تستعد وزارة السياحة والآثار خلال الفترة القادمة لإعادة افتتاح متحف المركبات الملكية ببولاق الذى يعد من أندر المتاحف فى العالم، بعد الانتهاء من مشروع ترميمه وتطويره الذى بدأ منذ عام 2001 وتوقف عدة مرات وتم استئناف العمل به فعليا منذ عام 2017، حيث سيمثل إضافة جديدة لخريطة السياحة فى مصر.
وقالت نيفين نزار معاون وزير الآثار لشئون المتاحف لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم؛ إنه تم تصميم سيناريو عرض جديد للمتحف ليعرض المركبات الملكية الفريدة التى يقتنيها، وغيرها من الإكسسوارات المتنوعة الخاصة بها، وذلك من خلال 5 قاعات للعرض.
وأضافت أن القاعة الأولى تسمى قاعة الهدية، وتعرض العربات والمركبات المهداه إلى الأسرة العلوية خلال المناسبات المختلفة، وتعرض القاعة الثانية أندر أنواع المركبات، ومن بينها عربة الآلاي، وهى عربات يجرها الخيول، وكان يتم تصنيعها بمواصفات، فيما تعتبر القاعة الثالثة القاعة الرئيسية للمتحف، وتضم مجموعة من العربات التى كان يستخدمها أفراد الأسرة العلوية خلال المناسبات الرسمية المختلفة، إضافة إلى بورتريهات لملوك وملكات، أميرات، وأمراء الأسرة العلوية.
وتابعت أنه سيعرض بالقاعة الرابعة الملابس الخاصة بسائقى الخيول، فيما تعرض القاعة الخامسة مجموعة من الإكسسوارات الخاصة التى كانت تستخدم لتزيين الخيول، مثل الحدوة، اللجام، والسرج، وغيرها.
ومتحف المركبات الملكية يقع بجوار مسجد السلطان أبو العلا ببولاق، ويعود تاريخه إلى الخديوى إسماعيل الذى حكم مصر من عام 1863 حتى 1879، فهو أول من فكر فى بناء مبنى خاص بالمركبات الخديوية للحفاظ على تاريخ الأسرة العلوية، وسماه وقتها باسم “مصلحة الركائب الخديوية”، واستمر هذا الأسم مستخدما حتى عام 1922 عندما حصل السلطان فؤاد على لقب ملك، فتغير الأسم إلى “إدارة الإسطبلات الملكية” أو “العربة خانة” وهى كلمة تركية تعنى بيت العربات، وهى إحدى الإدارات الثلاث التابعة لمصلحة الركائب الملكية.
ومع تطور الزمن تحول المبنى إلى متحف تاريخى أطلق عليه اسم “متحف الركائب” لأنه كان يحتوى على المركبات والخيول وأدوات الزينة الخاصة بركائب الخديوى كما كانت الخيول بها لرعايتها وحمايتها، وقد وفر القصر الملكى لهذه الخيول الخبراء من جميع أنحاء العالم والعمال المهرة لرعاية الخيول والمركبات وصيانتها وإعداد المركبة.
ولم تكن مصلحة الركائب تقتصر على مركبات الخيول بل كانت تحتوى على سيارات حديثة مثل الستروين والفورد وغيرهما من السيارات العسكرية وقد كان المتحف عبارة عن عربات واسطبلات خيول وحجرات خاصة بإعداد أطقم الخيل وورش بيطار وسكن لمبيت سائقى العربات ومكاتب وحجرات خاصة بالإسعاف.
وكان المتحف فى بدايته يقع على مساحة نحو 4850 مترا ولكن فى عام 1922، اقتطعت مساحة من المتحف تزيد على 1300 متر لتدخل ضمن أراضى مبنى وزارة الخارجية، ويتميز فناء المتحف بالاتساع، وهو أحد فناءين كان يعد فيه الركائب الملكية، أما واجهة المتحف فهى عبارة عن تشكيلات معمارية وكرانيش كبيرة بارتفاع 15 مترا عن سطح الأرض، كما يحتوى المتحف على حليات هندسية رأسية ونماذج لرؤوس الأحصنة يشرح فيها التشريح العضلى للحصان بالحجم الحقيقى للرأس وتحلى هذه الرؤوس بأوراق نباتية وزهور.
وتضم المعروضات بالمتحف حوالى 78 عربة ملكية ذات قيمة تاريخية عالية، 22 نوعا منها هدايا من دول أوروبية لحكام سابقين ابتداء من عصر الخديوى إسماعيل وحتى عصر الملك فاروق، وأهمها عربة “الآلاى” الكبرى التى أهداها نابليون الثالث للخديوى إسماعيل عند افتتاحه لقناة السويس عام 1869، والتى استخدمها الخديوى فى زفافه، وهى عربة ذات ألوان مذهبة ويقوم القائمون عليها بالحركة بالكرابيج والعصوات والمشاعل وهى أشبه بلوحة كبيرة ملونة.
ومن بين أقدم مقتنيات المتحف وثائق تعود لعام 1915 تتنوع بين خطابات بين إدارة الركائب الخديوية وقصر التين، إضافة إلى ركائب “المحمل” الذى كان ينقل كسوة الكعبة من مصر.
ويحتوى المتحف أيضا على فتارين ودواليب من الخشب والزجاج لحفظ أنواع الملابس الخاصة بالتشريفات والأطقم الجلدية المختلفة، إلى جانب أدوات زينة خاصة بالخيل وتابلوهات ملونة بالزيت ومجموعة نادرة من رسومات هندسية، أما تابلوهات عرض الملابس فهى عبارة عن إطار كبير من الخشب يحوى داخله 8 نماذج آدمية من الجص بالحجم الطبيعى.