لم اتجاوز بعد صدمة هزيمة محسن عادل فى معركته مع الجائحة اللعينة، ولكن خلال الأسبوع الماضى الذى شهد بداية مرض الفقيد وأنا استرجع ذكرياتى معه التى تمتد منذ بداية المعرفة والصداقة نهاية تسعينات القرن الماضى ومطلع الألفية الجديدة ذكريات ومواقف كثيرة بحكم الزمالة والعمل المشترك الذى جمعنى بمحسن خلال تلك الفترة.
استعراض رحلة الصداقة مع محسن التى امتدت منذ التخرج، واسترجاع ذكريات حدثت على مدار عقدين من الزمان أو أكثر مثلما يثير الشجون والذكريات الجميلة، فإنه يكشف أيضا عن مناقب وخصال حميدة كان يتمتع بها محسن، ولعل هذه الصفات كانت أحد الأسباب الرئيسية فى شهرة «محسن» سواء فى أوساط القطاع المالى غير المصرفى أو بين العاملين فى الإعلام والصحافة الاقتصادية.
إلى جانب المناقب والخصال الحميدة التى اتسم بها الفقيد من مثابرة واجتهاد فى العمل كانت المجاملات فى المناسبات الاجتماعية أحد المفاتيح الرئيسية فى شخصية محسن عادل، فنجده لا يتأخر عن أحد سواء فى السراء أو الضراء وكان لا يكتفى بالتواجد فقط ولكنه دائم التواجد كأحد المقربين، فالجميع بالنسبة له فى مقام الأخوة وأكثر، لهذا كان يستحق دوما لقب «محسن أبو الواجب».
إذا ما كانت هناك دروس مستفادة من سيرة محسن الذاتية وحياته المهنية التى لم تطل كثيرا وكانت بالنسبة لى على الأقل كسحابة صيفية مرت سريعا بعدما استأنسنا وجودها، ستكون أهم وأبرز الدروس المستفادة هى أن الوصول إلى أهدافك لن يتأتى إلا بالعمل الدؤوب وبذل الجهد المتواصل، وأن التواضع والإيثار وعدم الحكم على الأخرين سوى بما هو ظاهر منهم هو السبيل الوحيد للوصول إلى المكانة التى وصل إليها محسن عادل فى نفوس كل من تعامل معه.
ترجلت سريعا أيها الفارس النبيل، ولكن هذا هو حال الدنيا… سلام
بقلم – هشام ترك
مدير العلاقات العامة بالبورصة المصرية