أما وقد أُذن لك بالرحيل مُختبراً فى صبرك وإيمانك فيما كتبه الله لك وامتحن به جسدك. فلتهدأ روحك الآن واجلس جِلستك الشهيرة مُتكأً على إحدى ذراعيك وشاهد واستمع، ولكن فى تلك المرة ليس إلى شاشتك الحبيبة بلونها الأخضر ولا إلى صوت جرس بدء الجلسة.
اليوم وأنت فى رحاب السكينة والسلام تسمع وتشاهد ثمار صنيعك وعملك وقد آتت أُكلها بالخير كله إليك.. فأبشر.
لا أزعم أنى كنت من دائرة أصدقائك المقربين، ولكنى مثل غيرى كثير جمعتنا وتقاطعتنا المواقف إما بحكم المهنة والعمل والاهتمامات أو بأعزاء مشتركين جلسنا سوياً بقربهم.
يرثيك اليوم أصدقاؤك وأهلك ومحبوك، وهم بك أحق من غيرهم فلديهم وفرة من صفحات دفتر أحوال المُحسن.
ولكن اعلم أيضاً أن من يجلس بعيداً يرى من زاويا عديدة، لذا فإننى وغيرى ممن لم نكن بقربك على الدوام لم نلمس منك إلا طيب المعاملة وسمح الخُلق وهدوء الطبع فى أوج ما قد نكون فيه نختلف.
دعوات وصلاوات وأمنيات كلها بالخير كله إليك تشكر لك ودك وحلمك وحُسن اتصالك ووصالك.
بقلم: مصطفى موسى
محامٍ