رصد مسوقون عقاريون ارتفاعاً فى الطلب على الوحدات الطبية، خلال أزمة فيروس «كورونا»، نتيجة نقص المعروض، مع ظهور أنماط جديدة من الطلب ومن بينها مبيعات المخازن ومنافذ توزيع الأدوية والمستلزمات الطبية.
وقال أيمن سامى، مدير مكتب «جونز لانج لاسال – مصر» للاستشارات العقارية، إن القطاع الطبى يشهد فجوة بين العرض والطلب بفعل الاحتياج الشديد للخدمات الطبية.
أضاف أن عدد المستشفيات الجديدة غير كافى فى ظل النمو السكانى، كما أن معدل الفجوة يزداد سنوياً حتى مع إنشاء بعض المستشفيات والعيادات الخاصة.
وأوضح سامى، أن البنية التحتية للرعاية الصحية العامة والمرافق القائمة بحاجة للتجديد والتوسع، ما يمثل فرص للمستثمرين من القطاع الخاص.
وأشار إلى أن هجرة المواطنين من المناطق الريفية إلى القاهرة أدى لزيادة الضغط على مرافق الرعاية الصحية فى العاصمة، حيث تشهد القاهرة زيادة فى الطلب على المستشفيات التى يديرها القطاع الخاص.
وقال إن القطاع الخاص يستحوذ على نسبة كبيرة من المستشفيات داخل القاهرة، ومن المرجح أن تشكل المستشفيات الخاصة نسبة متزايدة خلال الفترة المقبلة.
أضاف أن الصيدليات كانت من أكثر الوحدات طلباً قبيل أزمة «كورونا»، كما شهدت مبيعاتها نمواً كبيراً خلال الأزمة.
سامى: البنية التحتية للرعاية الصحية تمثل فرصة للمستثمرين
وتوقع سامى أن تستمر سلاسل الصيدليات فى خططها التوسعية خلال الفترة المقبلة لتلبية احتياجات المواطنين.
وقال محمد جمال، مدير الاستثمارات بشركة «إيرا إيجيبت للتسويق العقارى»، إن الطلب عل الوحدات الطبية يشهد نمواً حتى من قبل «كورونا»، لكن الطلب على المخازن الطبية لشركات الأدوية ارتفع خلال الأزمة الحالية.
أضاف أن نمو أعمال الشركات الموزعة للأدوية أدى إلى زيادة مماثلة فى الطلب على مخازن ومنافذ توزيع الأدوية والمستلزمات الطبية.
وأوضح جمال أن الطلب على الصيدليات لا ينتهى، حيث تعد أكثر الوحدات وأولها مبيعاً داخل المولات والمنشأت التجارية، بجانب تزايد الطلب على العيادات الطبية والمستشفيات.
وأشار إلى تراجع حجم أعمال قطاع إعادة البيع فى الوحدات الطبية وخاصة الصيدليات، بفعل تمسك المالكين بمشروعاتهم فى ظل الطلب المتزايد.
وقال إنه يوجد تغيير ملحوظ للأنشطة التجارية إلى طبية، خاصة مع نية الدولة فى خفض ساعات العمل بعد انحصار فيروس «كورونا».
أضاف أن القطاع الطبى لا يشهد أى حالة من الركود قبل وخلال الأزمة، والطلب على العيادات والمستشفيات، ثابت ولم يتغير، لكن الوقت الحالى يتميز ببحث المستثمرين عن الفرصة، من خلال تقديم عروض وتسهيلات على الكاش أو فترات سداد طويلة.
وأوضح أن شركته لم تتلق طلبات من الخارج على المستشفيات خلال الأزمة الحالية، فى ظل توقف حركة الطيران وانشغال المستثمرين بتداعيات الأزمة الحالية.
وأشار إلى أن الشركات لا تستطيع التوجه لتنمية مستشفيات جديدة لاستغلال الطلب خلال الأزمة الحالية، لأن إعداد وتشغيل المسشتفيات يستغرق وقت طويل، خاصة مع اعتمادهم على الأجهزة الطبية المستوردة من الخارج.
