«كله عشان مصر»، تلك الكلمة التى كان دائما ما يرددها حين ألومه أو أنصحه بعدم إجهاد نفسه فى العمل حفاظا على صحته وهو الذى يعانى من بعض الأمراض المزمنة، فكان يباغتنى بتلك الكلمة على سبيل الدعابة، وادإن كنت أعلم أنه يعنيها تماما حتى وهو يرددها بصوته المرتفع وابتسامته التى لم تفارق وجهه يوما.
رحيل محسن عادل جاء «كالصدمة» على مجتمع سوق المال وكافة الأوساط الاقتصادية فى مصر، فأنا شخصيا فى حالة صدمة وذهول منذ الأربعاء الماضى حين بلغنى خبر وفاة اخى وصديقى وحبيبى محسن عادل.
فكل من عرف محسن عن قرب وتعامل معه، يعلم تماما تلك الحالة التى أصابتنا جميعا، وحتما مر ومازال يمر بها حتى اليوم
محسن عادل كان صديقا للكل، حبيبا للجميع، كلماته وأخلاقه وصفاته يشهد بها الكافة، لم يتأخر يوما عن أحد، لم يتوان عن مساعدة احد، كان على استعداد لتقديم الدعم والمساعدة دون كلل أو ملل، لا أتذكر أن لجأت له يوما وخذلنى، سواء فى بداية تعارفنا منذ خمسة عشر عاما او حتى أيام قليلة مضت !
وأذكر فى الأيام الأخيرة تواصلت معه عبر الرسائل القصيرة، فجاء رده مفاجئا!، «انا زعلان منك» وذلك على خلفية سوء تفاهم بسيط حدث بينه وبين أحد أصدقائنا المشتركين، فقمت على الفور بالاتصال به، وما ان بدأت اشرح له الموقف، إلا وباغتنى، «انت صدقت؟، أنا بس كنت باعاتبك عشان اسمع صوتك، ياعم انت أخويا”.
من الصعب أن ترثى شخصا كمحسن عادل فى بضعة اسطر، فخسارته لا تعوضها شىء، ولا يوجد من الكلمات ما يمكن ان يعبر عن مشاعرنا نحن مجتمع سوق المال المصرى على أثر هذه الفاجعة.
رحم الله محسن عادل اخى وصديقى الذى أحببته فى الله بحق، ولم اكن أتخيل مقدار هذا الحب إلا يوم فوجعت بمرضه، وتصاعد هذا الإحساس لحظة إعلان وفاته.
مع السلامه يا صاحبى الغالى، لن أنساك ما حييت
بقلم – إيهاب سعيد
عضو مجلس إدارة أصول