خلال هذا العام الكئيب بالنسبة لمعظم الشركات، تألقت الأقلية، مثل شركات الأدوية التى تعزز وضعها وسط مساعيها الحثيثة للتوصل إلى لقاح مضاد لفيروس كورونا المميت، فضلا عن عمالقة التكنولوجيا ممن حققوا نجاحا بفضل الاتجاه للعمل من المنزل، وتجار التجزئة الذين يقدمون المستلزمات الضرورية خلال فترة الإغلاق عبر شبكات الإنترنت.
وأوضحت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أن الشركات المدرجة فى البورصة استفادت جيدا من الأوضاع المضطربة الأخيرة، إذ سجلت انتعاشا قويا فى سوق الأسهم بشكل مدهش، وهو الأمر الذى يعتقد كثيرون أنه فقاعة.
وقررت الصحيفة البريطانية، النظر إلى القيمة المضافة للأسهم حتى تستطيع تصنيف الشركات التى ازدهرت فى ظل فترة تفشى الوباء، وكان ترتيب الشركات كالآتي:
1- أمازون
عندما أمر قادة العالم مواطنيهم بالتزام منازلهم، أصبح عملاق التجارة الإلكترونية الأمريكى «أمازون» ميناء الطوارئ لأولئك الذى يشعرون باليأس تجاه إمكانية تخزين السلع المنزلية الضرورية، الأمر الذى دفع الشركة إلى إغلاق مستودعاتها مؤقتا أمام المنتجات غير الضرورية، لتتوالى بذلك الإيرادات القياسية والتكاليف المرتفعة أيضا.
وحذر جيف بيزوس، الرئيس التنفيذى لشركة «أمازون»، من إمكانية إنفاق 4 مليارات دولار للحفاظ على خدماتها اللوجستية خلال أزمة تفشى كوفيد-19، كالإنفاق على المختبرات والكاميرات الحرارية، مما قد يدفع الشركة إلى تسجيل أول خسارة ربع سنوية منذ عام 2015.
ومع ذلك، فإن التحول السريع إلى التسوق عبر الإنترنت والأهمية المتزايدة لأعمال الحوسبة السحابية فى عصر العمل عن بعد قادت أسهم «أمازون» للارتفاع إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
2- مايكروسوفت
تحول عملاق البرمجيات «مايكروسوفت» الى الحوسبة السحابية، تحت مظلة الرئيس التنفيذى ساتيا نادالا، مما منحها وضع جيد فى عالم يعمل فيه عدد كبير من الأفراد عن بعد.
وأصبح تطبيق التواصل «مايكروسوفت تيمز» وسيلة للحفاظ على التواصل بين العاملين، إذ لجأ 75 مليون شخص لاستخدام هذا التطبيق فى يوم واحد فقط فى أبريل الماضى، ارتفاعا من 20 مليون مستخدم فى نهاية عام 2019.
كما أصبحت منصة الحوسبة السحابية «مايكروسوفت أزور» واحدة من أكثر الأمور أهمية فى الأساس الرقمى للعديد من الشركات.
بالإضافة إلى ذلك، تتميز «مايكروسوفت» بطريقتها الخاصة لإرضاء الأشخاص، فقد تحول 90 مليون لاعب إلى استخدام خدمة «إكس بوكس لايف» للألعاب فى أبريل.
3- أبل
رغم اضطرار كافة متاجر عملاق التكنولوجيا الأمريكى «أبل»، البالغ عددها 500 حول العالم، إلى الإغلاق نظرا لتفشى وباء كورونا، إلا أن الشركة تمكنت من تسجيل إيرادات جيدة بقيمة 58.3 مليار دولار فى الربع الأول من العام بفضل المبيعات القوية المسجلة عبر شبكات الإنترنت.
وتمكنت «أبل» من إطلاق أجهزة «أيفون» و«أى ماك» و«ماك بوك إير» جديدة وجذب مزيد من المستخدمين إلى نظام بيئى متزايد من الخدمات والأجهزة القابلة للارتداء.
وتوقع المسؤولون التنفيذيون فى «أبل» تسارع مبيعات بعض العناصر، نظرا لإمكانية اختيار ملايين المستهلكين، الذين يعملون من المنزل، ترقية أجهزتهم الإلكترونية.
4- تسلا
تتفوق شركة «تسلا»، الرائدة فى مجال تكنولوجيا السيارات العاملة بالبطاريات، على المنافسين القدامى ممن يكافحون لإعادة تجهيز وتنظيم المصانع والبرامج المثالية.
وفى ظل مساعى «تسلا» الحثيثة على تحقيق مزيد من التقدم التكنولوجى، أعلن الرئيس التنفيذى إيلون ماسك، فى تغريدة على موقع «تويتر» فى الأول من مايو، ارتفاع سعر سهم «تسلا» للغاية، ومنذ ذلك الحين بدأت أسهم الشركة فى الارتفاع بشكل أكثر.
