تتوقع الشركات الغذائية، تصحيح مسار السوق خلال الأشهر المقبلة؛ تزامنا مع عودة عمل الفنادق والمطاعم مرة أخرى، والوصول إلى معدلات بيع مناسبة للشركات لتعويض خسائرها نتيجة تراجع الطلب مع تفشى فيروس كورونا.
قال هشام النجار، العضو المنتدب لشركة دالتكس للحاصلات الزراعية، إن عودة نشاط الفنادق والمطاعم، حتى وإن لم تكن بكامل طاقتها، إلا أنه خطوة مهمة جداً ودافعة للنهوض ثانية.
وأوضح النجار لـ«البورصة»، أن الأثر الإيجابى لتنشيط الأسواق مرة أخرى وإعادة تشغيل القطاع السياحى تدريجياً، سيظهر خلال شهر على الأقل نظراً لامتلاك الفنادق والمطاعم مخزونا سابقا لم يستخدم خلال فترة التوقف، خصوصاً البطاطس نصف المصنعة.
وأشار إلى أن الحال بالنسبة للتصدير، مشابه تماماً للسوق المحلى. وهناك حالة ترقب للأوضاع الصحية وحالة من الحذر، تسببت فى ضعف الاستهلاك والاعتماد على المخزون.. لذلك فإن حالة ضعف الطلب مستمرة ولم تشهد انفراجة على المستوى العالمى.
ونظراً لطبيعة قطاع الحاصلات الزراعية والتصنيع الغذائى، المرتبطة بتاريخ صلاحية، فإنه لا يجوز تخزينه لفترات طويلة.. بل يجب طرحه فى الأسواق حتى فى حالات ضعف الطلب، الأمر الذى تسبب فى طرح البطاطس مثلا بسعر يقل عن تكلفتها بنسب تزيد على %50.
وقال شريف عاشور، نائب رئيس رابطة مستوردى اللحوم والدواجن، إن الفنادق تستحوذ على %10 من توريدات اللحوم المستوردة. وعودة عملها مجددا هو بمثابة استعادة حصة من السوق توقفت تماما خلال الشهرين الماضيين.
أشار عاشور لـ«البورصة»، إلى أن ارتفاع معدلات الطلب ما زال مرهوناً بعودة السياحة لما كانت عليه قبل كورونا، متوقعاً انتعاش الطلب خلال الفترة القليلة المقبلة مع عودة السياحة العربية التى تعتبر المقوم الأساسى للسياحة خلال فصل الصيف فى مصر.
وتوقع ارتفاع الطلب خلال الفترة المقبلة بنسب تتراوح بين 40 و%50 مع فتح الفنادق والمطاعم أمام الجمهور ثانية، قائلاً: «من الصعب أن تعود معدلات الاستهلاك السابقة خلال فترة وجيزة، خصوصا مع تراجع القوة الشرائية للأفراد، فضلاً عن الحذر من قبل المواطنين للانتقال أو السياحة خلال الفترة الحالية».
وأوضح أن الفنادق غيرت طبيعة تقديم المأكولات بها، وتعتمد على تقديم المأكولات بشكل فردى لكل عميل بدلا من «البوفيه المفتوح» كأحد الإجراءات الاحترازية لتقليل الاختلاط ومنع تفشى الفيروس.
من جانبه قال أحمد البنا، العضو المنتدب لمجموعة البنا، إن الشركات المنتجة لبيض المائدة تأثرت سلباً بتراجع الطلب خلال الفترة الماضية نتيجة توقف التوريد للفنادق والمطاعم التى تستحوذ على نسبة كبيرة من مبيعاتها.
وتوقع ارتفاع معدلات الطلب خلال الفترة المقبلة والتى ستنعكس على سعر المنتج قائلاً: «تراجع الطلب وزيادة الإنتاج المحلى تسبب فى الهبوط بسعر المنتج لأقل من سعر التكلفة.. لكن عودة النشاط السياحى ستساهم فى تقليل خسائر الشركات».
أشار البنا، إلى أن شركته ستتجه إلى تصدير منتجاتها من بيض المائدة للدول العربية خلال الفترة المقبلة، والاستفادة من الميزة التنافسية للمنتج المصرى بهذه السوق الواعدة التى تطلب كميات ضخمة من المنتج.
وقال الدكتور عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، إن الفنادق والمطاعم تستحوذ على نسبة تتراوح بين 25 و%30 من مبيعات الدواجن.
وأشار إلى أن توقف نشاط الفنادق والمطاعم خلال الفترة الماضية تسبب فى الهبوط بأسعار الدواجن لأقل من التكلفة، قائلاً: «الطلب مازال محدوداً.. لكن السوق سيعيد تصحيح مساره مع عودة الأنشطة بالفنادق والمطاعم خلال الأشهر المقبلة».