قال محللون فى «بنك أوف أمريكا»، إن الجنيه الاسترلينى أصبح عملة سوق ناشئ فى الوقت الحالي، فى كل شيء بخلاف الاسم، وأن الخروج البريطانى حوله إلى مرآة للاقتصاد «الصغير والمنكمش».
قال محلل العملات فى البنك الأمريكي، كمال شارما، إنه خلال السنوات الأربع بعد أن صوتت بريطانيا على خروجها من الاتحاد الأوروبي، فإن أحوال التداول والتأرجحات الكبيرة فى السعر، جعلت الاسترلينى أشبه بالبيزو المكسيكى عنه من الدولار الامريكي.
ووصف تحركات الجنيه، بأنها «غير مستقرة فى أفضل الأحوال، وغير قابلة للتوقع فى أسوأ الأحوال».
وأشار المحللون فى البنك، وفقا لما نقلته صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أن الفرق بين الأسعار التى يريد المستثمرون بيع وشراء الاسترلينى بها، لا تزال أكبر من أى عملة رئيسية أخرى رغم استقرار سوق العملات الأوسع بعد الفزع فى بداية فيروس كورونا فى مارس.
وأوضح بنك أوف أمريكا، أن التقلبات الضمنية، وهى مؤشر على توقعات المستثمرين لنطاق التحركات المستقبلية فى الأسعار، لا تزال أعلى فى الجنيه الاسترلينى من أى نظير رئيسى آخر، وهو ما يسلط الضوء على مدى عدم اليقين المتعلق بآفاق العملة.
وقال مدير استراتيجية العملات فى «لومبارد أودير»، فاسيلوس جكيوناكيس، إن الفشل فى التوصل لاتفاق بشأن العلاقة المستقبلية لبريطانيا مع الاتحاد الأوروبى خلال 6 أشهر ستكون «كارثية» للجنيه الاسترالينى الذى قد يهبط إلى 1.10 دولار من 1.25 دولار حاليا، فى حين قد يصبح اليورو معادلا للجنيه من 0.90 يورو للجنيه حاليا.
ولطالما كان الجنيه الاسترلينى جزءًا مما يعرف بمجموعة عملات مجموعة الخمسة، بجانب الدولار واليورو والين اليابانى والفرانك السويسري، وهى العملات الأكثر تداولا فى العالم وبالتالى الأكثر أمنا.
ولكن منذ التصويت على الخروج وتوتر العلاقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، أصبح المستثمرون أقل إقبالا على العملة، كما لم يتعافى الاسترلينى إلى مستويات ما قبل التصويت، وفقد خمس قيمته.
أضاف شارما، ان الرياح المعاكسة تواصل التزايد امام الجنيه، بالنظر إلى العجوزات المستمرة فى الحساب الجارى للدولة، بجانب الموعد النهائى بنهاية العام لوضع اللمسات النهائية للعلاقة التجارية مع الاتحاد الأوروبي.
وقال: «نحن نعتقد أن الجنيه الاسترلينى فى خضم عملية التحول إلى عملة تسلط الضوء على واقع الاقتصاد البريطانى الصغير والمنكمش والذى يعانى من مشكلة متفاقمة من العجز المزدوج، وهو ما يجعله يشبه العملات الناشئة الأكثر سيولة».