يواجه الانتعاش الهش للاقتصاد العالمي عقبة جديدة، حيث يهدد ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا بإبقاء الشركات مغلقة والمستهلكين على الحافة.
ذكرت منظمة الصحة العالمية أن حالات الإصابة بالفيروس ارتفعت بمعدل قياسي في اليوم الواحد أمس الأحد، مع اشتعال الأوضاع في كافة أنحاء الولايات المتحدة وذعر جديد في ألمانيا وأستراليا، وبينما قالت الصين إن التفشي الأخير في بكين تحت السيطرة، لا تزال الاقتصادات الناشئة الكبرى الأخرى، بما في ذلك البرازيل والهند وإندونيسيا، تشهد ارتفاعا في عدد الإصابات.
قال توولي ماكولي، رئيس اقتصاديات آسيا والمحيط الهادئ في “سكوتيا بنك”: “يبدو أن المعركة لن تنتهى في أي وقت قريب، خاصة أن الموجة الثانية الكبيرة من الإصابات في الاقتصادات المتقدمة تشكل خطرا كبيرا على الاقتصاد العالمي الذي لا يزال في مراحل مبكرة جدا من الانتعاش”.
ويأتي هذا القلق مع إظهار البيانات، التي تتبعها مؤسسة “بلومبرج إيكونوميكس”، صورة محسنة لقطاعات عديدة، مثل النقل وتناول الطعام خارج المنزل مع تخفيف قيود الإغلاق، ولكن ارتفاع حالات الإصابة المستمر يهدد بتقويض أو حتى عكس هذه الاتجاهات.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” أن صندوق النقد الدولي سيكشف هذا الأسبوع النقاب عن توقعاته الجديدة لعالم يواجه بالفعل أسوأ توقعاته منذ الكساد الكبير، ففي الوقت الذي توقع فيه بعض الاقتصاديين تسجيل الاقتصاد العالمي انتعاشا على شكل حرف V في ظل تخفيف قيود الإغلاق في أجزاء من أوروبا والولايات المتحدة، فإن إعادة التسارع في ظهور حالات إصابة جديدة بالفيروس تجادل ضد أي إنعاش اقتصادي سريع.
وقال تورستن سلوك، كبير الاقتصاديين في “دويتشه بنك إيه جيه”، إن اندلاع حالات الإصابة يحول المخاطر من الانتعاش على شكل حرف V إلى الانتعاش على شكل حرف U.
وأوضحت كاثرين إل مان، كبيرة الاقتصاديين في “سيتي جروب”، أن التحسن في ثقة المستهلك يمكن أن يأتي في صلب سلسلة الانتعاش، إذا امتثل الاستثمار التجاري والتوظيف للشفاء، ولكن التفشي الأخير للوباء لم يساعد هذه التوقعات.