لم تمض سوى ساعات قليلة منذ أن تفاجأنا بخبر وعكته الصحية حتى فارق عالمنا تاركا وراءه سيرة عطرة يعرفها حق المعرفة القاصى والدانى.
إنه الصديق والأخ والحبيب محسن عادل الذى لم نر منه سوى الخير قولاً وفعلاً الذى أفجع الجميع خبر وفاته السريع كما هو حال طبيعته الشخصية، فهو سريع الحركة لا يكل ولا يمل، وكأنه كان يشعر بقرب خبر وفاته فعمل بكل ما أوتى من قوة لإنجاز ويصل إلى ما يصبو إليه قدر المستطاع.
اسمح لى القارئ الكريم مشكوراً، أن أقص عليك بعضاً من السمات الشخصية التى حباها الله عز وجل للمرحوم بإذن الله تعالى محسن عادل، وبعضاً من السمات المهنية التى اكتسبها الراحل واستثمر فيها وتميز بها عن غيره، ومواقف لا يعلمها إلا أنا والراحل، لكن حقه وهو ليس فى عالمنا الآن فى «دار القرار، دار الحق» أن نذكرها علها تجلب له دعوات أكثر تشفع له عند المليك المقتدر.
أما السمات الشخصية والتى تحتاج مساحة كبيرة لذكرها لكن سأكتفى فقط بثلاث سمات شخصية:
1- جابر الخواطر:
كان الراحل ينقب عن صاحب أى استغاثة وسرعان ما يتأكد من أحقيته ليقدم كل أوجه المساعدة قدر المستطاع، وإن لم يستطع، فبكلمة طيبة.
2- كريم:
تمتع الراحل بسمة الكرم فلم يبخل أبداً على أى من يطرق بابه بل كان يبادر لعرض خدماته.
3- سباق فى عّمل الخير:
لم يتوقف محسن يوماً عن عمل الخير ومساعدة واغاثة أى محتاج، بل كان يشرك الزملاء معه فى عمل هذا الخير لتكتب لهم أيضاً.
أما عن السمات المهنية فلقد تزاملنا خلال فترة عمل الراحل نائباً لرئيس البورصة المصرية، اسمحوا لى أن أذكر منها 3 سمات:
1- حلال المشاكل:
ميَّز المولى عز وجل الراحل محسن بالعمل دون كلل ولا ملل على حل مشكلات العمل اليومية، ولا ننسى جميعاً الورقة التى كان يحملها محسن فى يده ويكتب بها كل ما يريد عمله كل يوم.
2- دؤوب فى العمل:
كان الراحل محسن يعمل بشكل دؤوب مع الجميع بكثير من التفانى والنزاهة والإخلاص والجد، وتغليب مصلحة العمل على المصلحة الشخصية.
3- متشعب المصادر:
نجح الراحل محسن بفضل من المولى عز وجل أن يبنى شبكة واسعة من العلاقات مع جميع مؤسسات الدولة، فكان يدهشك بقوة وحجم علاقاته والتى يبنى عليها لحل المشاكل.. وفِى الختام استأذن القارئ الكريم فى كشف النقاب عن موقفين إنسانيين، الأول كان محسن يتابع كعادته الصحف اليومية للتنقيب عن الاستغاثات فوجد حالة لشخص عفانا الله جميعاً فى حالة احتياج سرعان ما أرسل من يتأكد من صدق الكلام وتشاركنا فى هذا العمل. ويتبين أن هذا الأمر اعتيادى بالنسبة له بعد ذلك.
وموقف آخر لأحد الأشخاص طالب سلفة تعينه على تعليم ابنته فما كان من محسن سوى الموافقة على المشاركة دون تردد فور معرفته بالحالة، وغيرها من المواقف الكثيرة، فقد كان دائماً سباقاً.
وفِى الختام، أسأل الله أن يتغمد الراحل الأستاذ محسن عادل بواسع رحمته وأن يسكنه الفردوس الأعلى، ونسأل المولى عز وجل أن يشفع فيه عمله الطيب واجتهاده وسعيه الدؤوب ويصبر أهله وبالأخص زوجته ووالدته على الفراق.
بقلم: محمد فريد صالح؛ رئيس مجلس إدارة البورصة المصرية.