة، أن مصر تعتمد على أصناف كثيرة من البذور، تخوفًا من أن الاعتماد على صنف أو اثنين فقط قد يعرض الإنتاج للفشل بسبب ارتفاع قابلية النوع الواحد للإجهاد الحيوى أو غير الحيوى.
من جانبها ، نفذت الحكومة المصرية برنامجًا بالتعاون مع وزارة الزراعة الأمريكية لاختيار الأصناف من بذور بنجر السكر التى تتناسب مع بيئة الزراعة المصرية، من خلال معهد أبحاث السكر المصرى (كلية تكنولوجيا صناعة السكر والصناعات التكاملية- مسمى حديث).
وتم اختبار وتقييم 22 صنفا من بنجر السكر الأمريكي لتحمل الإجهاد الحرارى فى العام المالى 2016-2017، ويواصل معهد بحوث السكر فى مصر إجراء تجارب لإنتاج بذور بنجر السكر من 7 أصناف أمريكية لإنتاجها محليًا.
وهذا العام توصل معهد بحوث السكر المصرى إلى نتائج جيدة لصنفين من الأصناف الـ7 الأمريكية، بالنسبة لتحمل الحرارة، وتوافقت مع شروط الحراة اللازمة للإنتاج.
قال فريد واصل، نقيب الفلاحين والمنتجين الزراعيين، إن انضمام مصر لليوبوف سيشجع على إنتاج بذور مصرية، والعديد من أستاذة البحث العلمى حققوا نتائج إيجابية فى هذا الصدد، لكنهم لم يعلنوا عنها تخوفًا من سرقتها عبر دول أخرى كما حدث مع القطن والملوخية.
أوضح واصل، أن الولايات المتحدة حصلت على البذور المصرية للقطن بطرق غير مشروعة ونسبتها لنفسها تحت مسميات أخرى، واليابان فعلت الأمر نفسه مع الملوخية ونسبتها لنفسها.
أضاف:” أثناء مناقشات الانضمام للاتحاد الدولي لحماية الأصناف النباتية اليوبوف، مع مجلس الوزراء تقدم العديد من أستاذة البحث العلمى بدراسات واقعية عن البذور المنتجة محليًا والتى قدمت نتائج إيجابية أثناء تجرتها فى منطقة توشكى، وأثناء سؤالهم عن سبب عدم الإفصاح عنها، تعللوا بالتخوف من السرقة”.
وقال مصطفى عبدالجواد، رئيس مجلس إدارة مجلس المحاصيل السكرية، إن النتيجة الفعلية يجب أن تكون على أرض الواقع بإنتاج البذور وتوزيعها على الفلاحين. ولم يحدث ذلك بعد، رغم مرور أكثر من 30 عاما على التجارب.
أوضح أن مصر تستورد كميات من بذور البنجر متعددة الأجنة بين 2000 و2500 طن سنويًا، بخلاف كميات من البذور أحادية الأجنة بين 30 و40 ألف وحدة مونجيرم.
وقدر عبدالجواد، سعر البذور متعددة الأجنة بـ 200 جنيه للكيلو، وبحتاج الفدان لـ4 كيلو جرامات تقريبًا للزراعة، في حين قدر سعر وحدة المونجيرم بـ200 يورو، وتكفى الوحدة لزراعة 1.5 فدان.
أما وزارة الزراعة الأمريكية، فقدرت نمو إجمالى مساحات البنجر خلال الموسم الحالى عند 250 ألف هكتار (617.76 ألف فدان)، بارتفاع 25 ألف هكتار أو (61.77 ألف فدان)، تمثل 11% من إجمالى مساحات العام الماضى.
أوضحت الوزارة أن التقديرات تُشير إلى نمو مساحات البنجر العام المالى المقبل بواقع 5000 هكتار أو (12.35 ألف فدان)، لتصعد إلى 255 ألف هكتار أو (630 ألف فدان)، ولترتفع الإنتاجية العامة إلى 10.9 مليون طن بنمو 2% عن تقديرات إنتاج العام المالى الحالى.
أضافت أن أسعار توريد محصول البنجر، ارتفعت بشكل كبير خلال السنوات الـ10 الأخيرة، وقد زادت فى الموسم قبل الأخير بنحو 40% تقريبًا، إذ بلغ متوسط قيمة توريد الأصناف المبكرة 700 جنيه للطن أو (44.44 دولار للطن)، تضم علاوة التبكير وارتفاع نسبة السكر.
قالت الوزارة، إن المصانع تحدد قيمة علاوة التبكير ونسبة السكر فوق السعر الرسمى بشكل منفرد، فى حين تدنت أسعار توريد الاصناف المتأخرة إلى 500 جنيه للطن أو (31.7 دولار للطن).
وكانت أسعار التوريد فى العام المالى 2016/ 2017 متدنية إلى حد كبير، إذ بلغت وقتها 400 جنيه للطن، وكانت ثابته منذ العام المالى 2011-2012، والأسعار قبل هذا العام كانت مستقرة عند 275 جنيهًا للطن منذ 2009، والتوقعات الأخيرة تُشير إلى إبقاء الحكومة على أسعار الموسم الماضى فى الموسم المقبل، وستبلغ فى المتوسط 620 جنيهًا للطن.
وتزرع مصر بنجر السكر فى أغسطس وسبتمبر من كل عام، على أن يكون الحصاد فى مارس وأبريل من العام التالى له، وأغلب زراعات المحصول تكون لدى مزارعين يتعاقدون مع مصانع التكرير مباشرة.
كما أن بعض المساحات تزرعها المصانع العاملة بالقطاع الخاص فى مصر، ولكنها مؤجرة من الحكومة بصورة سنوية أو بحق الإنتفاع، وتتركز أغلب مساحات البنجر فى منطقة الدلتا، مع زراعة مساحات متفرقة فى منطقة الصعيد، أغلبها فى محافظة المنيا ومنطقة توشكى.
وقدر التقرير، إنتاجية هكتار البنجر فى مصر بنحو 42.4 طن، أو (18.7 طن للفدان)، وقال إن تركيز السكر فى البنجر يتراوح بين 13 و18% للطن، وهو أعلى من القصب بنسبة كبيرة، والذى يستقر عند 11% فى المتوسط، كما أن مخلفات البنجر تستهلك كأعلاف للحيوانات، فى حين تستخدم مخلفات القصب تستخدم فى إنتاج الورق.