تظهر أجزاء الاقتصاد الأوروبي الأكثر تضرراً من تفشي جائحة فيروس كورونا، علامات على التعافى، لكن مجالات النشاط الأخرى، التي بدأت في التعافي مبكراً، توقفت عن الانتعاش، مما يشير إلى أن الضرر سيكون أطول مما يأمل بعض الاقتصاديين.
وبدأت قطاعات السفر والسياحة، وهي جزء مهم من اقتصادات دول جنوب أوروبا، الانتعاش من المستويات شديدة الانخفاض، وذلك فقاً لمؤشرات بيانات السفر والتنقل، والتي تعتبر أكثر حداثة من المؤشرات الاقتصادية الرسمية، رغم أنها تجريبية أيضاً ومدى إظهارها للاتجاهات اللاحقة الموثقة في البيانات الرسمية متغيرة.
ومع ذلك، تتراجع مؤشرات الصناعة والتجارة، التي تحسنت في شهري مايو ويونيو، بشكل كبير عن مستويات النشاط العادية، وليس ثمة أي دلائل على وجود أي تحسن في سوق العمل.
وحذرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاجارد، الأسبوع الماضي، من الرياح المعاكسة التي يواجهها الاقتصاد، مشيرة إلى أن عدم اليقين المرتفع بشكل استثنائي سيظل يؤثر على إنفاق المستهلكين والاستثمار التجاري.
وقال أندرو كينينجهام، كبير الاقتصاديين الأوروبيين في “كابيتال إيكونوميكس”، إن البيانات تشير إلى أن الإغلاق لم يكن مدمراً في ألمانيا، كما هو الحال في دول منطقة اليورو الرئيسية الأخرى، لكن الانتعاش كان أبطأ قليلاً وربما ضعف في الآونة الأخيرة.
وحذرت الاقتصادية في “أكسفورد إيكونوميكس”، مادالينا مارتيني، من استمرارية تأثير حدود الاضطرابات العالمية في العرض والطلب على النمو.
الترفيه
قاد المستهلكون الأوروبيون، الطريق في تعزيز الانتعاش الاقتصادي للقارة، وتشير البيانات إلى عودة بعض الأنشطة الترفيهية إلى وضعها الطبيعي.
فقد عادت حجوزات المطاعم إلى مستويات العام الماضي في ألمانيا وأيرلندا، لكن بيانات الدول الأوروبية الأخرى غير متاحة.
كما أن بيانات معاملات البنوك الفرنسية، تشير إلى تعافي الإنفاق على الحانات والمطاعم إلى مستويات العام الماضي بحلول نهاية يونيو.
واستمر السفر إلى أماكن الترفيه في الارتفاع في بعض الدول، منها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، في يوليو.
وكانت السينمات ضمن آخر الأعمال التجارية التي أعيد فتحها، لذا لاتزال مستويات النشاط منخفضة جداً، لكن ثمة إشارات مبكرة على بدء ارتفاع إيرادات شباك التذاكر في بعض الدول.
السفر
شهدت صناعة السفر والسياحة بعض علامات الانتعاش في يوليو، إذ رفعت القيود في معظم الدول.
ومع ذلك، لاتزال مستويات النشاط منخفضة للغاية مقارنة بمستويات ما قبل تفشي الوباء، مما يشكل عبئاً مستمراً على الاقتصادات المعتمدة على السياحة، مثل إسبانيا والبرتغال وإيطاليا واليونان.
وارتفعت حركة السفر الجوي بقوة في بداية يوليو، إذ تم تخفيف قيود السفر الدولية، ومع ذلك لاتزال الرحلات الأوروبية أقل بكثير من مستويات ما قبل الوباء كما أنها شهدت انتعاشاً أقل من آسيا وأمريكا الشمالية.
الصناعة والتجارة
تخلف تعافي الإنتاج الصناعي والتجارة بعد الإغلاق مقارنة بقطاعات أخرى في الاقتصاد، إذ لايزال الطلب الدولي منخفضا بسبب ارتفاع عدم اليقين وحالات الإغلاق في أجزاء أخرى من العالم، كما انتعش السفر إلى أماكن العمل مبكراً نسبياً في فترة التعافي، لكنه بدأ في التراجع دون المستويات الطبيعية في دول عديدة.
ووفقاً لمكتب الإحصائي الاتحادي في ألمانيا، تراجع عدد المسافات التي قطعتها الشاحنات الألمانية- يعتبره بعض الاقتصاديين مؤشراً للإنتاج الصناعي في أكبر دولة صناعية في منطقة اليورو- إلى ما دون المستوى الطبيعي في بداية يوليو، لكن أسعار شحن الحاويات تشير إلى نمو حجم الشحن، خاصة إلى شمال أوروبا، وهي إشارة إيجابية بالنسبة للتجارة.
التوظيف
رغم توقف عدد فرص العمل المعروضة عن الانخفاض، إلا أنه لا توجد حتى الآن سوى دلائل بسيطة على تحسن أسواق العمل في أوروبا، وفقاً لبيانات الوظائف الشاغرة في مواقع البحث عن الوظائف.