وقال رياض العادلى، المدير التنفيذى لشركة «برميم أسيتس للتسويق والاستشارات العقارية»، إن السوق يشهد طلباً مرتفعاً على وحدات القطاع الطبى، خاصة الوحدات الجاهزة من الصيدليات والعيادات، مع وجود نمو نسبى فى الطلب على الوحدات تحت الإنشاء.
أضاف أن الصيدليات تستحوذ على أكبر نسبة من الطلب خلال الفترة الأخيرة، وتتميز بالإقبال الشديد بالمدن الجديدة أو بالأقاليم والمحافظات.
وأوضح العادلى، أن سلاسل الصيدليات الكبيرة لديها خطط توسعية خلال أزمة فيروس «كورونا»، ولن تقل نسبة الزيادة فى الوحدات المباعة بالقطاع عن %25.
وأشار إلى أن هناك طلب من الخارج على المستشفيات وإن كان ضعيفاً بفعل الظروف الحالية وتوقف النقل والطيران بين الدول.
وقال إن الطلب على المستشفيات ناتج عن ظهور احتياج حقيقى ومتزايد للخدمات الطبية، اتضح خلال الأزمة الحالية، ما يعنى أنها فرصة استثمارية للمستثمرين بالخارج لدولة يزيد عدد سكانها عن 100 مليون نسمة.
أضاف أن الاستثمار بالقطاع الطبى فى مصر مغرى وجاذب، خاصة مع احتمالية استمرار أزمة فيروس «كورونا» أو مع التخوفات من وجود موجة ثانية للفيروس.
وأوضح أن الطلب على المستشفيات وتجهيزها يعد خطوات استباقية، وليس بغرض الشراء لتشغيلها خلال الأزمة الحالية، ولا يوجد طلبات استحواذ لدى الشركة على مستشفيات تحت التشغيل، لكن الطلب يتمثل فى مستشفيات منشأة أو تحت الإنشاء بالمدن الجديدة.
وأشار إلى أن الطلب على الصيدليات والوحدات الطبية يتركز بجميع المناطق على مستوى الجمهورية، فى حين يتركز الطلب على المسشتفيات بالمدن الجديدة.
وقال العادلى، إن المتاح من الصيدليات ليس كثيراً، خاصة مع توقف تراخيص البناء فى المدن القديمة، ونسبة الصيدليات المرخصة بالمدن الجديدة ضعيفة، ولذلك فالمعروض ثابت، مع الطلب المتزايد خلال الفترة الأخيرة.
أضاف أن الأزمة الحالية أثبتت أن المتاح من الوحدات الطبية سواء مراكز طبية أو عيادات أو صيدليات بالمدن الجديدة والمأهولة بالسكان غير كاف لتغطية احتياجات المواطنين، ونحتاج لزيادة الطاقة الاستيعابية للمستشفيات.
وأوضح أن ظهور طلب متنامى على الصيدليات، وقلة عدد المشروعات الطبية رفع من تكلفة الخدمة الطبية على المواطنين.
وأشار إلى أن السوق العقارى يحتاج لمزيد من طرح الوحدات الطبية سواء عبر المشروعات الجديدة أو إعادة تغيير النشاط لمشروعات أخرى.
أضاف أن أغلب الرغبات الشرائية من الشركات الطبية وليست قطاعات عقارية، والقطاع الطبى من القطاعات الحساسة، ودخول مستثمرين من خارجه، لتطوير مشرعات عقارية طبية، يحتاج لدراسات كثيرة، تجنباً للخسارة.
وقال حاتم عادل مدير المبيعات بشركة «سكاى للاستثمارات وإدارة الأصول العقارية»، إن الأزمة الحالية أدت لتباطؤ حركة المبيعات بجميع القطاعات، ولكن قبل انتشار «كورونا» فى مصر فإن الطلب على الوحدات الطبية كان أعلى من الطلب على الوحدات السكنية والإدارية والتجارية.
أضاف، أن منطقة غرب القاهرة تشهد ارتفاعاً فى الطلب فى ظل انخفاض المعروض من الوحدات الطبية، حيث تستحوذ على 50% من الطلب، مقارنة بالإدارى والسكنى.
