5.3 مليار يورو استثمارات الشركة فى البحث والتطوير العام الماضى
تعقد شركة باير ليميتد لصناعة الأدوية والبحث العلمى شراكات مع مختلف الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني لمجابهة وباء “كورونا”، وساهمت الشركة في توفير مستلزمات الوقاية للفئات المستحقة للدعم بالتعاون مع مؤسسة صناع الخير.
واستثمرت الشركة نحو 5.3 مليار فى مجال البحث والتطوير خلال العام الماضى، وتتطلع لتنفيذ المزيد خلال الفترة المقبلة بهدف الوقاية والتخفيف من عواقب الوباء.
قال الدكتور سامر لزيق المدير العام لباير ليميتد مصر في حوار لـ”البورصة”، إن تأثير فيروس كورونا المستجد تخطى ليشمل جميع الجوانب الصحية والاقتصادية وغيرها على مستوى العالم كله، وهو ما يستدعي عمل الحكومات والشركات والمجتمعات سويًا للتغلب على العدوى ومكافحتها فى هذه الفترة.
ولفت إلى أنه الوقت الحاضر أصبح من الضرورى مساهمة القطاع الخاص فى رعاية الفئات المتأثرة من الأوضاع فى المجتمع ودعم الجهود الحكومية وغير الحكومية بتقديم أكبر قدر ممكن من برامج الدعم المختلفة.
وأوضح أن “باير لصناعة الأدوية والبحث العلمى” اتخذت منذ الأيام الأولى للجائحة إجراءات حاسمة على المستوى العالمى والمحلى لمكافحة والحد من انتشار العدوى من خلال التعاون مع الحكومات والجهات الصحية المعنية فى جميع أنحاء العالم لتزويدهم بمنتجات باير.
وتدعم “باير” الجهود القائمة لإيجاد مادة فعالة جديدة لعلاج الفيروس باستخدام خبراتها وأبحاثها للمواد والمركبات الطبية الخاصة.
قال لزيق، إن الشركة لم تحرص على المساهمة في الجانب العلمي والطبى فقط، بل أطلقت العديد من المبادرات بالتعاون مع الجهات الحكومية والمستشفيات للتبرع وإمداد الفئات الأكثر احتياجاً بالأدوات الصحية اللازمة للتطهير والتعقيم، فضلاً عن الدعم اللوجستي للمنظومة الطبية والقائمين عليها.
ولفت إلى أن الشركة أعلنت مع بداية انتشار الفيروس، عن تدابير لموظفيها للتباعد الجسدى من خلال التحول الرقمي لمعظم عمليات التواصل بالعملاء في الأسوق المختلفة، ومنع التواجد فى المقار الإدارية للشركة تماشياً مع التوجه الحكومى والعالمى.
كما دشنت مبادرة “حماية” التى تستهدف بشكل أساسى رفع مستوى الوعى بالإجراءات والتدابير الوقائية اللازمة لمنع انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد، والتوعية بطرق التعقيم والتطهير خاصةً بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة فى هذه الفترة.
وهذه المبادرة برعاية رئاسة مجلس الوزراء، ووزارة التضامن الاجتماعى، وبالمشاركة مع مؤسسة “صناع الخير”، ويتمثل دور “باير” فى هذه المبادرة، في توفير أدوات الوقاية الضرورية من قفازات وأقنعة الوجه الطبية والمواد التعقيمية والتطهيرية للفئات الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
وتعد المسئولية المجتمعية، جزءاً أصيلاً من أهداف الشركة بكل الأسواق التى تعمل بها، ليس فقط كشريك في المنظومة الصحية، ولكن إيماناً منها بالدور الفعال تجاه المجتمع.
قال لزيق، إن “باير” لديها شراكات أخرى مع “صناع الخير”، إذ أطلقت برنامجاً طبياً للوقاية والتوعية بشأن الاكتشاف المبكر والمتابعة لأمراض القلب والأوعية الدموية تحت مسمى “نبض حياة” وآخر بأمراض العيون تحت اسم “طاقة نور”، بجانب زيادة الوعى بأهمية صحة المرأة وتنظيم الأسرة.
وهذا التوجه نابع من رؤية “باير” العالمية والتى تتمثل فى “العلم من أجل حياة أفضل”، والذى يستهدف تمكين المواطنين من عيش حياة أفضل وأكثر صحة.
كما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وتنوى “باير” من خلال البرنامج الأول تزويد 100 مليون امرأة فى البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل بإمكانية الوصول إلى وسائل وحلول متعددة ومبتكرة لتنظيم الأسرة.
وأوضح أن “باير” تقدم تلك الخدمات من خلال برامج “باير للمسئولية الاجتماعية”، والتى تضمن توفير إمدادات كافية من وسائل منع الحمل الحديثة بأسعار معقولة، خصوصاً فى البلدان الأكثر احتياجاً.
