طوال فترة معرفتي بمحسن عادل، رحمه الله، منذ 2005، لم أره يتحدث مع شخص يراه للمرة الأولى في حياته، إلا وكأنه صديق منذ سنوات.. ولم أره يرد أحدًا.. أنا متأكد أن والدته كانت تدعو له الدعاء المصري المشهور “روح يا شيخ ربنا يحبب فيك جميع خلقه”، وواضح جدًا أن الدعاء كان مستجابًا.
معرفتي بمحسن بدأت من خلال لقاءاتي به على الهواء في قناة “سي إن بي سي عربية”، واليوم الذي يكون فيه ضيفًا معي يكون يومًا سعيدًا بالنسبة لي، أكون مرتاح تمامًا.. لأني أعلم كل العلم أنني لو سألته أي سؤال، وأعني كلمة أي سؤال، سيجيبني عنه، وبدقة وإجابة سلسة وواضحة.. كنت أستمتع بلقائه ومع توطد علاقتنا، كان لا يمكن أن أزور مصر ولا أراه.
لقاؤه كان لقاءً وديًا ورائعًا، نتحدث في كل شيء.. حتى بعد توليه منصب نائب رئيس البورصة، ورئيس هيئة الاستثمار، كان يحرص على أن يفرغ نفسه للقائي عندما أزور مصر.. كنت في انتظار زيارته لأبوظبي في أبريل الماضي ووعدته “بأكلة معتبرة”، لكن إجراءات الإغلاق بسبب وباء كورونا حرمتني من زيارته.
ظاهرة الحب والوفاء لمحسن التي عمت وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي منذ وفاته، خففت من ألم فراقه، فلم لا وهو صديق الجميع.. لكن يبقى الواقع المر الذي لا أعرف بعد كيف سأتعامل معه.. كيف ستكون زيارتي المقبلة لمصر، ومحسن ليس بها؟
رحمة الله عليك يا صديقي العزيز.
بقلم: محمد حمدي
رئيس تحرير النشرة الاقتصادية بقناة سكاي نيوز عربية