وأوضح عادل، أن القطاع الطبى وخاصة الصيدليات شهد خلال الفترة الأخيرة عمليات دمج بين كيانات كبيرة ما حد من الطلب على الصيدليات، واكتفاء كل كيان بإدارة مجموعته.
وأشار إلى أن الأزمة الحالية من المفترض أن تخلق طلباً متزايداً بسبب الاحتياج للخدمات الطبية.
وقال إن المطور العقارى لم يخاطب عميل المرحلة، وهو العميل الذى يبحث عن الفرصة الاستثمارية، من خلال مزيد من التسهيلات، مقارنة بالعميل التقليدى الذى يستخدم الوحدة.
أضاف أنه على المطور تغيير أنماط التسويق لتحفيز حركة المبيعات، حيث يملكون فرصاً لتقديم مزيد من التسهيلات، خاصة بمشروعات غرب القاهرة والقاهرة الجديدة، لأن التسهيلات المقدمة مازالت محدودة.
وقال حسام مصطفى، رئيس مجلس إدارة شركة «لوكيشن للاستثمار والتسويق العقارى»، إن الطلب على الوحدات الطبية تحت الإنشاء مرتفعاً، خاصة خلال الأزمة الحالية.
أضاف أن الطلب على الصيدليات يستحوذ على نسبة كبيرة من المبيعات وهى من أكثر الوحدات مبيعاً بالمشروعات التجارية والتجمعات العمرانية، حتى ولو كانت تحت الإنشاء أو جاهزة.
أوضح مصطفى، أن الشركات تقدم عروضاً وتسهيلات للسداد، وبعض الشركات تقدم تخفيضات على الكاش أو المدد القصيرة «تعجيل السداد».
مصطفى: الصيدليات أكثر الوحدات مبيعاً بالمشروعات التجارية
وقال أحمد سمير الدسوقى، رئيس قطاع المبيعات والتسويق بشركة الوادى للاستثمار السياحى والعقارى، إن الفترة الحالية، تشهد طلباً متزايداً من القطاع الخاص على تجهيز مسشتفيات للعزل للاستفادة من رغبة أصحاب القدرات الشرائية المرتفعة فى تلقى علاج استثمارى.
أضاف أن المستشفيات تجهز نفسها لاحتمالات الأسوء، وتغطية احتياجات المواطنين من تقديم خدمات العزل والعلاح تحسباً لزيادة أعدد المصابين.
وأوضح الدسوقى، أن مكاسب المستشفيات الخاصة خلال الفترة الحالية مرتفعة جداً، إذ يعد القطاع مغرياً للمستثمرين.
وأشار إلى عدم وجود طلبات من مستثمرين خارج مصر، حيث حد توقف حركة النقل والطيران بين البلدان من إمكانية تفعيل الاستثمار الأجنبى وتصدير العقار خلال الفترة الحالية.
وقال إن العقار سواء كان طبياً أو سكنياً يعد فرصة للاستثمار الأجنبى، نتيجة انخفاض سعر المتر والذى لا يتجاوز 500 دولار فى مصر مقارنة بسعر المتر فى الدول العربية والأوروبية.
أضاف أن الصيدليات والعيادات الطبية تستحوذ على نسبة كبيرة من الطلب خلال الفترة الحالية ومن المتوقع استمرار نمو مبيعاتها خلال العامين المقبلين، نتيجة الاحتياج للخدمات الطبية، خاصة مع انتشار «كورونا».
وأوضح أن القطاع الطبى أصبح جاذباً للمستثمرين، نظراً لارتفاع العائد الاستثمارى من خلاله، ويعد من الاستثمار الدائم بعد استثمارات الطعام.
وأشار إلى أن أغلب الطلبات الطبية تتركز حول الوحدات الجاهزة أو تغيير النشاط، ويأتى بعدها الوحدات تحت الإنشاء.
وقال إنه يوجد طلب متزايد من المستشفيات على المبانى الكاملة، خاصة بالأقاليم والمحافظات لاستغلالها فى الأنشطة الطبية. أضاف أنه يوجد توجه من المطورين لتنمية وحدات طبية مسشتفيات ومراكز طبية داخل المشروعات السكينة تماثل الخدمات التجارية والإدارية.