5- تينسنت
تحول الشعب الصينى الماكث فى المنزل إلى عوالم عملاق التكنولوجيا الصينى «تينسنت» الافتراضية، لترتفع إيرادات الألعاب عبر الإنترنت بنسبة %31 فى الربع الأول.
فى فورة من الإنفاق العالمى، استغلت شركة «تينسنت» التقييمات الهابطة، إذ استحوذت مؤخرا على شركة تطوير الألعاب النرويجية «فونكوم» وعلى حصة فى المطور الألمانى «ياجر»، كما أنها ضخت رأس مال فى مجموعة من الشركات الناشئة فى مجال التكنولوجيا المالية.
6- فيسبوك
خفض المعلنون فى الشركات الصغيرة موازنتهم التسويقية.. لكن مستويات المشاركة فى عملاق التواصل الإجتماعى الأشهر فى العالم «فيسبوك» ارتفعت بشكل كبير، مما زاد من عدد مرات ظهور الإعلان على «فيسبوك»، إذ ارتفعت النسبة بمقدار %39 فى الربع الأول من العام.
وأطلقت الشركة ميزات جديدة للدردشة المرئية والبث المباشر، بالإضافة إلى تشغيل التجارة الإلكترونية عبر إطلاق خدمة متاجر فيسبوك لتتمكن بذلك من منافسة «أمازون». كما أنها وسعت نطاق قدراتها على الإشراف على المحتوى بسبب المعلومات والنظريات الخاطئة التى تدور حول كوفيد-19.
7- إنفيديا
أصبحت رقائق الحواسب الآلية، التى تعمل شركة «إنفيديا» على تصنيعها، الدعامة الأساسية لآلات الألعاب وأنظمة التعلم الآلى، مما جعل الشركة بمنأى عن إمكانية التعرض لأسوأ حالات الركود.
ورغم تراجع مبيعات رقائق الألعاب بسبب إغلاق مقاهى الإنترنت فى الصين وانهيار المبيعات فى صناعة السيارات، التى تعتبر عميلا كبيرا، إلا أن الأهمية المتزايدة للتجارة الإلكترونية فى بيع الرقائق الرسومية، بجانب التحول نحو الألعاب عبر الإنترنت، ساهمت فى تعزيز أعمال «إنفيديا».
وشهدت الشركة أيضا طفرة فى الطلب على رقائق مراكز البيانات من شركات الإنترنت الكبيرة، وأصبح الذكاء الاصطناعى مكونا أكثر أهمية فى خدماتها.
8- ألفابيت
وتشير العلامات المبكرة إلى أن مجموعة «ألفابيت» أظهرت مرونة مدهشة، فى ظل الانخفاض الحاد فى حجم الإعلانات عبر الإنترنت مع ظهور الأزمة، فربما توقف نشاط قطاعات مثل السفر والخدمات المحلية ولكن فى مناطق أخرى، أفادت «جوجل”- التى تزود «ألفابيت» بكافة الإيرادات تقريبا- صمود الطلب بشكل أفضل مما كان متوقعا.
ويبدو أن الإعلان على شبكة البحث استقرت فى وقت مبكر من الأزمة، بعد أن وصل إلى أدنى مستوى له فى نهاية مارس، إذ استفاد نظام «جوجل» للحوسبة السحابية، وتطبيق «جوجل ميت» للخدمات الفيديو، ومتجر «جوجل بلاى» من تحول العمل والترفيه ليصبح عبر شبكات الإنترنت.
9- باى بال
استطاع رائد عمليات الدفع عبر الإنترنت «باى بال» استكشاف أهميته المتزايدة فى ظل تفشى الجائحة، إذ طرح إمكانات جديدة للتجار للتعامل مع المدفوعات اللا تلامسية فى المتاجر الفعلية. كما أنه سهل تحويل أكثر من مليار دولار فى شكل قروض فيدرالية كجزء من برنامج حماية الرواتب التابع لإدارة الأعمال الصغيرة الأمريكية، لتشهد بذلك الشركة تحويلات أكبر عبر الأجيال، مثل عمليات السحب عن بُعد وغيرها.
10- تى موبايل
استطاعت شركة خدمات الاتصال والإنترنت الألمانية «تى موبايل» الاستفادة من القوتين المزدوجتين لعمليات الإغلاق، مما جعل الناس أكثر اعتمادا على هواتفهم للاتصال وانهاء عملية الاندماج التى طال انتظارها مع منافستها «سبرينت»، إذ ساهمت هذه الصفقة فى جع «تى موبايل» ثالث أكبر لاعب فى سوق الاتصالات الأمريكية، كما أنها قد تمنح الشركة مزيدا من قوة التسعير.