قالت وكالة بلومبرج إن تدفقات خام البترول المارة عبر خط أنابيب سوميد الذى يربط بين خليج السويس والبحر المتوسط قد تراجعت إلى الربع فى شهرى يونيو ويوليو.
وخط سوميد مصمم لضخ 2.5 مليون برميل من بترول الخليج العربي كل يوم من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، ولكن منذ مايو يبدو أن التراجع في الطلب على البترول وخفض مجموعة أوبك بلس للإنتاج اجتمعا لخفض التدفقات عبر خط الأنابيب إلى ربع سعته.
وقالت الوكالة إن سوميد بمثابة شريان في تجارة البترول العالمية، وينقل بترول الشرق الأوسط إلى ساحل أفريقيا الشمالي ما يسمح للحاويات الكبيرة بعد تفريغ حمولتها بعبور قناة السويس ثم تعيد تحميله مجددا من ميناء سيدي كرير في البحر المتوسط، لشحنه إلى المصافي عبر أوروبا وأمريكا الشمالية.
وأرجعت الركود في التدفقات إلى انهيار استهلاك الوقود الأوروبي بمقدار 90% في بعض الأوقات، ونتيجة لذلك استجابت منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها من المنتجين بأعمق تخفيضات في التاريخ.
وفي أبريل شرعت السعودية في زيادة الإنتاج ورفعت الإنتاج إلى أعلى مستوى على الإطلاق ما ساهم في انخفاض الأسعار وظهر تأثير ذلك في التدفقات عبر قناة السويس.
ثم دخلت التخفيضات المتفق عليها من قبل أوبك بلس حيز التنفيذ في مايو، وانخفض الإنتاج السعودي وكذلك التدفقات عبر خط سوميد، وتراجعت كمية الخام الذي يتم ضخه عبر سوميد إلى أقل قليلا من 700 ألف برميل يوميا في يونيو ويوليو بانخفاض من 1.3 مليون برميل في أبريل، وفقا لبيانات تتبع الحاويات التي تجمعها “بلومبرج”.
وفي نفس الوقت، ارتفعت كمية البترول المغادرة من سيدي كرير، ما يعني أن المخزونات هناك تضخمت على الأرجح.
وهناك سعة تخزينية تبلغ 20 مليون برميل من البترول على طرفي خط سوميد ما يعني أن تحركات الحاويات على الجانبين لا تعكس بالضرورة التدفقات عبر الخط بدقة.
ولا تستطيع الناقلات الكبيرة عبور قناة السويس وهي بكامل حمولتها، وبدلا من ذلك تقوم إما بإفراغ جميع حمولتها في العين السخنة ثم تعود إلى الخليج العربي منتظرة الشحنة التالية أو تفرغ جزء من الحمولة في العين السخنة ثم تبحر عبر قناة السويس وتعيد ملء حموتها في سيدي كرير.
ويأتي معظم البترول الذي يمر عبر الخط من السعودية بينما تعد مساهمات الكويت والعراق أقل بكثير، ونتيجة لذلك، فإن فقدان الكميات السعودية هو ما تسبب في انخفاض التدفقات الإجمالية، ورغم الحديث عن تعافي في الطلب، فإن معدل الضخ لا يظهر أي علامات على التحسن في يوليو.
وكان التراجع في تحميل الحاويات الأوروبية للخام من سوميد حادا بشكل خاص في يونيو ثم شهد يوليو انتعاشة طفيفة، ومن المؤكد أن ارتفاع الطلب سوف يساعد.
وأظهرت بيانات من مؤشر الحركة المرورية حول العالم “توم توم”، أن الازدحام لا يزال دون المعدلات الطبيعية في مدن أسبانيا وإيطاليا التي تعد أسواقا رئيسية لخام سوميد، ولكن الارتفاع البطيء في معدلات تشغيل مصافي المنطقة بدأ في سحب المزيد من الخام من خط الأنابيب.
وشهدت أغلب خطوط أنابيب البترول تراجعا في معدلات الضخ في ظل ضعف الطلب وتمديد أوبك بلس لتخفيضات الإنتاج عبر يوليو، ومع تخفيف التخفيضات قليلا في أغسطس سوف يرتفع الإنتاج بحوالي 2 مليون برميل يوميا، ولكن في ظل استهلاك أغلب الخام محليا، قد ينتظر خط سوميد قليلا قبل أن يشعر بفوائد زيادة الإنتاج.