أضاف أن الشركة نجحت في تقديم وسائل منع الحمل وتنظيم الأسرة فى البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، محققة نتائج بارزة فى توفير وسائل رعاية صحة المرأة إلى جانب المساهمة في توفير حياة عادلة للأجيال القادمة.
وشاركت “باير” فى عدد من المبادرات لدعم المجتمع خلال أزمة فيروس “كورونا” منها مبادرة “حماية” بالشراكة مع صناع الخير وغيرها من الأنشطة والمبادرات المجتمعية التى تهدف لدعم المجتمع ومساعدة الحكومة لرفع مستوى نظام الرعاية الصحية.
لزيق: حماية البيئة والقضاء على الجوع بحلول 2030 ضمن دورنا المجتمعي
وقال لزيق، إن الشركة تسعى لعقد مزيد من الشراكات مع الكيانات المختلفة خلال الفترة المقبلة لمحاربة كورونا، ووضعت تحقيق الاستدامة ضمن استراتيجيتها الجديدة لعام 2020 حتى عام 2030، ويجب النظر في كيفية الحفاظ على الموارد وضمان استمراريتها.
وتكرس “باير” جهودها ومساهماتها فى المجتمعات لحماية الموارد الطبيعية وتحسين مستوى معيشة وصحة الأفراد والقضاء على الجوع بحلول 2030.
وأوضح أن الشركة أنشئت مجلس استدامة مستقل، يتكون من خبراء فى هذا المجال، لتقديم المشورة لمجلس إدارة “باير” ويتابع ويساعد في تطوير الجهود لتحقيق الاستدامة.
وضمن أهداف الشركة المجتمعية أيضاً مساعدة المزيد من الأشخاص وتمكين مئات ملايين الأفراد من الوصول إلى الخدمات الصحية والغذائية الجيدة خصوصاً فى البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل مع استخدام الموارد بطرق أكثر انضباطاً.
وتضع “باير” هدفاً أساسياً آخر ضمن خطتها المجتمعية وهو حماية البيئة وتعزيز كفاءة استخدام الطاقة، وتلتزم الشركة بتطبيق تدابير صارمة للحد من انبعاثات مصانعها الكربونية، كما تعمل مع المزارعين للحد من الانبعاثات الكربونية للعمليات الزراعية فى جميع مواقعها.
وتعتمد الشركة على البحث العلمي في جميع المجالات، إذ إنه القوة الدافعة لتقدمها، حيث استثمرت الشركة خلال العام الماضي 5.3 مليار يورو فى مجال البحث والتطوير.
وأوضح أن جميع المجتمعات تستفيد من نتائج أبحاث الابتكارات من خلال الوقاية والعلاج من بعض الأمراض والتخفيف من عواقبها، وبالطبع من ضمنها مصر.
أضاف أن الشركة حققت أهدافها المالية في عام 2019 رغم مواجهة بيئة سوق صعبة فى قطاع الزراعة على وجه الخصوص.
وارتفعت المبيعات بنسبة 3.5% لتصل إلى 43.5 مليار يورو على أساس العملة والمحفظة المعدلة بناءً على التقارير، كما ارتفعت الأرباح قبل الفائدة والضرائب واستهلاك الدين بنسبة 28.3% لتصل إلى 11.5 مليار يورو.
ولفت إلى أن المؤشرات عكست أيضًا الأداء القوى للشركة فى مجال المحاصيل رغم صعوبة البيئة، في حين تستمر المستحضرات الصيدلانية فى التطور مما يشجع على زيادة الأعمال في هذا المجال الخصب.
قال لزيق، إن استراتيجية الشركة تنبع من هدفها الأساسي وهو “العلم من أجل حياة أفضل”، والتى من خلالها تستمد توجهها نحو تحقيق الريادة فى المجالات الرئيسية فى جميع أنحاء العالم وتنمية إمكانات “باير” فى مجال الصحة والتغذية.
وذكر أن الشركة حددت رؤيتها وأعلنتها مؤخراً تحت شعار “الصحة للجميع وإنهاء الجوع بالعالم”، وهي بمثابة العلامة التى تقيس عليها الشركة أنشطتها، وتسعى الشركة لتكثيف جهودها فى مجال البحث للمساهمة فى عبور الأزمة الحالية.
ولفت إلى التزام الشركة بتقليل الأثر السلبى على البيئة، إذ أن “باير” لم تسهم فى إعادة تدوير النفايات على وجه التحديد، ولكن تعمل على معالجة قضية انبعاث الغازات منذ عقود حتى الآن.
وتستهدف الشركة، أن تصبح عملياتها خالية من انبعاثات الكربون بحلول 2030.